أعلن متخصص في شؤون التنمية أن آسيويا واحدا من كل
ستة يعاني من سوء التغذية، وأن المنطقة في طريقها إلى خسارة معركتها
لخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون في الفقر إلى النصف في العام 2015.
وقال غيرت فان در ليندن نائب رئيس البنك الآسيوي
للتنمية إن أكثر من 500 مليون شخص (أي ما يفوق عدد سكان تايلند بثماني
مرات) لا يحصلون على ما يكفي من المواد الغذائية لتلبية حاجاتهم
الغذائية الأساسية.
وأضاف في مؤتمر حول استئصال الفقر برعاية منظمة
الأمم المتحدة للتغذية والزراعة (فاو) أن 20% من الآسيويين عانوا من
الجوع عام 1990 ثم انخفضت تلك النسبة العام 1995 إلى 16%، لكن
الإحصاءات ما لبثت أن استقرت بعد ذلك عند هذا الحد.
ودعا فان در ليندن الدول الغنية إلى خفض مساعداتها
الزراعية التي قدرها بـ 300 مليار دولار في السنة, وهي تفوق بست مرات
قيمة المساعدة العالمية المخصصة للتنمية.
من جانب اخر انتقدت الولايات المتحدة تقريرا أصدرته
الأمم المتحدة عن علاقة الصحة بالنظام الغذائي بسبب ما أسمته إخفاق
المنظمة الدولية في توظيف العلم بطريقة صحيحة, إلا أن مسؤولين كبارا
بالأمم المتحدة انبروا للدفاع عن البحث الذي تضمن إرشادات مثيرة للجدل
عن جرعات السكر.
وكشفت هيئات الصحة والغذاء التابعة للأمم المتحدة
عن التقرير الذي أعده فريق من الخبراء كجزء من إستراتيجية خاصة بتحسين
الصحة من خلال تشجيع الناس على تناول المزيد من الفواكه والخضراوات
والحد من تناول السكريات بما لا يزيد عن 10% من الطاقة التي تحتوي
عليها الوجبة، بالإضافة إلى ممارسة التمرينات الرياضية بشكل معتدل.
وقال المندوب الأميركي لدى وكالات الزراعة والغذاء
التابعة للأمم المتحدة توني هول إن التقرير تنقصه شمولية الدليل وقوة
الاستنتاج الضرورية ليكون بمثابة قاعدة للتوصيات بشأن السياسات. وأضاف
في بيان رسمي "لسوء الحظ لم يخضع هذا التقرير لأي نوع من المناقشات بين
الدول الأعضاء، فأوجه القلق التي عبر عنها العديد من زملائي من الدول
النامية هي بمثابة تذكرة لنا بضرورة استخدام العلم بطريقة صحيحة".
بيد أن مسؤولي الأمم المتحدة تمسكوا بالبحث، وقالت
المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية غرو هارلم برونتلاند إن التقرير
يتضمن أفضل ما هو متاح حاليا من الأدلة العلمية عن العلاقة بين النظام
الغذائي والتغذية والنشاط الجسماني من ناحية وبين الأمراض المزمنة من
ناحية أخرى. وقالت للدبلوماسيين في مقر المنظمة بروما إن عبء الأمراض
المزمنة مثل إصابات القلب والشرايين والسرطان والسكري والسمنة، يتزايد
بسرعة على مستوى العالم.
وحسب تقارير المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها
فإن هذه الأمراض مسؤولة عن 60% من 5.56 ملايين حالة وفاة و46% من أعباء
الأمراض في العالم. ويخلص التقرير إلى أن نظاما غذائيا لا يحتوي إلا
على القليل من الدهون المشبعة والسكر والملح مقابل مكونات عالية من
الخضراوات والفواكه مقترنا بأنشطة جسمانية منتظمة، سيكون له تأثير عظيم
على هذا العدد الكبير من الوفيات والإصابات بالمرض. |