تسعى الولايات المتحدة الأمريكية عبر قنواتها
الدبلوماسية الى استبعاد الحاجة البراغماتية لمصالحها، وسرعان ما تكشف
مواقفها المعلنة وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والصراع العربي
الإسرائيلي وانحيازها المطلق للخيار الإسرائيلي الى التناقض مع خطابها
ورغم أن الإدارة الحالية باعتراف الكثير من طواقم الدبلوماسية العتيقة
في الولايات المتحدة على أن ثمة خطأً يجب تصحيحه وأنه يشكل في الوقت
نفسه ضرراً واضحاً للمصالح الأمريكية ولسياستها، نذكر بنتائج لجنة ضمت
13 شخصية أكاديمية ودبلوماسية كلفت درس واقع الدبلوماسية الأمريكية
العامة في العالمين العربي والاسلامي، ومهمتها تقديم التوصيات لمعالجة
الثغرات التي تواجهها، وفي قراءة لهذه التوصيات ولأهمية هذه التوصيات
الذي اعترف التقرير بحسب استطلاعات الرأي إن أكثر مشاعر السخط تجاه
الولايات المتحدة ناجمة عن سياستنا، فمن الواضح على سبيل المثال أن
النزاع العربي – الإسرائيلي يبقى مسألة واضحة ومهمة للخلاف القائم بين
الولايات المتحدة والكثير من البلدان العربية والمسلمة، مضيفاً أن
الناس المحليين يجدون الدبلوماسية الأمريكية تدعم بانتظام حكومات
معادية للحرية والرفاهية، أما دبلوماسية العلاقات العامة فإنها تمنح
الولايات المتحدة الفرصة لتقديم دعم إضافي لأنظمة من هذا النوع
– مواطنوا بلدان العربية يشعرون في شكل حقيقي
بالأذى لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من بلاء ومن الدور الذي يعتقدون
بأن الولايات المتحدة قادرة أن تلعبه في استمرار هذا الوضع.
- دور وسائل الإعلام في إظهار حقيقة السياسة
الأمريكية حيث يرى التقرير إن الاتصالات أصبحت أكثر سرعة والدعاية
المعادية للولايات المتحدة أكثر غدراً وأصبح التلفزيون أكثر الوسائل
كفاية بالنسبة الكبيرة لنشر المعلومات في العالمين العربي والإسلامي،
وفي مواجهة هذا الوضع يرى التقرير أن الحديث اللطيف وتلميع الصورة ليسا
حلين مناسبين وأنه في إمكان الولايات المتحدة أن تحقق نتائج سريعة
ومدهشة إن هي تبنت أسلوباً دؤوباً واستراتيجياً بإدارة جيدة وممولاً في
شكل مناسب لدبلوماسية شعبية تعكس حقاً القيم الأمريكية وتعزز من سياسات
الولايات المتحدة الفاعلة وتأخذ جدياً احتياجات وطموحات العرب
والمسلمين للسلام والرفاهية والعدالة الاجتماعية وقدم التقرير سلسلة من
الاقتراحات لتحسين صورة الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي
على هيئة توصيات للقضاء على ما يسميه التناقض بين تأييد العرب
والمسلمين واعتقادهم بأن سياستنا لا تتماشى مع تلك القيم.. وتشمل هذه
التوصيات قيام دبلوماسية العلاقات العامة باتصالات فاعلة واستماع ذكي،
والعودة الى الوسائل التي جرى التخلي عنها بعد انتهاء الحرب الباردة،
وكشف التقرير الأمريكي عن بعض الحقائق إن السياسة الأمريكية القائمة
على إلغاء الآخرين ومحاولة إخضاعهم وفرض المشروع الأمريكي عليهم والدعم
المطلق لإسرائيل هو المسبب الأساسي لتنامي العداء والغضب والسخط تجاه
الولايات المتحدة وبالتالي فإن أي محاولة أمريكية لا تعيد النظر جذرياً
بهذه السياسة، لن تضع حداً للعداء للولايات المتحدة والملاحظ للمراقب
لسياسة الولايات المتحدة إن بعض هذه التوصيات قد وجدت طريقها الى الفعل
باستثناء.. ما هم الأهم والمهم الموقف الحازم والجذري المحقق للعدالة
والتي هي من صلب نجاح أي سياسة قائمة في الصراع العربي الإسرائيلي
وضرورة التدخل النزيه بما تفرضه القيم الأمريكية والتي تضج بها خطابات
صانعي القرار الأمريكي حول حقوق الإنسان والحرية والعدل.
والسؤال الأخير نهمس بأذن هؤلاء لماذا لا يسمع
العرب والمسلمين سوى من خط ساخن قادم من مطبخهم الاقتصادي والسياسي؟ |