أبرز تقرير ردود الفعل على قمة برلين الثلاثية
والتي جمعت المستشار الألماني والرئيس الفرنسي مع رئيس الوزراء
البريطاني، حيث أثارت احتجاجات قوية وانتقادات لاذعة من قبل الحكومات
الأوروبية غير المشاركة فيها، واعتبرت حكومة ثلاثية ومجلس إدارة يسعى
لفرض إرادته على بقية الدول الـ22 في الاتحاد الأوربي، فرئيس وزراء
الإيطالي ندد بالاجتماع قبل عقده، ووصف وزير خارجيته بأنها صورة مصغرة
للمصلحة القومية الأنانية، فيما قال وزير الخارجية البولندي، أنه من
غير الممكن أن تعدّ دول معينة كل شيء، ثم يتوجب على الآخرين الموافقة،
أما نظيرته الأسبانية آنابلاسيو) فقد اتهمت البلدان الثلاثة المجتمعة
في برلين بمحاولة اختطاف الثروات الأوروبية العامة. وفي مؤتمر صحفي
دافع شيراك بقوله (أنه من الطبيعي جداً بالنسبة للبلدان الثلاثة التي
تنتج أكثر من 50% من إجمالي الناتج المحلي الأوروبي أن تجري مشاورات
مشتركة.
وكانت أكثر الانتقادات لهذه القمة بسبب الاقتراح
الذي تتضمنه البيان المشترك – الفرنسي – الألماني – البريطاني الذي قدم
إلى الرئيس الحالي للمجلس الأوروبي، رئيس وزراء أيرلندا بيرشي أهرن،
والمتعلق بترشيح نائب رئيس المفوضية الأوروبية، يتعلق عمله بقضايا
الإصلاح الاقتصادي، فقد اعتبر أن هذا الاقتراح من قبل الدول الأوربية
الأصغر محاولة لاستبدال مبدأ المفوضين المتساويين بهيكلية هرمية،
وتحدثت الصيغة الأولى للاقتراح عن طريق شرويدر الذي تكلم عن مفوض فوق
العادة يمتلك سلطات واسعة في مجالات التجارة والصناعة والأسواق
الداخلية، البيئة والسياسة الاجتماعية، وعلى نائب رئيس المفوضية
الأوروبية المحتمل أن يمارس دور المنسق لعمل مفوضين آخرين، وليس سراً
بأن الحكومة الألمانية متحمسة كي يشغل هذا المنصب بممثل ألماني،
والمرشحون المحتملون هم وزير الاقتصاد وشؤون العمل وولفانج كليمنت
والمفوض المسؤول عن توسع الاتحاد الأوروبي كونتر فيرهجين وفي محور
الإصلاحات العاجلة أوضح التقرير سيطرت المخاوف في دول الاتحاد الأوروبي
الأصغر، مما وصف مجلس إدارة أوربي، لكن هذه المخاوف في الحقيقة تخفي
نزاعاً جوهرياً يسيطر على الحياة اليومية في أوروبا، النزاع بين كل
الحكومات الأوروبية والمفوضية الأوروبية من جانب والجموع الواسعة من
الناس العاملين من جانب أخر وفي تحليل للخطاب الذي أرسله شرويدر وبلير
وشيراك إلى الرئيس الأيرلندي للمجلس الأوربي يحتوي على كل ما أثير طوال
السنوات القليلة الماضية، بخصوص إجراءات غير شعبية تهدف إلى تفكيك شروط
الرفاهية في الحياة الأوروبية، فالصيغة المقترحة ترمي إلى تحويل أوروبا
إلى أنشط منطقة اقتصادية في العالم في نهاية العقد، وبذلك تتجاوز
الولايات المتحدة ولقد اتفق بالفعل على هذا الهدف في قمة الاتحاد
الأوربي منذ ثلاث سنوات في لشبونة، وجاءت القمة الثلاثية لتدفع هذا
الهدف إلى الواجهة يذكر أن اقتراح قمة برلين يؤيد السياسات المؤيدة
للمؤسسة بشكل فظ، مثل ابتكار وتحديث النموذج الاجتماعي الأوربي، داعياً
إلى إلغاء اللوائح وتقليل البروقراطية التي تعيق المنافسة والابتكار،
ويتحدث عن سياسة سوق عمل نشيط تعتمد على الروح المبدعة وهذا يتطلب بذل
الجهود والفاعلية فيما يخص الإنفاق في مجال الصحة الخ..
كما يتضمن اقتراح برلين الاعتراف بالحاجة لبحث
أكبر للتعليم المحسن، لكن يجب أن يترك البحث للقطاع الخاص، بالنسبة
لوعود تعليم أفضل وهذا ما يتعارض مع السياسات الواقعية للحكومات التي
تتضمن الضرائب المتزايدة ومعارضة زيادة الإنفاق على التعليم وفي تحرك
وقائي أرسل ستة من أعضاء الاتحاد الأوروبي الصغار خطاباً إلى رئيس
المجلس الأوروبي حاولوا فيه قطع الطريق على الثلاثة الكبار بلعب ورقة
تعزيز السياسات اليمنية وقع هذا الخطاب رؤساء وحكومات أسبانيا وإيطاليا
والبرتغال وهولندا وبولندا واستونيا، واستهدف مباشرة ألمانيا وفرنسا
اللتين كانت متهمتين بكسر ميثاق الاستقرار الاقتصادي الذي كان من
المفترض أن يربط كل أعضاء الاتحاد الأوربي ويضع حدوداً للعجز في
الميزانية الوطنية وأشار التقرير إن شرويدر وبلير وشيراك في حالة ضعف
سياسي إذا يواجه الثلاثة المشاكل المحلية: بلير بسبب أكاذيبه والمعارضة
المتنامية لسياسته الاجتماعية والاقتصادية وشيراك بسبب قضايا الفساد
التي ترجع إلى فترته كمحافظ باريس، وصديقه الحميم الآن جوبيه، حكم
بالسجن وقد يواجه شيراك التهم في المحكمة مستقبلاً، وشرويدر المعارضة
الكبيرة لبرنامجه الإصلاحي، الذي أجبره بالفعل على الاستقالة من رئاسة
الحزب الاشتراكية الديمقراطي. |