منذ أن أصبح الكمبيوتر الجهاز المتداول من قبل
الناس تتوالى استعمالاته لما يتركه من اثر جميل في النفوس وبالذات
العاملين عليه أو القريبين منه فالكمبيوتر هو عالم خاص وجديده فيه
تجديد لأنفاس الإنسان المثقف الواعي الذي يأمل أن يساهم في دفع عجلة
خدمة المجتمع بوقت قياسي من خلال تيسير بعض منجزاته الموسوم بجاهزية
إنجازها وبسرعة فائقة مقارنة بما كان قبل اكتشافه وتداوله المجتمعي
الآن.
ولعل في التقنية الاستكمالية ما بين الكمبيوتر
والانترنيت ما يبعث على الإعجاب بما وصل إليه العقل البشري جراء هذا
الجهاز الأصم (الكمبيوتر) الذي يمتاز باستجابته لإنجاز ما يرميه
الإنسان منه فيستجيب لما يطلبه منه لكن العمل على أجهزة الكمبيوتر
يتعرض لمنغصات كثيرة جراء امتثاله أيضاً لعمليات تخريب إنجازاته وإلغاء
أو تشويه برامجه إذ أصبحت الكثير من المجالات الثقافية الحيوية
المستخدمة عبر أجهزة الكمبيوتر معرضة للاختراق الخبيث من مثل الذين
يطلقون فيروساتهم لإعاقة عمل تلك الأجهزة أو تحريف عملها نحو وجهات
مجمدة أحياناً أو محرفة.
وما يميز كاسرو شفرات الانترنيت أن تدخلاتهم قد
تتجاوز الحدود أحياناً إذ يوصفوا بكلمة (الخبث والخبثيين) نتيجة
لعمليات تخريبهم للبرامج الكمبيوترية، من ذاك مثلاً ما يمكن الإشارة
إليه لتصريح أدلى به (ألسيوفون ملوزو) الخبير البرازيلي في شؤون
الكمبيوتر في وصف هؤلاء الكاسرون لشفرات الانترنيت المنسقة مع أجهزة
الكمبيوتر بأنهم أما أناس خيرون أو أناس سيئون) هذا وتشير الأخبار
المبثة عن النشاط الكمبيوتري والانترنيتي بالبرازيل وحالة التخوف
والحذر من تدخلات المتطفلين الداخلين على مواقع الانترنيت المختلفة ما
دفع (ملوزو) لإشغال منصب مدير التحرير لمجلة (ديجراتي) التي تنشر
المعلومات الوافية الخاصة بكاسري شفرات الانترنيت، وبذاك أصبح
للكمبيوتر بهذا الشأن مجلة خاصة.
وخلال السنتين الأخيرتين كانت البرازيل أكثر
البلدان نشاطاً في مجال كسر شفرات الانترنيت حسبما تقول (أم أي جي) وهو
مكتب استشاري في حقل الانترنيت مقره في لندن، ففي السنة الماضية 2003م
كانت أكثر من (10) مجموعات نشطة في تخريب الانترنيت هي من البرازيل حسب
مكتب (أم أي جي) البريطاني إذ حدثت (96) ألف عملية اختراق على أشياء
شخصية جرت انطلاقاً من البرازيل وهذا يزيد بست مرات عن الهجمات التي
تنطلق من تركيا حسب المكتب الآنف.
بديهي أن الأمر مع عملية استعمال دائرة العمل
المنسق بين الانترنيت والكمبيوتر لم يقف عند هذه النقطة فقد تمكن قسم
الجريمة الإلكترونية في شرطة ساوباولو من إلقاء القبض على (40) محتالاً
عبر الكمبيوتر كل شهر لكن عدد هؤلاء لا يشكلون شريحة مؤثرة جداً على
محصلة العمل الكمبيوتر مقارنة مع ما أطلقت تسمية (المجرمون) عليهم من (كاسري
شفرات الانترنيت في ساوباولو) التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبرازيل.
إن تخطيات الكمبيوتر لما هو جارٍ في العلاقات
المعلوماتية تحدث في ظل أجواء تفتقر البشرية فيها وجود تشريعات محددة
لهذا النوع من الجرائم ولتسمى بـ(الجرائم المعلوماتية) مثلاً وتوجد
الآن في البرازيل مجلة تحمل عنوان (اتش 4 سي ك 3آر) ويباع منها زهاء
(20) ألف نسخة كل شهر وتوفر المعلومات الضرورية لارتكاب هذا النوع من
الجرائم الإلكترونية.
ولعل من نكد العالم المعاصر هذه الأيام أن بعض
الأمور الجادة الممكن طرحها للنقاش تصادف عدم رضى أو قبول للنشر
والانتشار إلا أن مبدأ إيصال المعلومات إلى القراء بطريقة سهلة ومسؤولة
تبقى هي الأساس الفضيل الذي ينبغي أن لا يفتر العزيمة عند المسؤولين عن
متابعات ضرورة صيانة العمل على أجهزة الانترنيت والكمبيوتر وبالذات بعد
أن توسعت دائرة العمل عليهما.
فمثلاً أن شركة (سامسونج للالكترونيات) قد كشفت
مؤخراً النقاب عن نظام معلوماتي وترفيهي متكامل للسيارات اسمه (أوتو بي
سي) ويعتبر هذا الابتكار أحد أمثلة (الأجهزة المعلوماتية) وهي منتجات
تجمع بين تكنولوجيا الاتصالات والالكترونيات الاستهلاكية والكمبيوتر،
وتشمل وظائفها راديو (أي أم/ أف أم) ومشغل أقراص مدمجة ونظام ملاحة
للسيارة واتصالات لاسلكية وإمكانية الاستعانة بقواعد البيانات ويتيح
النظام التعرف على صوت السائق وتشغيل مختلف الوظائف بأوامر صوتية دون
استخدام اليد ويأتي الكمبيوتر الشخصي لنموذج السيارة (أوت بي سي) مجهزاً
بوحدة ذاكرة وذاكرة مؤقتة وما يميز (أوتو بي سي) أن بحجم صغير بحيث
يمكن استيعابه في حيز داخل لوحة قيادة السيارة ولا يبدو مختلفاً عن أي
جهاز تسجيل أو مشغل اسطوانات مدمجة.
إن اختراع الكمبيوتر أصبح حالياً يتخطى ما لم
يكن في الحسبان فقد كشف مختبر أمريكي بواشنطن قبل فترة عن أسرع جهاز
كمبيوتر في العالم تمت برمجته لمحاكاة الانفجارات النووية وهو من صنع
شركة (أي بي أم) ويحتوي على معالجات لا تتوفر لدى أي جهة أخرى منتجة
للكمبيوترات حالياً. |