يبدو ان المناطق الجليدية في القطب الجنوبي تضم
كنوزا بيولوجية غنية لمستقبل الطب لكن خبراء عبروا عن خشيتهم من ان
يؤدي تهافت غير منظم على هذه الثروة الجديدة الى تقويض الجهود الدولية
لتنظيم استثماره.
وقال تقرير للامم المتحدة نشر الاثنين الماضي ان
المنقبين الجدد يبحثون عن ثروات وراثية وبيولوجية لمواد عضوية قادرة
على البقاء في واحدة من اكثر البيئات قسوة في العالم.
وقالت الدراسة التي نشرتها جامعة الامم المتحدة في
كوالالمبور ان "عددا كبيرا من العلماء يعتقدون ان العزل واستخراج
المواد التي تسمح للعناصر العضوية بالازدهار يمكن ان يكون له انعكاسات
مهمة في مجال الابحاث التقنية للبيولوجيا وقد يؤدي الى ادوية جديدة ضد
السرطان او مضادات حيوية او مركبات صناعية".
لكن الوثيقة التي اصدرها اعدها معهد الدراسات
العليا في الجامعة تحذر من انه "نظرا لهشاشة الوضع في الامم المتحدة،
تحد من هذا التفاؤل تحذيرات حول النتائج الخطيرة التي يمكن ان تنجم عن
تهافت للدول بشكل فوضوي".
وتابعت ان الجهود لاستغلال هذه الحدود الجديدة تهدد
بتجاوز قدرة القانون الدولي على تنظيم مجالات مثل ملكية المواد
الوراثية واصدار براءات والنتائج التي يمكن ان تنجم عن جمع ثروات القطب
الجنوبي.
وهناك سبع دول تطالب باراض في القطب الجنوبي لكن
البلدان الاخرى لا تعترف بهذه المطالب في القطب الذي تتولى ادارته 45
دولة موقعة للاتفاقية حول القطب الجنوبي.
وتدعو الدراسة التي اعدتها الامم المتحدة الى زيادة
المبادرات للتوصل الى اتفاق دولي ينظم الابحاث التي يمكن ان تنجم عنها
مليارات الدولارات من مبيعات المنتجات التجارية المشتقة من ثروات
وراثية وعمليات بيوكيميائية.
وقد نشر التقرير الذي اعده المعهد في ماليزيا قبل
اجتماع دولي حول التنوع سيفتتح في التاسع من شباط/فبراير في كوالالمبور
وسيشارك فيه حوالى 2500 من المسؤولين والخبراء وممثلين عن ستين دولة.
كما سيحضر هذا المؤتمر السابع حول التنوع الحيوي
ممثلون عن الاطراف الموقعة لمعاهدة الامم المتحدة في هذا الشأن.
وستقدم جامعة الامم المتحدة تقريرها على الرغم من
انه ليست هناك اي مفاوضات مقررة حول اتفاقية بشأن القطب الجنوبي.
وتقوم بعمليات البحث والتنقيب في القطب الجنوبي
بشكل عام مجموعات تضم هيئات خاصة وحكومية وخصوصا جامعات ومراكز للابحاث
وشركات لصناعة الادوية وغيرها..
واشارت الدراسة الى ان "ذلك يجعل من الصعب رسم حدود
بين البحث العلمي والنشاطات التجارية مع ان جزءا كبيرا من النشاطات
التي جرت مؤخرا ادى الى تطبيقات تجارية".
ومثال على ذلك مادة "الغليكوبروتين" التي تستخدم
لمكافحة التجلد في بعض الاسماك ويمكن ان تستخدم في مجالات عدة من بينها
تأمين مقاومة للبرد لدى النباتات والاسماك في مزارع تربيتها.
ويمكن ان تسمح هذه المادة بتمديد فترة الاحتفاظ
بالمواد الغذائية المجلدة وتحسين الجراحة التي تستخدم فيها انسجة مجمدة
وتمديد مدة صلاحية الانسجة الخاصة بزراعة الاعضاء البشرية.
واشار التقرير الى ان اكثر من 150 طلبا للحصول على
براءات تتعلق بالقطب الجنوبي قدمت في الولايات المتحدة واوروبا.
واضاف ان اتفاقية القطب الجنوبي لا تنظم بشكل واضح
عمليات التنقيب البيولوجية ولا ملكية الموارد الوراثية للقارة. |