|
احتفل العشاق السبت في كافة انحاء العالم بعيد
الحب الذي يطلقون عليه عيد القديس فالانتاين مطلقين العنان لعواطفهم
الجياشة حتى ولو اضطر بعضهم الى مواجهة محظورات دينية او اجتماعية
والتعرض لمضايقات الشرطة او اقل من ذلك ايضا مثل منعهم من تبادل بعض
اشكال الشوكولا المصنوعة لهذه المناسبة.
وتم الاحتفال بعيد العشاق بحرارة في القارات
الخمس وجاء لمصلحة بائعي الزهور والشوكولا ولو دانت سلطات بعض الدول او
المتطرفون الدينيون هذا العيد الغربي الطابع.
ففي الهند تعرض الازواج الذين كانوا يحتفلون
بعيد القديس فالانتاين لتهديدات المتطرفين الهندوس "بتشويه وجوه" الذين
يحتفلون بهذا العيد.
وفي لاوس دعت السلطات الشيوعية الشباب في البلاد
الى عدم الانصياع لمغريات الكحول والفسق واشارت الى ان ذلك لا يدخل "في
ثقافة" البلاد. وكتبت صحيفة "فيانتيان تايمز" الحكومية "احيانا يندفعون
بعد جلسات السكر هذه الى اقامة علاقات جنسية" واعربت عن الاسف لاستخدام
بعض فنادق العاصمة مسرحا للفسق.
وفي هراري فرقت الشرطة مجموعة من النساء اللواتي
كن يرغبن في التظاهر من اجل اعادة احياء عيد العشاق في زيمبابوي.
واخذت العراقيل التي وضعت امام الاحتفال بعيد
القديس فالانتاين في بعض الاحيان مظهرا اكثر ابتذالا.
وحظرت الادارة الكورية الجنوبية بعض انواع
الشوكولا الذي اعتبر تعبيرا عن الفجور كتلك التي صنعت على شكل الاعضاء
التناسلية او التي تحاكي ممارسة الحب.
وفي هولندا ارتفع سعر الوردة الحمراء بنسبة 30%
في اكبر اسواق الزهور في العالم قرب امستردام بمناسبة عيد العشاق. يذكر
ان ابرز الدول المنتجة للورود هي هولندا وكينيا واسرائيل. وحصدت الورود
الاتية من كينيا نسبة 20% من اجمالي الورود المباعة في اوروبا.
لكن هذه المضايقات لم تمنع العشاق في كافة ارجاء
العالم من القبلة على الطريقة الفرنسية.
فقد قام اكثر من خمسة الاف من الازواج
الفيليبينيين بتبادل القبلات في وقت واحد خلال عشر ثوان اليوم السبت
لمناسبة عيد العشاق ما يسجل رقما قياسيا عالميا جديدا بحسب المنظمين.
واوضح منظمو هذه المسابقة ان 5122 زوجا حطموا
الرقم القياسي السابق الذي سجله 4500 زوج العام الماضي في سانتياغو
عاصمة تشيلي عندما اصطفوا على طول كيلومترين في الشوارع المخصصة لهذا
الحدث.
وانعكس كل ذلك على تحفيز الزواج حيث احتفل بعقد
قران اكثر من مئة زوج في مدينة غريتنا (سكوتلندا) الصغيرة الشهيرة
عالميا والتي يعتمدها ازواج متعطشون للزواج السريع.
ففي الصين نقش محبون أشعارا واعترافات بالحب على
حائط قبل عيد الحب في مدينة نانجينج الشرقية.
وزار مئات العشاق قطاعا من حائط أقيم لصد مياه
الفيضان على نهر يانجتسي وكتبوا أشعارهم واعترافاتهم بالحب وحولوا
الحائط الذي يبلغ طوله 300 متر الى "حائط الحب الوردي".
وقالت صحيفة تشاينا ديلي "لكن الرسائل على حائط
الحب تم ازالتها بواسطة مكتب ادارة المدينة في مقاطعة شياجوانج بعد يوم
من تلقيه شكاوى من سكان المنطقة.
"وطلب من المحبين الذين يكتبون على الحائط أن
يمتنعوا عن ذلك."
وقال الصحيفة ان النقاش حول حائط الحب يبرز "المصادمات
المتزايدة" بين القيم القديمة والجديدة في الصين.
وتغيرت سلوكيات الحب والعلاقات بين الجنسين منذ
انفتحت الصين على الغرب في العقود الاخيرة الا ان المسؤولين في الدولة
ما زال لديهم ذلك الحذر ومقاومة التغيير.
ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في مكتب ادارة
المدينة "على الرغم من ان حائط الحب أوجد جوا رومانسيا في عيد الحب الا
انه لا يجب الكتابة على حائط مياه الفيضان."
واضاف قائلا "انه يؤثر بشدة على البيئة المحيطة."
ام في دالاس فقد عملت كنيسة بالولايات المتحدة
على ان يظهرالناس عاطفتهم في عيد الحب بالتخلص من أسلحتهم النارية.
وقد رعت الكنيسة الكهنوتية الاولى في دالاس
برنامجا يتخلى الناس بموجبه عن أسلحتهم للاحتفال بعيد الحب. وستقدم
الكنيسة خمسين دولارا مقابل كل قطعة سلاح وسيكون القائمون عليها سعداء
اذا استخدمت هذه الدولارات في شراء حلوى أو زهور للاحتفال بعيد الحب.
وقال بروس بوكانان القس في الكنيسة "لا نحاول
نزع قوس وسهم كيوبيد لكننا نوفر فرصة أخرى ذات معنى للأفراد لاظهار
محبتهم لعائلاتهم بجعل بيوتهم امنة في عيد الحب."
وسبق للكنيسة رعاية برنامج لاعادة شراء الاسلحة
لكن بوكانان قال انه نقل البرنامج لعيد الحب لان معظم من سلموا أسلحة
لهم عائلات ولم تكن لهم رغبة في إبقاء الأسلحة في منازلهم.
وتهدف الكنيسة الى إعادة شراء نحو 150 قطعة.
وتشرف على الاحتفال بعيد الحب شرطة مسلحة.
واحتفلت الفلبين بهذا العيد المزعوم بماراثون
للتقبيل فقد سجلت الفلبين رقما قياسيا عالميا في التقبيل يوم السبت بعد
ان اصطف 5122 من الازواج في العاصمة مانيلا لتبادل القبلات لمدة عشر
ثوان احتفالا بعيد الحب.
وابتهج ألوف الناظرين بينما امتد طابور الازواج
-الذي كانت بعض النسوة الواقفات فيه يغطين وجوههن- كيلومترين في شارع
يقع بجانب خليج مانيلا ويتبادلون القبلات لعشر ثوان على الاقل عند حلول
منتصف ليل الجمعة.
وقال ارماند سيباستيان المتحدث باسم مدينة
مانيلا "لم يسمح للبعض بالمشاركة."
أضاف سيباستيان ان ماراثون التقبيل الذي لم يسمح
بالمشاركة فيه سوى للمتزوجين او المخطوبين تجاوز الرقم القياسي العالمي
السابق الذي شارك فيه 4445 من الازواج والذي سجل في سانتياجو عاصمة
شيلي الشهر الماضي.
وقال ليتو اتينزا رئيس بلدية مانيلا "دعونا
نرتاح قليلا من المشكلات التي لدينا ومن العمل والخصومات السياسية.
فبعد كل شيء جاء عيد الحب."
وتكافح الفلبين التي يغلب الكاثوليك على سكانها
وعددهم 82 مليون نسمة من عجز هائل في الميزانية وهبوط قيمة عملتها
البيزو وارتفاع معدلات الجريمة والفساد. وتستعد البلاد لانتخابات
رئاسية في مايو ايار. ونظم هذه المسابقة حكومة مانيلا وشركة لصناعة
معجون الاسنان.
اما سنغافورة فقد حولت احتفالات عيد الحب الى
حملة لتشجيع الانجاب، اذ استعدت سنغافورة لعيد الحب بحماس لا مثيل له
هذا العام لتحول الحدث الى حملة تستمر عاما كاملا لوقف التراجع في معدل
المواليد.
وشملت الاستعدادات مسابقات ترعاها الدولة "لاشعال
العواطف" وعطورا تزيد من الخصوبة.
ومع انخفاض عدد المواليد الى أقل من 50 ألف في
العام تقول حكومة سنغافورة انها في حاجة لمواجهة احتياجات اقتصادية
ودفاعية واحتياجات قوة العمل في المستقبل في الجزيرة التي يقطنها أربعة
ملايين نسمة.
وهيأ لي هسيين لونج نائب رئيس الوزراء الاجواء
للحملة في الاسبوع الماضي باقامة حفل تقليدي للباحثين عن شريك أمام
الاف.
ووقفت مجموعة تضم عشر سيدات اختارهن لي وزوجته
على خشبة مسرح كبير حمراء مزينة بأشرطة ذهبية وأضواء صفراء وألقت
النساء بعشر كرات حمراء مفضضة على مجموعة من الرجال اختارهم أيضا لي
وزوجته أملا في توفيق زيجات ناجحة.
قال لي ابن كي كوان يو رئيس الوزراء المؤسس
لسنغافورة "نجرب كل الطرق" في اشارة الى الحوافز التي تقدمها الحكومة
لتشجيع المواطنين على انجاب المزيد.
وفي عام 1990 كان متوسط الخصوبة للمرأة
السنغافورية 1.87 طفل. وتراجع هذا المعدل الى 1.42 في عام 2001 و1.37
في عام 2002 وهو أقل كثيرا من معدل 2.1 طفل المطلوب لتحافظ الدولة على
عدد سكانها الحالي. وشهد العام الماضي تراجعا قياسيا.
وبعد أن أصبح عدد الازواج بدون أطفال أكثر شيوعا
حيث ارتفعت نسبتهم الى السكان الى ستة بالمئة وهو ما يعادل ثلاثة أمثال
نسبتهم في عام 1980 أصبح الحل الاخير هو الاحتفال بعيد الحب.. يوميا.
وحملة "تشجيع الحب في سنغافورة" التي تديرها
الدولة مليئة باحتفالات ومسابقات مصممة لاحياء حياة الحب في بلد احتل
المرتبة الاخيرة لعامين متتاليين في مسح عالمي تجريه شركة منتجة
للعوازل الطبية للدول الاكثر نشاطا جنسيا في العالم.
ويرحب كثير من مواطني سنغافورة الذين اعتادوا
على دور الحكومة القوي في الهندسة الاجتماعية بالاهتمام الجديد بالحياة
العاطفية.
وتثور تساؤلات عما اذا كانت الرقابة الصارمة
التي تحذف عادة المشاهد العارية من الاعلانات التجارية وتوزيع مجلة "بلاي
بوي" ومنع عرض مسلسل "الجنس والمدينة" تتحمل قدرا من المسؤولية عن ذلك.
قال تان مين يي (28 عاما) ويعمل مديرا للتسويق "أعتقد
أن الحملة جيدة لكن اذا أرادوا أن نكون على قدم المساواة مع الدول
الكبرى الاخرى فعليهم أن يسمحوا لنا بمشاهدة مسلسل "الجنس والمدينة" أو
قراءة مجلات مثل كوزموبوليتان."
وحظرت سنغافورة في قضية شهيرة مجلة كوزموبوليتان
في عام 1982 للاشتباه في ترويجها قيما خليعة بين النساء. ورفعت الرقابة
عن المجلة في سبتمبر أيلول الماضي لكنها لم تطرح للبيع بعد.
ويبرر اخرون الاحجام عن الانجاب بالاشارة الى
القلق من الوضع الاقتصادي.
قال زاب تشان (39 عاما) وهو مصفف للشعر انفصل عن
زوجته دون انجاب "أظن أن السبب في توقف الكثيرين عن الانجاب هو القلق
من الوضع الاقتصادي وفرص العمل وتكلفة تربية الاطفال."
ويتذكر كثيرون حملة شعارها "يكفي طفلان" التي
نظمتها الحكومة قبل ثلاثة عقود تقريبا للحد من حجم الاسرة.
اما في ماليزيا فقد كادت رسالة قصيرة أرسلت
بطريق الخطأ الى هاتف محمول بمناسبة عيد الحب ان تؤدي لانفصال زوجين.
وقالت صحيفة صنداي ستار يوم الاحد ان الرسالة
وصلت الى الهاتف المحمول لرجل عمره 27 عاما كان يتنزه بسيارته مع زوجته
التي تزوجها منذ شهرين فقط حول متنزه سيريمبان جنوب كوالالمبور بعد
منتصف الليل.
وطلب الرجل من زوجته ان تفتح الرسالة التي كانت
تقول "عزيزي انني أفتقدك ودائما أفكر فيك حتى وان لم تكن بجواري في
السرير هذه الليلة وانني في انتظارك ومع قبلاتي وأحضاني ..جين"
واستشاطت الزوجة غضبا وطلبت من الزوج ايقاف
السيارة واتهمته بخيانتها واستقلت سيارة اجرة الى منزل والديها. ورفضت
الرد على اتصالات الزوج الهاتفية وقال والدها انها سترفع دعوى طلاق.
وبعد 12 ساعة عصيبة أمكن التوصل الى الراسلة
التي اتصلت بالزوجة وفسرت الامر. وعادت المياه الى مجاريها بين الزوجين.
وفي السعودية أصدرت هيئة "الامر بالمعروف والنهي
عن المنكر" أمرا بنشر رجالها برفقة جنود من الشرطة غير المسلحة لمنع
الاحتفال بعيد الحب.
وذكرت صحيفة الجزيرة ان رجال الشرطة الذين
سيعملون على مدى 14 ساعة يوم السبت سيقومون بمنع نقل الورود الحمراء أو
ارتداء ملابس "مغطاة بكتابات مع دلالات رومانسية" تدل على يوم الحب.
حيث تمارس الهيئة اليوم حالة تكثيف نشاط وتكليف
رجالها بمهام عمل تمتد 14 ساعة للتحقق من تقيد محلات الملابس والهدايا
والورد برغبتها جعل يوم 14 فبراير يمر دون مجاهرة بطقوس عيد الحب في
الاماكن العامة أو شوارع المدن الرئيسة."
وكانت اللجنة السعودية الدائمة للافتاء أمرت
المسلمين بعدم الاحتفال بعيد الحب الذي اعتبرته عيدا "وثنيا نصرانيا"
لا يحل للمسلم الاحتفال به.
ومن الحب ماقتل... |
