الخوف بغض النظر عن ماهيته له أعراض سيئة للغاية،
ونتائج جدّ خطيرة، إذ بامكانه سلب الاستعداد البدني، والقدرة على
الحركة والعمل لدى الإنسان، بل يحدث نوعاً من الاختلال في جسمه
والأبعاد الأخرى من حياته، نتيجة يؤدي إلى شلّ حركة الشخص ويجعل منه
تمثالاً لا روح فيه ولا نشاط ولا إرادة وأعماله معطلة، وأهدافه عرضة
للزوال.
ولا يختص الخوف بفئة معينة دون سواها، ولا يوجد
هناك شخص أو جماعة في معزل عنه أو خارجين عن نطاق تأثيره، فالخوف موجود
لدى جميع الناس مع تفاوت في الشدة والضعف، وللخوف أنواع منها المفيد
ومنها المضر: والخوف المفيد هو ما يدفع الإنسان للحركة والنشاط وبحثه
على توفير الأرضية التي تضمن بقاء الإنسان وصيانة وجوده.. وفائدة هذا
الخوف من حيث كونه بمثابة الإنذار والتنبيه الذي يحذر الإنسان من
الأخطار التي قد يتعرض لها.
والخوف المضرّ: وتكمن مضرّته في كونه يمثل خطراً
على الإنسان وينأى به عن الواقع ويبعده عن حقائق الأمور، ويبعث في نفسه
مزيداً من القلق والاضطراب والمتاعب.
ومن الأنواع المضرة الخوف من الامتحان بشكل عام
وامتحانات الطلاب بشكل خاص وذلك لأن الإنسان لا بد وأن يتعرض له شاء
ذلك أم أبى، لكي تتكشف حقيقة حاله له وللآخرين، إذن عليه أن لا يخافه
بل عليه الاستعداد لمواجهته وعدم التساهل في ذلك أو الميل نحو الكسل
والخمول.
أما امتحانات الطلاب فهي كفترة تقويم للتحصيل
العلمي الذي يناله الطالب طوال فترة من الدراسة وعادة ما تصاحب فترة
الامتحانات بعض أعراض القلق مصحوبة بتوتر يعيق التركيز المطلوب، وربما
يؤدي إلى فقدان المعلومات وبالتالي إلى رسوب الطالب.
ويعود سبب هذا القلق إلى الأهمية التي يعطيها
الأهل للامتحان في شعور الطالب بأن الامتحان يهدد شخصيته بطريقة مباشرة،
وهذه الأهمية تكون معززة من الأسرة والمدرسة باعتبار أن نتيجة الامتحان
ستؤدي إلى مواقف مصيرية في مستقبل الطالب.
وهذا القلق في فترة الامتحانات طبيعية ما لم
يؤدي إلى أعراض غير طبيعية كانعدام النوم وفقدان الشهية وعدم التركيز
الذهني، والاضطرابات الانفعالية المرافقة بالضيق النفسي الشديد وتسارع
خفقان القلب مع جفاف الحلق والشفتين وسرعة التنفس وتصبب العرق وارتعاش
اليدين والغثيان وكثرة التبول، مع كثرة التفكير في الامتحان والانشغال
في النتائج المرتقبة. فهذه الأعراض تربك الطالب وتعرقل أداءه المطلوب
في الامتحان خصوصاً عند أصحاب الشخصية القلقة وعلى كل يمكن الحدّ من
القلق عبر اتباع بعض الأساليب، ذكرها المختصون وهي:
- تدعيم ثقة الطلاب بأنفسهم, والوقوف في مرحلة
مبكرة على ميولهم وقدراتهم, وتوجيه طموحهم ليتوافق مع قدراتهم في
اختيار التخصصات الدراسية المناسبة لكل منهم.
- توجيه الطلاب وإرشادهم إلى طرق الدرس الجيد
منذ بداية العام الدراسي والتأكيد أن عملية التحصيل العلمي عملية
تراكمية تتطلب متابعة مستمرة من دون تأجيل, مع تأكيد ضرورة مساعدة
الأهل لهم في المنزل.
- على المدرسة اتّخاذ الإجراءات الإرشادية
المناسبة للمشكلات المرتبطة بحالات "قلق الامتحان", ومتابعة مستوى
التحصيل الدراسي لاسيما المتدنّي منه والعمل على الحد منه من بداية
العام الدراسي.
- تدريب جميع الطلاب على كيفية أداء الامتحانات,
وعدم التحدث عن الامتحانات على أنها عقاب للطلاب.
- اعتماد أساليب الملاحظة المناسبة داخل قاعات
الامتحانات وعدم إثارة الخوف بين الطلاب.
- تأكيد أن الامتحان ما هو إلا وسيلة لقياس
المستوى التحصيلي وليس غاية في حد ذاته.
- تدريب الطلاب على الاسترخاء العميق أي عكس حال
التوتر والغضب والضغط النفسي, بمعنى التحول من هذه الحال إلى حال
الهدوء والسكينة لتهدئة النفس المضطربة.
- إيضاح الجانب الإيجابي من اجتياز الامتحان حيث
لا يربط الامتحان بالرسوب والضياع, وفي ذلك حافز على التخفيف من رهبة
الامتحان.
- الابتعاد عن مقارنة الابن بأخيه أو بأخته أو
بالآخرين مع عدم تحقيره.
- المرور على الابن أثناء دراسته لتشجيعه وإظهار
الاهتمام به مع الحرص على ألا تأخذ العملية شكل التجسس عليه.
- الاعتناء بالتغذية السليمة وتوفير الحاجات
المادية اللازمة, ومراعاة عدد ساعات النوم الكافية مع التقليل من
المشروبات المنبهة. |