بسم الله الرحمن الر حيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد
المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين المظلومين، ولعنة الله على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ
أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ
فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ
الفَسَادَ صدق الله العلي العظيم
نستنكر الاعتداءات الوحشية في كربلاء والكاظمية
ومدينة (كويته ) الباكستانية، بمناسبة ذكرى استشهاد
سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين، وأهل بيته نجوم الأرض من آل
عبد المطلب، والصفوة من صحبه الكرام صلوات الله عليهم أجمعين.
تلك الاعتداءات الإجرامية التي انتهكت بها حرمة
العتبات المقدسة في المدينتين المذكورتين، وكان ضحيتها الجمع الغفير من
الشهداء والجرحى من الأبرياء، الذين جاءوا لتجديد ذكرى يوم عاشوراء،
يوم التضحية والفداء في سبيل الله تعالى ودينه القويم، وإعلان مراسم
العزاء والمواساة للنبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين، في مصيبتهم
الكبرى، وفاجعتهم العظمى، وتجديد الولاء لهم، والتأكيد على التزام
خطّهم، والسير على نهجهم، ورفض الظلم والانحراف.
إن روح التضحية التي حملها الإمام الحسين (صلوات
الله عليه) قد بوركت في شيعته ومواليه، ودفعتهم لإحياء هذه الذكرى
المقدَّسة في شرق الأرض وغربها، بإصرار وتصميم، وإن تحمَّّلوا الثمن
الباهض في سبيل ذلك.
كما أن روح الجريمة والعدوان التي يحملها أعداء
الحسين عليه السلام وقَتَلَتُه قد بقيت في أتباعهم وأوليائهم، فحملتهم
على هذه الجرائم الوحشية، وعلى أن يلطخوا أيديهم بهذه الدماء الزكية..
والقوم أبناء القوم.. وكل إناء بالذي فيه ينضح..وإلى الله المشتكى.
وبمناسبة هذه الفجائع ..
أولاً: ندعو الخيرين إلى إعلان الاستنكار والشجب
لهذه الجرائم، وإقامة مراسيم العزاء والحداد.
وثانياً: ندعو شيعة أهل البيت ـ بل جميع
المسلمين ممن لا يرتضون هذه الجرائم ـ في جميع أنحاء العالم إلى إعلان
شجبهم لها، والاستنكار على الأيدي الأثيمة التي تلطخت بها، والجهات
المشبوهة التي خططت لها، ودفعت اليها، والضغط من أجل الحد منها.
وثالثاً: نحمّل قوات الاحتلال مسؤولية هذه
الجرائم، نتيجة التقصير والتهاون في منعها، وعدم الجدّية في معالجة هذه
المشكلة الخطيرة.
ورابعاً: ندعو جميع المنظمات الدولية والإنسانية
في العالم، إلى التعاون والتكاتف من أجل وضع حدٍّ لمأساة العراق الجريح،
الذي لا زال ينزف دماً منذ عقود من الزمن.
وفي الختام..نرفع تعازينا لبقية الله في الأرض
الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف بمصابه بجده الإمام الحسين عليه
السلام ، وبهذه المصائب المتفرعة عن هذا المصاب.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأذن له بأخذ ثأره
من الظالمين، ويطهر الأرض منهم. كما نسأله أن يرفع درجات الشهداء
ويلحقهم بأوليائهم الطاهرين، ويلهم أهاليهم وذويهم الصبر والسلوان،
ويمنَّ على الجرحى بالسلامة والشفاء، إنه أرحم الراحمين، وولي المؤمنين،
وخير الناصرين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد سعيد الطباطبائي الحكيم
عاشوراء / 1425 هـ |