انطلقت مسيرات في عدة عواصم عربية وعالمية احتجاجا
على قرار الحكومة الفرنسية منع الحجاب في المدارس الحكومية والمؤسسات
العامة. ودعت المتظاهرات في اليوم العالمي للتضامن مع الحجاب الحكومة
الفرنسية إلى التراجع عن قرارها.
وبدأ المتظاهرون التجمع في عدة مدن فرنسية للاحتجاج
على القرار. ويتوقع المنظمون أن يصل عدد المشاركين في المسيرة
الاحتجاجية في باريس نحو 10 آلاف شخص.
وتعد هذه التظاهرات الأكبر منذ إعلان الرئيس
الفرنسي جاك شيراك يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي تأييده لقانون
يحظر ارتداء الرموز الدينية في المدارس من بينها الحجاب، ونشرت وزارة
التربية الوطنية الأربعاء الماضي نص مشروع هذا القانون. وكان نحو ثلاثة
آلاف تظاهروا في باريس احتجاجا على القرار يوم 21 الشهر الماضي.
وفي لندن تظاهرت عشرات المحتجات أمام السفارة
الفرنسية معظمهن يرتدين الحجاب للاحتجاج على القانون الفرنسي، في حين
يتوقع المنظمون أن يصل عدد المشاركين إلى ثلاثة آلاف.
ويتوقع أن يشهد عدد من المدن الأميركية بينها
العاصمة واشنطن وأتلانتا وشيكاغو وهيوستين ولوس أنجلوس ونيويورك وسان
فرانسيسكو تظاهرات مشابهة أمام القنصليات الفرنسية. كما ستشهد مدن
أوتاوا ومونتريال وتورينتو الكندية مسيرات مشابهة.
وقد نظمت عشرات النساء المحجبات في سرينغار العاصمة
الصيفية للشطر الهندي من كشمير تظاهرة جابت الشارع الرئيسي في المدينة
احتجاجا على القرار الفرنسي، ورفعن شعارات تؤكد أن الحجاب هو هوية
المرأة المسلمة.
وفي الدول العربية انطلقت في القاهرة مسيرة
احتجاجية أمام السفارة الفرنسية ضد القرار الفرنسي. وقد رفضت المشاركات
في المظاهرة موقف شيخ الأزهر الذي اعتبر ارتداء الحجاب شأنا داخليا.
كما تظاهرت ألف شابة سنية محجبة اليوم أمام السفارة
الفرنسية في بيروت بدعوة من الجماعة الإسلامية للاحتجاج على قرار
الرئيس جاك شيراك حظر ارتداء الحجاب في المدارس. ورفعت المتظاهرات
اللواتي أحاط بهن رجال من 17 تشكيلا سنيا بقيادة الجماعة الإسلامية,
لافتات حملت عبارات تطالب شيراك بالعودة عن قراره.
وتفرقت المتظاهرات من دون حوادث بعدما رددن شعارات
مناهضة لمشروع شيراك، بينما انتشر حوالي 200 جندي وشرطي لبناني في محيط
السفارة لضمان الأمن والنظام.
وتظاهرت ألف امرأة وفتاة أمام مقر المجلس التشريعي
بمدينة غزة وهن يرفعن لافتات تندد بالقرار الفرنسي قبل أن يتوجهن إلى
مقر المركز الثقافي الفرنسي حيث قرأت إحداهن رسالة موجهة إلى الرئيس
الفرنسي تطالبه بإلغاء قرار منع الحجاب.
وفي عَمان نظمت اليوم حوالي 100 أردنية بينهن
النائبة الإسلامية حياة المسيمي اعتصاما أمام السفارة الفرنسية. ورفعت
النساء المحجبات لافتات كتب عليها باللغة الإنجليزية "الحجاب يحترم
حقوق المرأة وحريتها" و"لماذا الآن يا فرنسا؟" و"الحجاب هويتنا". ورفعت
لافتة واحدة بالفرنسية كتب عليها "الحجاب فرض إلهي وليس رمزا دينيا".
وفي الكويت تداعى عدد من النواب والمشايخ ورموز
العمل الاسلامي والسياسي في دولة الكويت خلال مهرجان خطابي في مجلس
الأمة أمس الى نصرة المرأة المسلمة في فرنسا والتي تعد لاستصدار قانون
يحظر ارتداء الحجاب وبقية الرموز الدينية، مشددين على تصعيد الاحتجاجات
المهذبة ضد مثل هذا القرار الجائر، مؤكدين بان الحجاب جاء بأمر تشريعي
تعاقب من لا تلتزم به من النساء وذلك خلافا للصليب والقلنسوة اللذين
يرتديهما المسيحيون واليهود للتعريف فقط.
وقد بدأ المهرجان بكلمة للشيخ أحمد القطان ممثل
جمعية الاصلاح الاجتماعي مؤكدا ان هذه القضية قديمة حديثة وقدم أمثلة
على تطاول البعض على الحجاب منذ عهد المصطفى عليه السلام كما استشهد
باستنجاد احدى المسلمات اللاتي تعرضت للسوء من يهود بني قينقاع الذين
تم اجلاؤهم بسبب ذلك.
وأضاف ان هذا المسلسل استمر كذلك في تعرض المسلمات
المحجبات الى المهانة مرورا بفتيات كشمير اللاتي تعرضن للهجوم من
الهندوس.
وقال «ان قصة الحجاب تلك اثيرت عندما كان في فرنسا
قبل سنوات في عهد الرئيس السابق ميتران عندما وقفت زوجته ضد الاعتداء
على حرية المرأة المسلمة ووقف العالم الإسلامي والعربي معها باستثناء
زعيم عربي واحد ادعى ان لا علاقة للحجاب بالشريعة الإسلامية وزعم ان
الدليل على ذلك ان بناته يلعبن الاسكواش بالشورت!» مشيرا الى تجدد هذه
القضية بين وقت وآخر.
وأكد القطان ان هذه عقيدتنا مشيرا الى اننا لا ننسى
وقفة فرنسا مع ستة ملايين من المسلمين الذين هاجروا من بلادهم نتيجة
جبروت حكامهم، ولكن بعد ان اصدر الامام الأكبر فتواه حول الحجاب أصبحنا
لا نلوم بلجيكا وألمانيا اللتين تستعدان الان بعد هذه الفتوى لاستصدار
مشروع مماثل لما حصل في فرنسا.
وتساءل.. كيف تضحي فرنسا بستة ملايين صوت مسلم
فرنسي من اجل حنفة من الحاسدين؟.. مؤكدا ان هذه القضية تهيج الايمان في
نفوس المسلمين.
واستذكر ما حصل في الكويت عندما احرقت بعض النسوة
العباءة وقلن لا حاجة للحجاب لكن الله انتصر للحجاب وعاد الحجاب اكثر
قوة من ذي قبل.
وتمنى القطان من الكويت والاعلام الوقوف الى جانب
هذه القضية ونصرة الحجاب والنسوة اللاتي يتعرضن للمضايقات بسبب منعهن
من ارتداء الحجاب، مشيرا الى ان ثوابتنا تعرضت الى هزة كبيرة في الكويت
ومن ذلك انتهاك المصحف من قبل استاذ جامعي ثم تنتهي القضية الى جنحة
للأسف.
ثم تحدث رئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية النائب
د.وليد الطبطبائي، ورد على من يقول بان هذا شأن فرنسي بالاشارة الى
المناصرة التي استحقتها الكويت من معظم دول العالم عندما غزاها العراق
وذلك لنصرة الحق الكويتي، مشددا على ضرورة اضطلاع الكويت الان بمبادرات
مماثلة في نصرة من يستحق النصرة، ومن ذلك المسلمات في فرنسا لافتا الى
ان الحكومة الفرنسية احسن حالا من حكوماتنا فهي قبل استصدار القرار او
القانون تستطلع اراء الناس وتستفتي الجميع قبل صدوره بخلاف ما يحصل
عندنا، داعيا الى التظاهر وارسال برقيات الاحتجاج الى الحكومة الفرنسية
عبر السفارة حتى ينتج عن هذا التحرك تأثير ان شاء الله.
وأعلن الطبطبائي عن اعداد مسودة بيان من لجنة حقوق
الانسان ضد الاضطهاد الديني الذي يتعرض له المسلمون في فرنسا، متمنيا
ان يصل هذا الحشد وهذا التأثير عبر رسائل مهذبة ترسل الى السفارة
الفرنسية. |