أعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن
أمله في أن يخرج قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمتهم
التي تبدأ بالكويت اليوم بموقف موحد تجاه العراق والتطورات الراهنة به
حاليا.
مؤكداً ان مجلس الحكم العراقي يعطي أهمية كبرى
لقمة الكويت باعتبارها أول قمة خليجية بعد سقوط النظام العراقي واعتقال
صدام حسين وبدء مرحلة جديدة في العراق وعلاقاته بجيرانه. وجدد زيباري
التأكيد ان مجلس الحكم لا يرغب في الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي
كعضو كامل ولكن يرغب في معاودة نشاطات العراق في برامج المجلس المختلفة
والتى جمدت منذ غزو الكويت. واشار الى ان دول التعاون دعمت مجلس الحكم
منذ سقوط النظام ونحن نأمل ان يستمر هذا الدعم.
جاء ذلك فيما دعت الولايات المتحدة من جانبها
مجلس التعاون الى توحيد الجهود والتعاون معها لاقرار استعادة سيادة
العراق والتي تم الاتفاق عليها الشهر الماضي من قبل ''الانتقالي''
والحاكم المدني الاميركي بول بريمر. وقال نائب المتحدث باسم وزارة
الخارجية الاميركية ادم ايريلي لوكالة الانباء الكويتية ''لقد كانت لنا
وجهات نظر مشتركة حول بعض القضايا مع اعضاء مجلس التعاون لدول الخليج
ولاسيما الحاجة لدعم العراق ومساعدة الشعب العراقي في المضي قدما في
نقلتهم السياسية وتوحيد الجهود من اجل تحقيق الاستقرار السياسي للبلاد.
واضاف اوصلنا لمجلس التعاون وجهة نظرنا الخاصة بضرورة تطبيق الاتفاق
الذي ابرم بشأن الحياة السياسية في العراق والذى تم اقراره في 15
نوفمبر الماضي والتطلع الى رؤية نقلة في السلطة بشكل منظم وتوقيت مدروس.
ومن جانبه، دعا عبد الله بشارة عضو الهيئة
الاستشارية لدول مجلس التعاون الامين العام السابق للمجلس إلى تشجيع
ودعم الشراكة الخليجية العراقية لتحقيق العراق المستنير. وأكد في ندوة
على هامش القمة الخليجية ضرورة ايجاد نوع من التفاهم والتكامل حتى يتم
بناء الدولة الحديثة في العراق، مشيرا إلى أن النظام الاساسي لمجلس
التعاون وضع شروطا معينة لعضويته منها التماثل في النظام السياسي
والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وأعلن بشارة أن متابعة الوضع الامني
في المنطقة دائما على قائمة اعمال القمم الخليجية مؤكدا أن من يعبث
بأمن الخليج فهو يعبث بأمن واستقرار دوله جميعا. وطالب بنقلة نوعية في
عمل المجلس تنقله من الديبلوماسية الهادئة التي يسير عليها حاليا وقال
اننا فى حاجة إلى ترجمة حقيقية لواقع هذه المنطقة الهامة جدا من العالم.
وأشار بشارة إلى أن منطقة الخليج تملك ما يمكن
أن يطلق عليها ظاهرة الردع الجيولوجي حيث تمتلك سلعة نادرة يحتاجها
الجميع وهي الممول الرئيسي اليوم لحياة الاسرة الدولية في إشارة إلى
البترول. واوضح أن امتلاك هذه السلعة جعل العالم يسهر على هدوء
واستقرار وترسيخ الامن بالمنطقة.
ودعا عبد الله بشارة إلى بناء المنظومة الامنية
الخليجية للتخفيف من الذراع الامني الاميركي.
ومن جهته حددت الدول العربية الخليجية يوم
الأربعاء جدول أعمال لقمة إقليمية تركز على إجراءات لمكافحة الإرهاب
بما في ذلك إصلاحات تعليمية.
وقال عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس
التعاون لدول الخليج العربية في مؤتمر صحفي إن مقترحات محددة لتعديل
المسار التعليمي وتدريب المعلمين ستقدم إلى القمة السنوية للمجلس
الأسبوع القادم لإقرارها.
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح
السالم الصباح إن القمة ستناقش اتفاقية لمكافحة الهجمات الإرهابية وهي
مسألة ملحة في أعقاب سلسلة تفجيرات انتحارية في المملكة العربية
السعودية قتلت أكثر من 50 شخصا منذ مايو أيار. وأضاف أن الإصلاحات
التعليمية ضرورية للاستقرار والأمن.
ويضم المجلس ست دول هي السعودية والكويت
والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر.
ويقول إصلاحيون سعوديون إن المملكة أزالت من
مقررات الكتب المدرسية إشارات تصف المسيحيين واليهود بأنهم كفرة وأعداء
للإسلام.
ومارست الولايات المتحدة ضغوطا على السعودية
لتغيير المناهج التعليمية بعد الهجمات التي شنت على أهداف في نيويورك
وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001. وكان بين المهاجمين
الانتحاريين التسعة عشر الذين شنوا تلك الهجمات 15 سعوديا.
وقال المسؤولون إن القمة ستناقش مسألة العراق
بعد الإطاحة بصدام حسين في حرب قادتها الولايات المتحدة هذا العام.
وسئل العطية عن تقارير صحفية عن طلب عراقي
للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي فقال إن الموضوع ليس مطروحا
للمناقشة لكن المجلس سيضم صوته إلى المطالب الدولية لمحاكمة علنية
لصدام.
وأضاف قائلا "المطالبة بمحاكمة علنية للرئيس
صدام حسين ليست فقط مطلبا عراقيا أو خليجيا بل مطلب دولي ... هذا الرجل
اقترف جرائم في حق شعبه وجيرانه والإنسانية. |