قال المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد
صادق الشيرازي في جواب له على استفتاء ورد اليه حول شرعية الدستور
الانتقالي، ان الدستور في العراق لابد ان يكون معتمدا على ان الاسلام
هو المصدر الاساسي للقانون لان اكثرية الشعب العراقي مسلمون.
واضاف المرجع الشيرازي بانه لابد ان تتوفر القناعة
الكافية لكل عراقي حتى يصادق على الدستور عبر انتخابات تجعل الاكثرية
مصداقا لها مع ضمان حقوق الاقليات.
ويفهم من كلام المرجع الشيرازي انه غير موافق على
الدستور الانتقالي لانه لم يحض بشرعية صناديق الاقتراع بالاضافة الى
تجاوزه قانون الاكثرية الذي يمثل جوهر العملية الديمقراطية.
وجاء في نص الاستفتاء والجواب عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق
الحسيني الشيرازي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو رأيكم الشريف في قانون اداره الدولة في
الفترة الانتقالية في العراق؟
افتونا مأجورين.
17 محرم الحرام 1425هـ
جماعة من المؤمنين
------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
القانون يجب أن يكون قانون الاسلام وقد نص
القرآن الحكيم على رفض ايّ قانون سواه وأن الحكم بغيره كفر وظلم وفسق
قال الله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا
لِلّهِ) الانعام/57 وقال عز اسمه:
(وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللّهُ
فَأُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) وقال سبحانه:
(وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللّهُ
فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وقال جل
وعلا: (وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ
اللّهُ فَأُوْلئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) سورة
مائدة/44,45,47.
وبما أن اكثريّة الشعب العراقي الكريم مسلمون
معتقدون بالقرآن الحكيم دستوراً، وبالاسلام نظاماً، فيجب ان لا يشذّ
القانون الذي يُسنّ، عن الاسلام في أية صغيرة وكبيرة فيكون الاسلام هو
المصدر الرئيسي للقانون.
وحيث إن القانون سوف يطبق على كل فرد فرد من
افراد هذه الامة، فيلزم ان تتم القناعة الكافية لكل شخص عراقي وذلك
بمصادقة الجميع عليه عبر انتخابات عاجلة وصادقة تجعل الاكثرية ملاكاً
لها، وتضمن حقوق الاقليات كاملة وعادلة.
وقد اثبتت التجربة التاريخية أن الامة عاشت في
ظل الاسلام المتمثل بحكومة النبي الاعظم وأميرالمؤمنين _صلى الله
عليهما وآلهما_ في سعادة، لم تشهد البشرية مثيلاً لها حتى اليوم
وكنموذجين _ من المآت والمآت من نظيراتها _ لهذه الحقيقة ان رسول الله
صلى الله عليه وآله الف بالاسلام بين شرائح الامة حتى صاروا إخواناً
بعد ما دبّت فيهم الحروب الطاحنة واستمرت مآت السنوات قال الله تعالى :
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) آل عمران/103
كما أنه لم يذكر التاريخ وجود حتى فقير واحد في
حكومة الامام أميرالمؤمنين عليه السلام _ رغم انها كانت اوسع حكومة على
وجه الارض أنذاك فكانت تضم قرابة خمسين دولة حسب خارطة العالم اليوم
والتي من جملتها العراق _ .
والله المسؤل أن يحقق الآمال لهذا الشعب المظلوم
بقانون الاسلام الذي يضمن له سعادة الدنيا والآخرة في كل مجال.
17/ محرم الحرام/ 1425 هـ صادق
الشيرازي |