فازت زها حديد العراقية المولد بجائزة بريتزيكر
المرموقة في مجال التصميم المعماري لهذا العام. وهذه هى المرة الأولى
في تاريخ الجائزة الذي يرجع الى 25 عاما التي تفوز بها امرأة اعتلت
بفضل أعمالها المعمارية الحداثية القليلة ذرى مجال التصميم المعماري
الذي يهيمن عليه الرجال.
وقال المشرفون على تنظيم الجائزة يوم الاحد ان
زها حديد المقيمة في لندن أصبحت ثالث بريطاني يحصل على الجائزة التي
توصف أحيانا بأنها تعادل جائزة نوبل في الهندسة المعمارية. وحديد (53
عاما) هى أصغر الحائزين على الجائزة.
ومن بين أعمال حديد تصميم مركز للمطافيء في فايل
ام راين بالمانيا ومرآب للسيارات في ستراسبورج بفرنسا ومضمار للتزلج
على الجليد في النمسا. وعلى الرغم من ان هذه الأعمال تبدو ذات استخدام
عادي إلا انها توضح جرأة حديد في استغلال المساحات والأشكال الهندسية
لتعكس تعقيد الحياة المدنية.
وافتتح في العام الماضي أول مشروع مكتمل لها في
الولايات المتحدة وهو مركز روزنتال للفن المعاصر في سنسناتي. ويبدو
المبنى ذو الثمانية طوابق الذي وصفته نيويورك تايمز بأنه "واحة مدنية"
كمجموعة من الصناديق المتداخلة التي تربض بخفة أعلى المدخل المكسو
بالزجاج في وسط المدينة.
ومن المثير للجدل ان حديد لم تكمل أي مشروع في
لندن عاصمة البلد الذي حصلت على جنسيته. وأصيب مسار حديد العملي بعدد
من الانتكاسات من أهمها وقوف النزاع السياسي الداخلي حائلا دون استكمال
تصميمها الحداثي لدار كارديف باي للاوبرا في ويلز عام 1995 .
وفي مقابلة مع رويترز قالت حديد انها سيئة الحظ
في بريطانيا حيث تفوز شركتها في العديد من المسابقات مثل مشروع كارديف
باي ولكن يندر ان ترى هذه المشروعات مُنفذة بسبب القواعد "المراوغة"
التي تسمح للمنظمين باتخاذ مسارات مختلفة.
وجاء في شهادة لجنة تحكيم الجائزة ان الطريق
الذي خاضته حديد للحصول على الاعتراف الدولي كان "كفاحا بطوليا".
وأسست عائلة بريتزيكر التي تملك سلسلة فنادق
حياة الجائزة عام 1979 لتكريم مُصممين معمارين على قيد الحياة تقدم
أعمالهم المشيدة "إسهامات هامة وباقية للبشرية."
وتتألف الجائزة من ميدالية من البرونز وجائزة
مالية قدرها مئة الف دولار وتقام في مكان مختلف كل عام. وسيقام
الاحتفال بمنح حديد الجائزة في متحف التراث في سان بطرسبرج بروسيا.
وعلى الرغم من ان إبطاء المؤسسات البريطانية في
قبول تصميمات حديد الحداثية إلا ان لديها الكثير من المعجبين في مناطق
مختلفة من العالم. وهي حاليا بصدد تنفيذ مركز للفنون في اوكلاهوما كما
انها واحدة من خمسة متنافسين وصلوا الى النهائيات وسيوكل الى أحدهم
تنفيذ مشروع القرية الاولمبية اذا فازت نيويورك باقامة الالعاب
الاولمبية عام 2012 .
ومن مشروعات حديد الحالية في اوروبا المبني
الرئيسي لمصنع سيارات بي ام دبليو في لايبزيج.
ولكن حديد لم تقم حتى الآن بتنفيذ أي مشروع في
بغداد التي كانت تباهي بعدد من المشروعات الحداثية عندما كانت هناك في
صباها.
وقالت حديد "أعتقد انه سيكون أمرا جميلا ان أنفذ
مشروعا هناك في نهاية المطاف لأنها مدينة جميلة في الواقع." |