يستعد الدكتور أحمد راسم النفيس لطرح كتابه
الجديد في الأسواق (الشيعة والثورة) في أعقاب كتاب (التحكيم)..
ويقول الكاتب في فقرة من مقدمة الكتاب:
قبل فترة من الوقت كنت أتابع أحد المتحدثين على
شاشة التلفاز المصري و هو شخص يجري تقديمه للناس باعتباره نسخة معاصرة
من تاريخ الطبري... كان الرجل يتحدث عن الثورة الحسينية في مواجهة
الطغيان الأموي بكل ما يمثله من انحراف عن منهج الإسلام المحمدي
الرسالي الأصيل و هي المحاولة التي قدر لها أن تنجح نجاحا جزئيا بفضل
المساعدات التي حظي بها الأمويون من أناس على شاكلة الطبري المعاصر و
لكن الأمويون و برغم كل ما ارتكبوا من جرائم و برغم كثرة من ساندوهم أو
حاولوا تبرير تلك الجرائم لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم بصورة كاملة أو
نهائية بسبب ما خطته الحركة الحسينية على أرض الواقع من معالم كانت و
لا زالت قادرة على التمييز بين الحق و الباطل و بين الحقيقة و الزيف
مهما حاول المرتزقة و المزورون أن يزيفوا و يضللوا.
انطلق الرجل في حديثه عن الثورة الحسينية من تلك
المعزوفة البائسة التي يكررها كل من كان في قلبه مرض يحمله على بغض أهل
بيت العصمة و النبوة .... لماذا خرج الحسين بن علي وقد نصحه فلان و
علان و أبو هريرة... و هو نفس الكلام الذي اجتره الجماعاتيون بعد ذلك
في مبادرتهم المسماة بمبادرة وقف العنف.... انعطف الطبري الجديد فجأة
في حديثه قائلا (من هنا كانت بداية و نشأة التنظيمات الشيعية و الحركات
المسلحة!!!).
و لاشك أن كلمة التنظيم و الجماعة قد اكتسبت
سمعة رديئة بفضل جهود (الأخوة الجماعاتيين) و تصرفاتهم العشوائية
الهوجاء و افتقادهم للرؤية الواضحة و الارتباط بمدرسة التغيير الأولى
في الإسلام ألا و هي مدرسة أهل البيت وهي تهمة حاول (الطبري الجديد) أن
يلصقها بالشيعة القدامى و من ثم المعاصرين و خاصة في ضوء ما يعرفه
الرجل من حساسية النظم الحاكمة تجاه الشيعة عامة و الثورة الإسلامية
الإيرانية خاصة أي أن الرجل أراد أن يقدم بلاغا أمنيا لمن يهمه الأمر
لسرعة التصرف و اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للقبض على كل من يحاول
السير على نهج هؤلاء (الإرهابيين الأوائل) و نحن نقول له خسئت...
الإسقاط الآخر الذي حاول الأستاذ الطبري الإيهام
به هو أن ظهور الشيعة و التشيع لأهل بيت العصمة و النبوة و الطهارة
كمفهوم جاء كردة فعل لاستشهاد أبي عبد الله الحسين أي أنه كان موقفا
سياسيا انفعاليا متطرفا مثل حالة من النقمة المضادة لبني أمية الذين
اضطروا لاتخاذ هذا الموقف الحازم و العنيف ضد الثورة الحسينية التي
هددت استقرار النظام الإسلامي و كادت أن تودي به لو لم يتصرف الأمويون
بهذا الحزم في مواجهة الإرهاب الشيعي!!.
أي أن بن أمية كانوا أحرص على وحدة الأمة و
استقرارها من أئمة أهل البيت عليهم السلام!!!.
من هنا كان لا بد من كتابة هذه السطور لنجلي
حقيقة العلاقة بين التشيع كنظرية و انتماء و بقية عناصر و مكونات
المشروع الإسلامي القديم و المعاصر.
و كان الدكتور النفيس قد قدم سابقا للقارئ
العربي مجموعة من الكتب منها:
1- الطريق لمذهب اهل البيت.
2- على خطى الحسين.
3- المهدي المنتظر و معركة تحرير القدس.
كما أنه يستعد لطباعة كتابه الجديد (علي بن ابي
طالب و أخلاقيات السياسة) فضلا عن العديد من المؤلفات التي تنتظر دورها
في النشر. |