أوضح وزير الخارجية الفرنسي دومينك دوفيلبان
موقف بلاده من المبادرة الأمريكية الشرق الأوسط الكبير والتي تضم
البلدان العربية وباكستان وأفغانستان وإيران وتركيا والكيان الصهيوني
مفضلاً العمل مع المعنيين إلى صوغ إعلان مشترك عن السلام والتقدم في
الشرق الأدنى، عوض عن فرض الحلول الجاهزة من الخارج على العالمين
العربي والإسلامي وشدد على الأهمية القصوى لحل النزاع العربي –
الإسرائيلي شرطاً لازماً لأي مبادرة إصلاحية شاملة في هذه المنطقة،
فيما تتجاهل واشنطن هذا المعطى المحوري؟! كما تحفظ دومينيك عن تولي حلف
شمال الأطلسي مهمات في المنطقة حرصاً على عدم استثمار المواجهة بين
العالم العربي وبلداننا وبين الغرب والإسلام، مضيفاً: من الناحية
العملية، أرى أن التشاور يجب أن يطاول ثلاث قضايا أساسية:
1- الحوار السياسي كي تتقدم الديمقراطية والحكم
الصالح وحقوق الإنسان وتالياً التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بغية
إدخال إصلاحات بنيوية ضرورية ودعم جهود المجتمع المدني لتشجيع الحوار (حوار
الثقافات) ورأى أن هذه المشاورات يمكن أن تؤدي إلى إعلان مشترك يتضمن
مبادئ شركة حقيقية للسلام والتقدم، والمطلوب تحديد الخطوط الكبرى للعمل
الواجب تنفيذه ليشمل كل المنطقة والذي يطاول على سبيل المثال عدم
اللجوء إلى القوة وتعزيز الأنظمة التربوية، في هذا الإطار يمكننا تحديث
الأدوات الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي سواء تعلق الأمر بمسيرة
برشلونة أم بالحوار مع مجلس التعاون الخليجي وعن العلاقة مع الولايات
المتحدة في هذا المجال أوضح دوفيلبان كل طرف يجب أن يعالج موضوع الشرق
الأوسط بحسب أهليته وكفايته، المهم أن تتحرك أوروبا والولايات المتحدة
بتوافق ولكن بتنسيق وثيق مع دول المنطقة، نتمنى العمل مع أصدقائنا
الأمريكيين لتثمين التكامل، وعلينا أن نتشارك في العمل مع دول المنطقة
نحن نعترض على استراتيجيات... من يفتش عن فرض حلول جاهزة من الخارج
يذكر أن سلسلة لقاءات متعددة الطرف ستشهد حواراً، معمقاً في شأن الشرق
الأوسط الكبير في حزيران، سواء في اجتماعات حلف شمال الأطلسي في
اسطنبول أو الدول الصناعية الـ8 التي ستعقد في الولايات المتحدة أو قمة
الاتحاد الأوربي في آذار في بروكسيل.
وشدد دوفيلبان على اقتناعه الراسخ بضرورة
الانطلاق من حاجات دول الشرق الأدنى ومطالبها وتوقعاتها من دون السعي
إلى إملاء الحلول، إذ من المهم إشراكها، في عمليات التفكير التي تجريها
وذلك بمنطق الشراكة الحقيقية وكذلك يجب الابتعاد عن المقاربة ذات النمط
المبسط الواحد لا يمكننا التطرق إلى المغرب الكبير بالطريقة نفسها التي
نعالج فيها مسائل الشرق الأوسط أو دول الخليج ولا يجوز تركيز كل الأمور
على مواضيع الأمن، وكي ننجح يجب أن يكون مسعانا شاملاً ويأخذ في
الاعتبار كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
والتربوية وأوضح أن أوربا شريك طبيعي لهذه المنطقة، إن سياسة أوروبية –
متوسطية نفذت منذ السبعينات، ومسيرة برشلونة عام 1995 وتم توقيع
اتفاقات تعاون مع دول الخليج ونحن نعمل مع شركائنا الأوربيين ومنذ وقت
بعيد على مشاكل هذه المنطقة وتطوراتها والتحدي الكبير.
وفي سؤال عن رأيه في اضطلاع حلف شمال الأطلسي
بدور معين في المنطقة انطلاقاً من العراق أجاب: يجب أن تتوفر بعض
الشروط، أولاً أن حلف شمال الأطلسي لا يمكنه أن يتدخل إلا بطلب من
حكومة عراقية من جهة وبعد موافقة مسبقة من الأمم المتحدة من جهة أخرى.
هناك أيضاً مسائل مبدئية السؤال هل وصول حلف شمال الأطلسي، إلى منطقة
الشرق الأدنى هو عامل استقرار أم تعقيد – يذكر أن الزعماء العرب
سيبحثون خلال قمتهم المقبلة المقررة في نهاية آذار في تونس المبادرات
الأمريكية والأوروبية للإصلاح والتغيير في الشرق الأوسط والتي تثير
قلقاً كبيراً في العالم العربي وكان الأمير سعود الفيصل قد قال: إذا
كان على الشرق الأوسط أن يتغير وإذا كان على الدول الغربية أن تضطلع
بدور في هذا التغيير فإن هذا الدور يجب ألا يكون إجراء إصلاحات بالقوة
بل بإعطاء المثال للعالم بأسره. |