بسم الله الرحمن الرحيم
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
إن الجرائم النكراء التي ارتكبت في كربلاء
المقدسة والكاظمية ببغداد وفي مدينة كويتا في باكستان والتي خلفت
وراءها مئات القتلى والجرحى من المعزين الأبرياء في يوم مقدس وعزيز على
المسلمين، حيث تقام مراسيم العزاء على سيد الشهداء الإمام الحسين عليه
السلام، هذه الجرائم التي وقعت في مرقد الإمامين الكاظمين وبالقرب من
صحن أبي الفضل العباس وعدة مواقع في كربلاء المقدسة وفي باكستان هي
انتهاك صارخ لحرمات الدين والمسلمين من حيث الزمان والمكان. لقد وقف
أولئك الآثمون بعملهم الدنيء هذا مع قتلة الإمام الحسين عليه السلام
بما أحدثوه من قتل وترويع وتخريب، في حين نال أولئك الأبرياء شرف
الشهادة في هذا اليوم العظيم.
إن الأيدي الآثمة والجبانة التي قامت بهذه
الأعمال المخطط لها مسبقاً والتي أدت الى قتل وترويع الناس قد كشفت عن
مدى حقدها واستهتارها بقيم الدين والإنسانية مستهدفة من وراء هذه
الأعمال الغاشمة ضرب وحدة المسلمين والنيل من مراسم يوم عاشوراء،
متناسين أن مثل هذه الجرائم لن تزيد المسلمين إلا تلاحماً وتماسكاً كما
رأينا ذلك من خلال الإدانة الجماعية الصادرة من علماء الدين من الشيعة
والسنة، والتعاون الشعبي العام في بغداد. كما أن مسلسل النيل من مراسم
يوم عاشوراء هو استمرار للمحاولات الفاشلة للطغاة والمستكبرين على مر
التاريخ والتي لم تؤد إلا إلى مزيد من الإحياء والاهتمام بهذه المراسم
الدينية المترسخة في قلوب محبي أهل البيت عليهم السلام. فقد قام نظام
الطاغية صدام بمنع وتعقب أية مراسم عزائية في هذا اليوم الجليل، وقتل
آلاف المعزين طوال ثلاثة عقود من الزمان، إلا أن كل محاولاته لم تسفر
إلا عن تصاعد إحياء هذا اليوم العظيم، في ظل تقاطر ملايين البشر الى
مدينة كربلاء المقدسة.
إننا في الوقت الذي ندعو الإدارة الأمريكية
بالإسراع في إنهاء احتلالها للعراق، وتمكين الشعب العراقي من استعادة
سيادته على أرضه ومقدارته، فإننا نحمّل هذه الإدارة قسطاً من المسئولية
تجاه تدهور الأوضاع الأمنية في بلد المقدسات. كما نطالب الحكومة
الباكستانية بمزيد من الحزم لإيقاف مسلسل التعدي على محبي أهل البيت في
باكستان.
وفي الختام نعزي المسلمين جميعاً بهذا المصاب
الجلل، سائلين المولى عزوجل أن يتغمد أرواح هؤلاء الشهداء بواسع رحمته
ويسكنهم في أعلى عليين، و يُلهم ذوويّهم الصبر والسلوان. وأن يمنّ على
الجرحى والمصابين
بالشفاء العاجل.
جمعية الرسالة الإسلامية
10 محرم 1425 |