يواصل المبعوث الأميركي جيمس بيكر جولته الخليجية
الهادفة إلى تخفيف الديون العراقية حيث وصل امس الاول للكويت وسيزور
بعدها السعودية.
وكان بيكر زارقبل يومين قطر والإمارات العربية
المتحدة حيث تمكن من الحصول على التزام الدولتين بشطب معظم ديونهما على
العراق.
وأعلنت الإمارات العربية المتحدة الثلاثاء الماضي
استعدادها لإلغاء القسم الأكبر من الديون المترتبة على العراق لها
والمقدرة بأربعة مليارات دولار.
وذكر مسؤول أميركي يرافق بيكر أن الإمارات تعهدت
بإلغاء معظم الديون العراقية، معلنة استعدادها لبدء مفاوضات عاجلة بشأن
هذه المسألة.
كما أعلن تأكيد المسؤولين القطريين على أهمية تخفيف
الديون سنة 2004 لمساعدة الشعب العراقي في إعادة إعمار بلاده، وتعهدت
قطر بإلغاء معظم الديون وتوجهها لإلغاء باقي الديون.
وقال المسؤول الأميركي إن قطر هي أول بلد يعلن
إمكانية إلغاء كافة الديون مشيرا إلى أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي
جورج بوش عبر عن ارتياحه بعد أن أظهرت الدوحة وأبو ظبي معالم الطريق
لباقي دول الخليج التي لها ديون على العراق.
وحسب تقديرات غير رسمية تقدر الديون العراقية لقطر
بأربعة مليارات دولار، والديون العراقية للكويت بما بين 12 و15 مليار
دولار.
وكانت مصادر سعودية أعلنت مؤخرا اعتزام الرياض على
إعادة جدولة الديون العراقية المستحقة للمملكة والمقدرة بـ 28 مليار
دولار.
وعلى الساحة الكويتية ورغم إمكانية إيجاد حل للديون
على العراق، فإن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أشار إلى أن
بلاده لا يمكن أن تتخلى عن تعويضات الحرب التي تطالب بها الكويت وتقدر
بحوالي 170 مليار دولار وصدرت بشأنها قرارات دولية.
من جانب اخر ذكرت صحيفة "نيهون كيزاي" اليابانية
اليومية في وقت سابق أن اليابان ستتعهد بخفض جزء كبير من ديونها
المستحقة على العراق والتي تبلغ 4.1 مليارات دولار للمساعدة في عملية
إعادة بناء ذلك البلد الذي مزقته الحرب.
هذا وقد فاز بيكر خلال جولة أوروبية قام بها في وقت
سابق من الشهر الجاري بتعهدات من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا
وروسيا بالمساعدة في خفض ديون العراق الخارجية التي يبلغ حجمها 120
مليار دولار بشكل كبير.
واليابان هي أكبر الدول الدائنة للعراق بين أعضاء
نادي باريس التسعة عشر. وكانت معترضة على شطب الدين على أساس أنه يمكن
سداده في نهاية الأمر من عائدات النفط العراقي. وبدلا من شطب الدين
أبدت اليابان رغبة في إعادة جدولته.
ومن بين الأسباب الأخرى وراء اعتراض اليابان على
شطب الدين هو أنها تعهدت بالفعل بتقديم مساهمات مالية كبيرة لجهود
إعادة بناء العراق. فقد تعهدت طوكيو بتقديم خمسة مليارات دولار في شكل
معونات للمساعدة في إعادة بناء العراق خلال فترة أربع سنوات ابتداء من
عام 2004 .
من ناحية أخرى قال الرئيس البولندي ألكسندر
كفاسنيفسكي إن مشاركة بولندا في إعادة إعمار العراق ستكون ضمن جدول
أعمال محادثاته مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن الشهر القادم.
وأضاف كفاسنيفسكي قائلا في مقابلة أذاعتها محطة
التلفزيون العامة في بولندا أن هناك شرطين للمشروعات الاستثمارية هما
الأمن في العراق وتوفر الإعداد الجيد للمشروعات البولندية.
وفي وقت سابق قالت الغرفة الاقتصادية البولندية أن
حوالي 1600 شركة بولندية تأمل في المشاركة في مشروعات إعادة إعمار
العراق.
يذكر أن واشنطن تعطي الأولوية للمشاركة في إعادة
إعمار العراق والفوز بعقود في هذا الصدد للدول التي أيدتها في شن الحرب
على هذا البلد ومن بينها بولندا.
من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد
مباحثات مع المبعوث الأميركي الخاص جيمس بيكر استعداد روسيا للمشاركة
في مباحثات نادي باريس للدول الدائنة في أقرب وقت في المستقبل من أجل
تخفيف عبء ديون العراق.
وذكر الكرملين في بيان له أن روسيا ستأخذ في
الحسبان مصالح شركاتها التي لديها تعاقدات صالحة تم الاتفاق عليها في
عهد الرئيس المخلوع صدام. |