دعى المرجع الديني السيد صادق الشيرازي الشعب
العراقي الى جمع الكلمة والوحدة والتماسك والالتزام بالصبر في مواجهة
الفتن التي يحاول البعض ان يثيرها. كما دعى في بيان اصدره بمناسبة
التجمع الجماهيري الكبير بمناسبة اربعين الامام الحسين بن علي في مدينة
كربلاء الى جعل الاسلام المصدر الاساسي لتشريع القانون في العراق
معتبرا ان الدستور لابد ان يعبر عن رأي الاكثرية الشعبية كما هو حال
الحكومة المنتخبة، مشيرا الى ان القانون لابد ان يحترم المرأة ويحترم
كرامتها ويصون حقوقها.
وقال المرجع الشيرازي في بدء بيانه: إن العدو
اللدود يتربّص بالشعب العراقي المظلوم، ويحاول بشتّى الوسائل أن يشعل
فتنة طائفية بينهم، ومثل هذه الفتن لاتنتهي إلا بفشل الجميع، كما أنها
تعبّد الطريق لهيمنة الضلال والانحراف، والظلم والفساد، كما ألمع إلى
ذلك القرآن الحكيم حيث يقول : ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.. وقد
أثبت التاريخ أن مثل هذه الفتن باءت بالإخفاق لكل الأطراف، وسبّبت هدر
الطاقات، وضياع الفرص الذهبية ، واصطياد العدو المشترك في الماء العكر.
فاللازم على الجميع ـ في هذه المرحلة الحساسة والعصيبة ـ التزام الصبر
والحلم.. كما إنه ينبغي تطويق الحكماء للفتن التي يراد إشعالها،
والقضاء عليها في مهدها .
واشار الشيرازي الى ان مواجة الفتنة الطائفية في
العراق تبدأ من: جمع كلمة المؤمنين واعتبارها واجب على الجميع، وذلك
بنبذ الخلافات القبلية، والإقليمية، والفئوية وغيرها، ورصّ الصفوف،
وجمع شمل الشعب العراقي الواعي والنبيه، وعدم فسح المجال للرؤى
المختلفة لكي تتسلّل وتوجد الانشقاق والفرقة، وتمزّق وحدة الصف والكلمة،
فإنها هي الأخرى تعوّق سير المؤمنين قدما إلى تحقيق الأهداف الإسلامية
السامية، قال تعالى : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم..
واكد المرجع الشيرازي في بيانه على ضرورة
إسلامية كل بنود القانون وموادّه ـ سواء الموقّت أم الدائم ـ وجعل
الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع، داعيا شرائح الامة الى تبني ذلك عبر
كل الوسائل المتاحة من الإذاعات والتلفزيونات إلى الكتب والصحف
والمجلات، إلى الخطب والندوات، إلى اللقاءات الفردية والجماعية وغيرها.
كما اكد على ضرورة ان تكون تشكيلة الحكومة في العراق المسلم يلزم أن
تكون بأكثرية الآراء في جميع المجالات، فإن الأكثرية ـ في ظل الدستور
الإسلامي ـ لاتظلم فرداً واحداً من الأقليات.
ودعى المرجع الشيرازي الى احترام حقوق المرأة
العراقية بقوله: إن المرأة لم تحترم في شيء من القوانين الوضعية
الغابرة والمعاصرة ـ في عالم اليوم ـ كما احترمها الإسلام، مشيرا الى
ضرورة ان يكون ذلك عبر توفير الضمان الاجتماعي والتكفل الاقتصادي وبهذا
الشمول الذي يوفّر على المرأة أكبر قدر من الراحة والدعة، والشعور
بالسعادة والكرامة،لا يكاد يوجد في أي قانون من قوانين الأرض القديمة
والحديثة، فلا تكريم اقتصادي ولا تقدير اجتماعي أعظم من هذا للمرأة.
وبكلمة جامعة يرى الشيرازي: إن الإسلام أكرم
المرأة، وأعزّ قدرها، وأعلى شأنها، وسمح لها بمزاولة كل الأدوار
المناسبة لها، واللائقة بكرامتها، والملائمة لتركيبتها ـ كاُنثى ـ
واستثنى من ذلك أمرين: أحدهما: ما لا يناسبها تكويناً، إذ هي ريحانة.
ثانيهما: اتخاذها سلعة رخيصة، تتجاذبها أسواق الميوعة وأندية الفساد.
ودعى الشيرازي في بيانه الى الاهتمام الشباب
باعتبارهم رجال الغد، وبُناة المستقبل، عبر إرشادهم إلى الفضيلة
والصواب، فإنه ينشأ فيهم القادة الأبرار، والزعماء الأخيار، والرؤساء
الصالحون، والأمناء المصلحون، وهذا الأمر بحاجة إلى همّة كبيرة وشاملة
من قبل كافة شرائح الأمة، لتعطي أحسن النتائج، وأطيب الثمار. لينشئوا
جيلا صالحا، يبنون حضارة المستقبل على أسس الفضيلة والتقوى، والرفاه
والخير، والعدل والقسط. |