هل هناك محاولات جديدة تدعوا لإعادة النظر بما
كل قالته النظريات والتجارب والآراء العلمية عن أسرار الأرض بما في
طبقاتها وما هو قائم على سطحها؟
إن المدخل إلى عالم التراث العلمي الذي توصل
إليه العقل البشري يمتاز بتنوعه الذي ملأ الآفاق الفكرية والثقافية لكن
التخصيص بكل فرع كان دائماً بحاجة إلى كثير من إعطاء التفاصيل حتى يتم
الاقتناع بما يقول هذا العالم أو ذاك من واضعي النظريات الناجحة التي
يمكن وصفها بـ(النظريات الحضارية) لكونها تخدم تطوير الحياة على وجه
الأرض بمياهها ويابساتها.
ففي بادرة اعتبرت الأولى من نوعها على المستوى
العالمي قام فريق من المهنيين والفنيين والرسامين المتخصصين في الكتابة
والطباعة بإصدار صورة رقمية للأرض تم وضع عنوان عليها هو (أعرف أرضك)
وهذه الصورة تؤسس خارطة عملاقة متكونة في مجملها من (7) آلاف صورة
تمتاز بدرجة وضوح عالية التقنية تم التقاطها بالأقمار الصناعية بصورة
انفرادية أولاً ثم جرى تجميعها بألوانها الطبيعية.
ويقول الخبر أن العمل بتكوين هذه الصورة بشكلها
الأخير قد استغرق عدة سنوات والهدف المعلن من ذاك هو توفير المعرفة
وإتاحة فرص الإطلاع على كل ما من شأنه أن يثير اهتمامنا وقلقنا بآن
واحد حول ما يقال من خفايا عن الأرض وطبقاتها تطول قائمة شرحها وعدد من
مكونات الأرض العميقة ما تزال تشرح كـ(فرضيات) وليس إلا، وكذلك تلف
الحيرة العقل البشري حول أسرار ارتفاع مستوى موج البحر وثم محافظة
البحار والمحيطات على مستوى معين من الارتفاع الذي يقل منسوبه عادة عن
مستويات ارتفاع الأرض اليابسة، وكذلك ما يتركه أثر تلوث البيئة من
أضرار شاملة على الحياة بالنسبة للإنسان والطبيعة أيضاً ناهيكم أن
تناقص أعداد الأشجار في العالم بات أمراً مشمولاً بغض النظر من الناحية
العملية في معظم بلدان الكرة الأرضية، أما عن ظاهرة التصحر الزاحف إلى
الأرض الخضراء والعمل على اتساع مدن التحضر الذي يأتي على حساب المناطق
المزروعة بأكثر الأحوال قد أوصل إنسان القرن الحادي والعشرون هذا أن
ييأس من علمه عن حجم الموارد والثروات التي يجتاح نقصان إنتاجها بما
يقل عن الحاجات الحقيقية المرجوة منها بكل بلد ما جعل العلماء
والمتخصصون أن يولوا اهتماماً عالمياً موحداً لعمل شيء ما لصالح تقدم
حياة البشرية على كوكبهم الأرضي وإن مشاكل الإنسان فيما يتعلق بوضعه
العام مع محيط بيئته سوف لن تبقى بذاك الإبهام بعد اكتشاف الخارطة
الجديدة لرقمية الأرض أو ما سموها بـ(الخارطة الرقمية) إذ ستسهل هذه
الخارطة – الصورة – الإعلام المبكر بالتنبؤ بالزلازل والفيضانات
وانفجار البراكين والظواهر المناخية الأخرى كسقوط الأمطار والوفر
وتراكم الثلوج.
هذا وأكد عالمان غربيان: أن الأرض صارت أدفأ مما
كانت عليه منذ سنة 1980م محتسبين ذلك بحسب التقديرات المتواضعة
المتوفرة إذ ذهبا بعيداً بمقارنة ذلك في أي وقت مضى طوال القرون
الثمانية عشرة السابقة أي منذ مرور زهاء مئتا سنة بعد بداية التاريخ
الميلادي وبمعنى أن يكون ذلك منذ سنة 200 ميلادية وقال العالمان وهما
البرفيسور (مايكل مان) من جامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية
والبروفيسور (فيليب جونز) من وحدة دراسات الطقس بجامعة إيست أنجليا في
المملكة المتحدة (أي بريطانيا) من أنهما اعتمدا في الإدلاء بهذا
الاستنتاج العلمي من خلال رسم الخط البياني للمناخ الكوني وبالذات من
معلومات مستقاة من دراسة الجليد ونمو النباتات إضافة للمعلومات المدونة،
هذا وأعرب العالمان الآنفان أنهما يعتقدان بأن بحثهما يقدم دليلاً غير
مسبوق على أن البشر يؤثرون على المناخ، لكن المشككين ما يزالون مصرين
على أن التأثير الذي يحدثه البشر ضئيل جداً وبدرجة لا تستحق طرحها
كموضوع علمي.
هذا في حين كشفت دراسة دولية أخرى نشرت نتائجها
مؤخراً توقعت فيها: (أن الطبقة الجليدية للقطب المتجمد الشمالي ستذوب
كلياً في خلال مئة سنة منذ الآن وتحديداً في سنة 3004م) وأوعزت الدراسة
الآنفة ذلك لسبب الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاث غاز ثاني أكسيد
الكربون، إذ صرح (أولايو هانسن) الأستاذ في معهد نانسن للأبحاث في
مدينة بيرغن: (منذ سنة 1978م تنحسر الكتلة الجليدية بنسبة 3 أو 4% كل
عقد من السنوات (أي كل عشر سنوات) وفي القرن الجديد سيكون القرن قد ذاب
تماماً في القطب الشمالي خلال الصيف).
وإذ يظهر أن تقييم أوضاع الكرة الأرضية قد أصبحت
بين أخذ ورد علمي حول مستقبل ما هو فوق سطحها وما هو في باطنها مع
تأكيد كل فريق علمي على صحة آرائه وحتمية توقعاته انتقد رئيس فنزويلا (هوغو
شافيز) قبل مدة وجزية الاحتفالات التقليدية بذكرى اكتشاف (كريستوف
كولومبوس) لأمريكا في الثاني عشر من شهر تشرين الأول أكتوبر 1492
معتبراً أن كولومبوس فتح لما سمي (اكتشاف) كريستوف كولومبوس القارة
الأمريكية مؤكداً أن ذلك فتح المجال لعملية (إبادة)... وتابع (شافيز)
بكلمته الأسبوعية المتلفزة: (من الكذب القول أن اليوم هو ذكرى اكتشاف
أمريكا.. وإن عملية اجتياح وإبادة واستعمار وتدمير للقارة راح ضحيتها
السكان الأصليين في أمريكا بدأت في 12 تشرين الأول / أكتوبر 1492م..
وأنه لهذه الأسباب لم يكن كريستوف كولومبوس رائداً بل شخص قاد أكبر
مجزرة في التاريخ. |