توقفت سفينة الاستكشاف الفضائية سبيريت أمس الاول
أمام صخرة على سطح كوكب المريخ يعتزم علماء في إدارة الطيران والفضاء
الأميركية (ناسا) قضاء معظم الأسبوع في دراستها.
ورغم أن سبيريت قادرة على التحرك بشكل أسرع عبر
السطح الوعر للكوكب الأحمر فقد استغرقت المركبة ذات العجلات الست 30
دقيقة في الوصول إلى الصخرة.
ويعتقد العلماء أن هذه الصخرة الهرمية الشكل تتكون
من مادة البازلت وأنها خرجت إلى سطح المريخ قبل مئات الملايين من
السنين بفعل بركان.
وإذا كان الأمر كذلك فإن هذه الصخرة ليست غريبة عن
كوكب المريخ وهذا يفسر إلى حد ما سبب اختيار مديري المشروع لها لتكون
محط أول دراسة جيولوجية مفصلة في مسعاهم لإيجاد دليل على توفر الماء
والحياة هناك في وقت مضى.
وفي الأيام القادمة ستوجه المركبة ذراعها الآلية
نحو الصخرة لفحصها باستخدام أجهزة تصوير مجهرية وقياس الطيف الضوئي. ثم
تستعين المركبة بالذراع ذاتها في إحداث ثقب صغير في سطح الصخرة لإتاحة
الفرصة للعلماء لإلقاء نظرة على ما بداخلها.
وقال الباحث ديف ديس ماريس إن الصخرة ستكون أشبه
بكبسولة زمنية للتعرف على ماضي المريخ مما سيسمح للفرق العلمية بفهم
أفضل لكيفية تكون هذه الصخرة وكيف كان حال كوكب المريخ قبل ملايين
السنين
وقد تلقى المسبار الأميركي سبيريت تعليمات من وكالة
الفضاء الأميركية (ناسا) بالنزول عن منصته استعدادا للسير لمسافة وجيزة
لا تتعدى عدة أمتار على سطح المريخ.
وقال مسؤولو ناسا على القناة الخاصة بالوكالة
الفضائية إنه تم إرسال إشارات بأمر تحرك المسبار عن منصته. وأضافوا أنه
عند نزوله عن المنصة توقف المسبار لتعديل كاميرته والهوائي قبل البدء
بمسيرته المقررة.
وقد امتدت جولة سبيريت الصغيرة ثلاثة أمتار فقط
للأمام لكن العلماء بمختبر الدفع النفاث التابع لناسا سعداء بنجاحها
لأنه مقدمة لعملية البحث عن دلائل على وجود المياه التي لا غنى عنها
لوجود حياة على الكوكب الأحمر.
واستطاعت سبيريت إرسال صور ملونة مذهلة ثلاثية
الأبعاد لسطح كوكب المريخ بتفاصيل غير مسبوقة. ويأمل علماء المركز فحص
تربة وصخور الكوكب عن قرب بواسطة مجموعة من أجهزة الجيولوجيا
الإلكترونية الحديثة التي زودت بها المركبة.
ويتزامن أول تجوال لسبيريت على الكوكب الأحمر مع
تطلع ناسا لحقبة جديدة من عمليات الاستكشاف الفضائي المأهولة التي دعا
إليها الرئيس الأميركي جورج بوش وتشمل إرسال رواد فضاء إلى المريخ.
وقال ألبرت هالدمان وهو مسؤول بالمشروع إن حصول
العلماء على صور تلتقط من سطح المريخ وأخرى مماثلة من سماء الكوكب
الأحمر في نفس الوقت سيتيح لهم التعرف على تفاصيل جديدة عن الغلاف
الجوي للمريخ. |