ابدى مثقفون من اكراد العراق يوم الاربعاء
خشيتهم من تعرضهم للخديعة من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وقالوا
انهم يرغبون في تنظيم استفتاء على ما اذا كانت منطقتهم ستحصل على
الاستقلال أم تظل جزءا من عراق فيدرالي.
وابلغ المثقفون الذين شكلوا لجنة للدعوة الى
اجراء اقتراع بين الاكراد في العراق وفي الخارج الصحفيين انهم سيعرضون
قضيتهم على مبعوثي الدول الكبرى في جنيف وكبار مسؤولي الامم المتحدة.
وقال صلاح جمور عضو اللجنة واستاذ الجامعة في
مؤتمر صحفي "هناك شعور عام بالخوف والخديعة بين الشعب الكردي وهذا
يدفعهم الى اجراء استفتاء لتقرير مستقبلهم بانفسهم."
وتابع جمور انه تم جمع نحو مليوني توقيع في شمال
العراق تؤيد اجراء الاستفتاء.
وأضاف "نحن نجمع المزيد (من التوقيعات) طوال
الوقت."
ومضى جمور يقول ان اللجنة مستقلة وتمثل عامة
الاكراد العراقيين. ولكن دبلوماسيين في جنيف يتابعون الاحداث في العراق
قالوا انه من غير المحتمل ان تكون هذه اللجنة تشكلت بدون موافقة
الحزبين الحاكمين في شمال العراق.
وتستشعر تركيا وسوريا وايران التي لدى كل منها
اقلية كردية الخطر تجاه فكرة بروز كيان كردي مستقل في شمال العراق.
وقال جمور ان هناك مؤشرات على أن الولايات
المتحدة وبريطانيا اللتين غزتا العراق في مارس اذار من العام الماضي
تعدان للتراجع عن تعهدات قطعتاها قبل الحرب بالابقاء على حكم ذاتي كردي
قوي في المناطق الجبلية بشمال العراق.
وقال الفنان صالح بختيار "الاكراد خدعوا من قبل
على ايدي القوى الكبرى وحكومات بغداد ولا يرغبون في أن يتكرر ما حدث
... نريد هذا الاستفتاء كي نظهر للعالم اين نقف بالضبط."
وكانت بريطانيا وفرنسا الحليفتان المنتصرتان في
الحرب العالمية الاولى قد تصورتا اقامة دولة مستقلة للاكراد بعد انهيار
الامبراطورية العثمانية ولكن الاراضي قسمت بين تركيا والعراق وسوريا.
وبعد حرب الخليج عام 1991 خرج شمال العراق عن
سيطرة بغداد بحماية الولايات المتحدة وبريطانيا. وأقام الاكراد ادارة
اقليمية أيدت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس صدام
حسين.
وقال جمور ان الخطط التي طرحتها حديثا سلطة
التحالف المؤقتة التي تقودها الولايات المتحدة بشأن اقامة نظام فيدرالي
في العراق تمنح الاكراد أقل مما حصلوا عليه بموجب الدستور العراقي عام
1985.
وقال دندار زيباري مبعوث الحكومة الاقليمية
الكردية في جنيف في المؤتمر الصحفي انه من الافضل البقاء جزءا من
العراق في اطار نظام فيدرالي مادام هذا النظام يمنح الاكراد السيطرة
على مستقبلهم ومنطقتهم التاريخية.
ولكن زيباري قال ان السلطة الاقليمية تنتظر
قرارا من جانب مجلس الحكم العراقي الذي عينته سلطة التحالف المؤقتة في
نهاية فبراير شباط بشأن الوضع المستقبلي للاكراد قبل الاعلان عن اي
موقف بهذا الشأن.
من جهته جدد مسؤول كردي كبير الاربعاء المطالبة
بضم كركوك الغنية بالنفط في الشمال والتي خضعت لحملة تعريب ابان النظام
السابق الى المحافظات الثلاث في اقليم كردستان.
وقال فؤاد معصوم من الاتحاد الوطني الكردستاني
بزعامة جلال طالباني في مؤتمر صحافي ان "كركوك مدينة في قلب الصراع لكن
يمكن حل المشكلة بواسطة احصاء".
واضاف "لا يمكن القيام باحصاء قبل عودة المهجرين
الاكراد ومغادرة الاشخاص الذين اقاموا فيها" في اشارة الى العرب الذين
اراد النظام السابق السيطرة على المدينة بواسطتهم. وتابع انه "بعد
الاحصاء سيتم الحاق كركوك بكردستان التي تشكل جزءا تاريخيا منها".
وكانت مطالبة الاكراد بكركوك اواخر العام الماضي
ادت الى اندلاع مواجهات مع العرب والتركمان في المدينة المتعددة
الاتنيات.
وقد طلب مجلس الحكم الانتقالي من الزعماء
الاكراد التحلي بالصبر في حين قرر الحاكم المدني الاميركي بول بريمر
ارجاء بحث وضع المدينة التي يسكنها حوالى مليون نسمة الى سنة 2005.
ومن جانبها دعت خمسة احزاب كردية غير ممثلة في
مجلس الحكم الانتقالي الزعماء الاكراد المعينين في المجلس الى عدم
التخلي عن المطالبة بكركوك.
وقال الامين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي
محمد حاجي محمود لوكالة فرانس برس انه "ينبغي عدم تأجيل القضية الى ما
بعد الانتخابات او صياغة الدستور. ينبغي استعادة كركوك منذ الان".
وعبر عن الموقف نفسه مسؤولون من الحزب الشيوعي
الكردي والجماعة الاسلامية والحركة الاسلامية وحزب بروليتاريا كردستان
مطالبين بعدم نشر قوات الامن العراقية الجديدة في كردستان التي تتمتع
بحكم ذاتي تقريبا منذ 1991.
وقال بهمان احمد من حزب بروليتاريا كردستان "لا
نريد لهذه الاجهزة التي خدمت الحكومات الدكتاتورية السابقة ان تحكم
كردستان بالنار والحديد وتضطهد شعبها". وتتولى القوات الاميركية
والمقاتلون الاكراد البشمركة الامن في كردستان. (وكالات) |