لا شيء أجمل من إسلام مذهب
أهل البيت (عليهم السّلام)
كفينا دليلاً على أحقية مذهب أهل البيت سلام
الله عليهم، ما يشهد به التاريخ الإسلامي على امتداده من تحوّل
الآلاف من علماء النصارى واليهود والمجوس والعامة إلى مذهب التشيع
الحق، في حين لم يسجل التاريخ أن عالماً شيعياً تحوّل إلى المذهب
المخالف. فلو لم يكن لنا سوى هذا الدليل لكفى.
إن الذين تحوّلوا إلى مذهب الحق أدركوا جماله،
ومن شأن هذا الجمال أن يأسر القلوب ويكسب العقول.
(روي أن شاميّاً رأى الإمام الحسن سلام الله
عليه راكباً فجعل يلعنه والإمام الحسن سلام الله عليه لا يردّ، فلما
فرغ أقبل الحسن سلام الله عليه فسلّم عليه وضحك فقال:
«أيها الشيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو
استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو
استحملتنا احملناك، وان كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك،
وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة
قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان
أعود عليك لأنّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً وما لا كثيراً».
فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك
خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض
خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّ خلق الله اليّ، وحوّل رحله إليه وكان
ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم).
ما الذي دعا من كان الإمام الحسن سلام الله
عليه أبغض خلق الله عنده ليصير أحبّهم لديه؟!
اعلموا أن أغلب الشباب الفارين من الدين
والمذهب هم مثل هذا الرجل، وعلينا أن نهتم بهم ونسعى لإنقاذهم فرداً
فرداً، وهذا العمل يتطلب صبراً وتحملاً ولكنه خيارنا الوحيد.
يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
السيد صادق الشيرازي ((دام ظله الوارف)):
كان الفصل صيفاً إذ دخل عليّ في أحد
الأيام شاب مع مجموعة من الشباب العرب الوافدين من الحجاز ومناطق
أخرى فظننته منهم، وبعد أن سألت عن أحوالهم، توجّهت إليه قائلاً: من
أيّ البلاد؟ فأجابني بالفارسية: (من طهران). سألته: ما الذي جاء بك؟
قال: جئتك، وسكت. سألته: من أين تعرفني؟ أجاب: رأيت منك أموراً.
أجلسته بجانبي وقلت له: تفضل.
قال: أنا أكره العلماء... أكره الدين وأكره
الله!!
وعندما نطق بهذه الألفاظ اقشعرّ بدني وتألمت
كثيراً. سألته: حتى متى أنت موجود هنا؟
قلت: حان الآن وقت الصلاة، أراك بعد الصلاة في
جلسة خاصة نتحدث معاً.
ولقّنت نفسي قبل لقائه أن أتعامل معه كما
يتعامل الطبيب مع المريض؛ فإن الطبيب يفهم المريض، أما المريض فقد لا
يعرف الطبيب، ولذلك عليه أن لا ينزعج إذا صدر منه كلام غير لائق.
جلست معه مدة (15 – 20) دقيقة تأثر خلالها
الشاب كثيراً وتحوّل رأساً على عقب وبلغ حداً قال فيه: أريد أن أصلي
ولكنني خجل لأنني لم أصلّ لربّي منذ مدة طويلة.
قلت له: ومن حقك أن تخجل ولكنك لا تعرف الله
حقاً فإنه رب غفور رحيم.
وأردت أن أقول له: اِستغفرِ الله، ولكن خشيت
أن لا يدرك معنى ذلك فقلت له: قبل أن تدخل الصلاة اطلب المعذرة من
الله وقل له: لقد أخطأتُ يا ربّ.
وهنا لم يتمالك الشاب من حبس دموعه، فقام وقال:
هل يمكنني زيارتك مجدداً؟
ودّعني ثم عاد في اليوم التالي، وما إن دخل
حتى سلّم وقال: منذ فارقتك أمس حتى الساعة كنت أقضي ما فاتني من
صلوات!
فإذا كان الشاب الذي يقول إني أكره الدين
والعلماء يتحول هكذا بمقدار 180 درجة خلال 20 دقيقة فقط، فما بالك
بغيره؟ ولو كنت قد نهرته وقلت إنه مرتدّ لبقي على إصراره وكرهه للدين!
|