قتل 45 شخصا على الاقل وجرح اكثر من 150 آخرين
عندما تعرض شيعة يحيون ذكرى يوم عاشوراء في مدينة كويتا، جنوب غرب
باكستان، لهجوم انتحاري يوم الثلاثاء.
وتزامن الهجوم في باكستان مع مقتل 150 على الاقل
في سلسلة تفجيرات في مدينة كربلاء الشيعية وفي العاصمة العراقية بغداد.
وأشار شهود عيان في كويتا الى انفجارات وقتال
عنيف. وانتابت الشيعة نوبة غضب فأحرقوا المتاجر بعد الهجوم. وفرضت
السلطات حظر تجول في المدينة بعد ذلك مباشرة. وقال شيخ رشيد أحمد، وزير
الاعلام: «تعرض موكب لإطلاق للنيران ولدينا خمسة قتلى على الاقل ربما
يكون بينهم احد المهاجمين».
وشهدت ذكرى عاشوراء أعمال عنف في الماضي بين
الشيعة والأغلبية السنية في البلاد وشددت اجراءات الأمن في مختلف أرجاء
باكستان قبيل ذكرى عاشوراء. وقال عرفان رانا وهو صحافي محلي في الموقع
انه سمع اطلاق نار ثم دوي انفجار قوي. وقال صحافي محلي آخر ان
الانفجارات التي سمعها يبدو انها نتجت عن تفجيرات انتحارية. وأضاف: «في
البداية كان هناك اطلاق نار من مدافع كلاشنيكوف ثم جاء اثنان وفجرا
نفسيهما».
وأمرت الشرطة السكان بالبقاء في منازلهم في حين
تصاعد دخان كثيف من سوق رئيسية أضرم الشيعة النار فيها. ورددت مكبرات
الشرطة نداء يقول «الزموا منازلكم.. لقد فرض حظر تجول».
ويوم السبت الماضي قال مسؤولون وشهود ان مهاجما
فجر نفسه في مسجد شيعي في مدينة روالبندي الباكستانية مما أسفر عن
إصابة ثلاثة بجراح. وفي يوليو (تموز) الماضي أسفر هجوم انتحاري على
مسجد شيعي في كويتا عن سقوط أكثر من 50 قتيلا. ويمثل الشيعة حوالي 20%
من حوالى 150 مليون باكستاني يدين 95% منهم بالإسلام.
هذا واعتبر المحققون الباكستانيون الخميس ان
المجزرة التي ارتكبت في كويتا (جنوب غرب باكستان) الثلاثاء في ذكرى
عاشوراء تحمل آثار مجموعة "عسكر-جنقوي" السنية المحظورة وهي احدى اكثر
المجموعات الاسلامية الباكستانية عداوة للشيعة.
وصرح احد المسؤولين في التحقيق لوكالة فرانس برس
طالبا عدم كشف هويته ان اسم مجموعة "عسكر-جنقوي" كان محفورا على مقبض
احد رشاشات المهاجمين وان شعارات معادية للشيعة كانت محفورة ايضا على
غلافات الرصاصات التي عثر عليها.
وعثر على الرشاش وغلافات الرصاصات في مكتب
استأجرته قبل عشرة ايام مجموعة من اربعة رجال مجهولين ويقع في الطابق
الاول من مبنى مطل على الشارع العام في كويتا الذي اطلق منه المهاجمون
نيران اسلحتهم وقنابل يدوية.
وقتل في العملية 47 شخصا على الاقل بينهم عشرة
من رجال الشرطة. ولم يستبعد المحققون ان يكون بعض الضحايا وقعوا في
تبادل لاطلاق النار بين المهاجمين من جهة والشرطة وناشطين شيعة كانوا
يشاركون مسلحين في مسيرات احياء ذكرى عاشوراء من جهة اخرى.
وقد تم العثور على حوالي 200 من فراغات الرصاصات
في المكان الذي استخدمه المهاجمون وتحمل كلها عبارات مثل "الموت
للخميني" المؤسس الشيعي للجمهورية الاسلامية الايرانية.
واعتبر المحقق "انه قد يكون للرجلان في المبنى
شريكان او ثلاثة اندسوا بين الجموع".
وقد فجر المهاجمان نفسيهما قبل ان تتمكن الشرطة
من دخول المباني التي كانا يتواجدان فيها. وقال "عثر على النصف السفلي
من جثة وعلى ساق لجثة اخرى".
وكانت مجموعة "عسكر-جنقوي" التي انشئت في 1996
وتقيم علاقات مع تنظيم القاعدة قد اعتبرت مسؤولة عن هجومين سابقين ضد
الشيعة في كويتا في شهري حزيران/يونيو (مقتل 12 شرطي شيعي بالرشاشات)
وفي تموز/يوليو (مقتل 47 شيعي بيد فريق كوماندوس انتحاري لدى الخروج من
مسجد).
وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف حظر في اب/اغسطس
2001 مجموعة "عسكر-جنقوي" (التي تحمل اسم المشارك في تاسيس جيش الصحابة
+سباه-صحابة+ الباكستانية الملا حق نواز جنقوي الذي انشقت عنه مجموعة "عسكر-جنقوي").
وكانت المجموعة ناشطة خصوصا في افغانستان في عهد
نظام طالبان (1996-2000) وعاد قسم من اعضائها الى باكستان بعد الاطاحة
بنظام طالبان في خريف العام 2001.
ومجموعة "عسكر-جنقوي" التي ترتبط بمجموعات
اسلامية اخرى تناضل ضد الوجود الهندي في كشمير قد تكون متورطة ايضا
بحسب السلطات الباكستانية في خطف واغتيال الصحافي الاميركي دانيال بيرل
في كانون الثاني/يناير 2002 وفي اعتداءات ضد الفرنسيين والاميركيين في
ايار/مايو وحزيران/يونيو 2002 في كراتشي (جنوب).
من جهة اخرى اعلن شهود عيان والشرطة الهندية ان
الشرطة في كشمير اعتقلت امس 35 شيعيا حاولوا القيام بمسيرة في سريناغار
في ذكرى عاشوراء. واعتقلت الشرطة مستخدمة الهراوات حوالي ثلاثين شخصا
في حي ابي قصير بينهم نائب رئيس «جبهة تحرير جامو وكشمير» الانفصالية
في حي براتاب بارك. ويذكر ان جامو وكشمير هي الولاية الهندية الوحيدة
التي يشكل المسلمون غالبية سكانها. ويشكل الشيعة اقلية في الولاية
المقسمة بيت الهند وباكستان وتشهد حركة تمرد انفصالية منذ 1989 . |