طلب الرئيس الاميركي جورج بوش انزال اقصى عقوبة بحق
صدام حسين، لكنه اضاف ان مصيره يرجع الى الشعب العراقي. واوضح بوش في
مقابلة مع شبكة «ايه.بي.سي» التلفزيونية: «اعتقد انه يجب ان يلقى اقصى
العقوبة بسبب ما فعله بشعبه. انه قاتل ومعذب. كانت لديهم غرف اغتصاب.
هذا طاغية يثير الاشمئزاز ويستحق العدالة، العدالة القصوى».
وقد اعد فريق خبراء من وكالة (سي. آي. ايه) كان
اجرى التحقيقات مع عناصر «القاعدة»، خطة مرنة للتحقيق مع صدام اقرها
المقر الرئيسي للوكالة. وقال مسؤول حكومي اميركي ان الخطة تتضمن تحديد
«الازرار التي يجب الضغط عليها، اضافة الى قائمة تفصيلية مكثفة من
الاسئلة».
وسينضم الى فريق التحقيقات التابع للوكالة محققون
من وكالة الاستخبارات العسكرية ومكتب المباحث الفيدرالي (إف.بي.آي)
الذين وصلوا في الآونة الاخيرة الى العراق للمساعدة في التحقيقات بخصوص
عمليات التفجير وغيرها من الهجمات.
وسيقدم التحقيق مع صدام للولايات المتحدة فرصة
وتحديات هائلة. ويأمل المسؤولون في الحصول على معلومات تساعدهم في
هزيمة المقاتلين في العراق. وذكروا ان وثيقة تم العثور عليها مع صدام
عند القبض عليه اثبتت فائدتها، حسبما قال المسؤولون. وسيركز المحققون
على اهتمامات واسعة النطاق. فبعض المسؤولين الدفاعيين، بصفة خاصة،
يعتقدون ان صدام يملك معلومات حول منظمات الارهاب الدولي.
ومما يعقد التحقيقات المحاكمة المتوقعة لصدام. وذكر
مسؤولون اميركيون وغيرهم ان الضغوط لبداية الاجراءات القانونية يمكن ان
تجبر المحققين على التحرك بسرعة اكبر مما يعتقدون انها مناسبة.
وقال خبراء في التحقيقات الاستخباراتية ان منح
وكالة «سي.آي.إيه» الاشراف على التحقيقات يعكس تعدد المعلومات التي
تأمل الولايات المتحدة الحصول عليها من صدام، وهو ما يتعدى مجرد
المعلومات المفيدة للمؤسسة العسكرية في العراق.
وقال رامسفيلد ان خبراء وكالة الاستخبارات المركزية
«يعلمون احتياجاتنا فيما يتعلق بمكافحة الارهاب، ويعرفون المعلومات
التي نريدها هنا» في الولايات المتحدة. وقال ان تحويل التحقيق الى
الوكالة كان «قرارا استغرق ثلاث دقائق، وان الدقيقتين الاوليين كانتا
لشرب القهوة».
وذكر جون روثروك وهو محقق متخصص في التحقيق مع
المقاتلين كان يعمل في القوات الجوية الذي تولى فيما بعد التحقيق مع
المنشقين السوفيات لحساب وكالة (سي.آي.ايه)، انه من المرجح ان يجرى
التحقيق طبقا لبرنامج معد من قبل، نوقش بل وتمت تجربته لعدة شهور.
ومن المرجح ان يبدأ التحقيق بأسئلة «محكمة» يعرف
المسؤولون الاجابة عليها، بدون علم صدام، وذلك بهدف تقييم ما اذا كان
الرئيس السابق يقدم معلومات صادقة ام لا.
وسينضم خبير نفسي تابع للحكومة الاميركية الى
التحقيق لتجديد وتحسين معلومات وكالة (سي.آي.إيه) عن صدام. وسيعتمد ذلك،
ليس فقط على مراقبة ردود فعله مع محتجزيه ولكن ايضا حول رقابة سرية بل
ومعلومات نفسية، مثل طريقة النوم. طبقا لما ذكره روثروك.
وسيتولى محققان او ثلاثة، خلال التحقيقات، استخدام
استراتيجيات مختلفة، كما ذكر رثروك، بما في ذلك اسلوب «الشرطي السيئ
والشرطي الجيد». ومن بين الوسائل الاخرى المستخدمة جعل شخص يبدو كأنه
قادم من خلفية مختلفة تماما، بحيث يتصرف كصاحب رتبة عالية. سيكون ذلك
الشخص بالتأكيد متحدثاً للغة العربية وسيتحدث الى صدام مباشرة ويعبر له
عن اختلافه مع الموقف الاميركي.
وقال رثروك انه من الضروري في الجلسات الاولى ان
يتأكد صدام ان محققيه لا يعتبرونه الرئيس العراقي المسجون. واضاف: «وضح
انك «ستمارس لعبته اذا عاملته كرئيس للدولة».
وجزء من خبرات وكالة الاستخبارات المركزية للتشويش
على السجين يعرف باسم عملية «الاعلام الزائفة» التي تستخدم ديكورات
وتنكر بهدف خداع الاسير للاعتقاد انه في بلد آخر، او الاطلاع على صحيفة
تنشر نبأ عن خيانة كبار مساعديه له.
فعندما تم القبض على جاسوس وكالة الاستخبارات
المركزية الدريتش هميس، الذي قدم اسراراً الى السوفيات لعدة سنوات، نقل
الى غرفة تابعة لمكتب المباحث الفيدرالي بها عدة صور فوتوغرافية لمنزله
ومعارفه واسمائه الحركية، لجعله يعتقد ان السلطات تعرف بالفعل الاجابة
على الاسئلة، بحيث يعرف ان الكذب سيضر بفرص تجنبه لحكم الاعدام.
وذكر جيرولد بوست وهو مسؤول سابق عن اعداد ملف عن
صدام حسين لوكالة الاستخبارات المركزية واستاذ علم النفس في جامعة جورج
واشنطن، ان نصيحته هي: «على المحققين الآن التركيز على آنيته المتضخمة
وجعله يتفاخر بخصوص كيفية خداعه لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة»
او اقناعه «بكيفية خداعه للعالم بأكمله في الاعتقاد بوجود اسلحة لديه
بينما هم يتساءلون عن مكانها».
وقال بوست ان محاكمته المحتملة يمكن ان تمد صدام
بمحاولة الحصول على الرأفة بالتهديد بالكشف عن اسرار او معلومات محرجة.
واوضح ان لصدام «الكثير من الغسيل القذر الذي يمكن
ان يكشفه للرأي العام»، مشيراً الى احتمال كشفه ما زودته به الولايات
المتحدة في الثمانينات بسلالات من الجراثيم للاسلحة البيولوجية
والمعلومات الاستخباراتية خلال حربه ضد ايران. |