تتبادل التحفظات على الميزانية الأمريكية، بين
الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري فبعدما أقر مجلس الشيوخ الأمريكي
ميزانية العام المقبل قيمتها 2.36 تريليون دولار، تتضمن جعل إعفاءات
ضريبية بمليارات الدولارات في إطار خطة الرئيس الأمريكي جورج بوش
الاقتصادي في عام الانتخابات، وأدخل مجلس الشيوخ قائمة طويلة من
التعديلات ليصوت أعضاءه بالموافقة على ميزانية عام 2005 بأغلبية 51
صوتاً مؤيداً مقابل 49 صوتاً رافضاً.
وتهدف الميزانية إلى خفض العجز المالي المتوقع
أن يبلغ 477 مليار دولار هذا العام إلى النصف خلال ثلاث سنوات بدلاً من
خمس سنوات كما أقترح بوش في خطة الميزانية التي بلغت قيمتها 2.4
تريليون دولار ويزعم الديمقراطيون أن الخطة لا تفعل شيئاً يذكر لخفض
العجز المالي وتحول الأموال عن برامج الرعاية الصحية والاجتماعية مثل
التعليم لتمويل الخفض الضريبي ويقول الديمقراطيون أن خفض الضرائب الذي
أعلنه بوش يحقق الفائدة أساساً للأغنياء ويؤدي لإنفاق غير كاف على
برامج مثل الرعاية الصحية ومساعدة المحاربين القدماء والتعليم، ونظراً
لقلق الحزب الجمهوري من عجز الميزانية قرر مجلس الشيوخ أن يمول خفض
الضرائب أما عن طريق بنود أخرى من الميزانية وإما أن يحصل على عدد أكبر
من الأصوات في مجلس الشيوخ، وقدر مكتب الميزانية غير الحزبي بالكونغرس
أن جعل التخفيضات ضرائب الشركات والضرائب الشخصية دائمة سيتكلف نحو 1.3
تريليون دولار على مدى عشر سنوات وتتضمن خطة الميزانية التي وضعها
الجمهوريون نحو 80 مليار دولار لخفض ضريبي يحظى بتأييد شعبي، ومن
المقرر أن ينقضي أجله العام المقبل، يذكر أن المشرعون قد صوتوا لصالح
مطالب بوش للإنفاق العسكري بكامله والتي حاول بعض الجمهوريين خفضها
بمقدار سبعة مليارات دولار في محاولة لخفض عجز الميزانية ومن جهته أبلغ
الرئيس بوش الكونغرس أنه ينوي التوقيع على اتفاقية جديدة للتجارة الحرة
مع خمس دول من أمريكا الوسطى إلا أنه لم يوضح ما إذا كان سيسعى إلى
إجراء تصويت في شأن الاتفاقية قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات
المتحدة والتي تجري السنة الجارية، معلوم أن القانون الأمريكي يلزم بوش
إخطار الكونغرس قبل 90 يوماً من إبرام أي اتفاقية تجارية، وكانت
الولايات المتحدة قد اختتمت مفاوضات للتجارة الحرة مع السلفادور
ونيكاراغوا وهندوراس وغواتيمالا في كانون الأول ديسمبر 2003 وحلت
القضايا العالقة مع كوستاريكا الشهر الماضي.
وفي رسالة إلى الكونغرس قال الرئيس الأمريكي بوش
إن إدارته تواصل المحادثات الهادفة إلى ضم جمهورية الدومنيكان إلى
الاتفاقية وأنه يأمل بالتعاون مع الكونغرس في شأن قانون لفرض تطبيق
الاتفاق.
فيما أعلن جون كيري اعتراضه على الاتفاقية ما لم
يتم التفاوض عليها مجدداً لتعزيز شروط حماية العمال والبيئة يذكر أن في
منتصف السبعينات وبفضل ثورة التكنولوجيا الإعلام والاتصالات عرفت
الولايات المتحدة نمواً في الإنتاجية لم تعرفه حتى البلدان الأكثر
تقدماً (ألمانيا وفرنسا) وطبقاً لتقرير اللجنة الأوروبية، فإن الفائض
الأمريكي في مجال التوظيف في البحث العلمي قد تعدى 100 بليون يورو في
العام 2000 مسجلاً نمواً سنوياً لا يقل عن 20% متفوقاً بذلك مرتين على
المعدل الأوروبي، أضف إلى ذلك الفارق في المستوى الرأسمال البشري، عدد
الباحثين في المجال العلمي يصل اليوم في أوروبا الغربية إلى 5.1 من أصل
كل إنسان عامل، فأنه يرتفع في الولايات المتحدة إلى 7.4. |