اكتشف علماء فلك أستراليون حدودا إضافية لدرب
التبانة يعتقدون أنها تلتف حول مشارف المجرة مثل حزام كثيف من الغاز.
ويأمل علماء الفلك في منظمة تعرف باسم منظمة
الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية أن يساعد كشفهم هذا في خلق صورة
أوضح لدرب التبانة الذي يوجد فيه كوكب الأرض.
وقالت ناعومي مكلور غريفث وهي عالمة في المنظمة إن
سمك الحزام الغازي يصل إلى 6500 سنة ضوئية ويظهر أن درب التبانة يشبه
في تكوينه غالبية المجرات الأخرى.
والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في
عام وتقدر بنحو عشرة تريليونات كيلومتر. وقالت مكلور إن الحزام الغازي
المكتشف حديثا لدرب التبانة يبعد عن مركزها بما يصل إلى 60 ألف سنة
ضوئية. وأضافت قولها "إنه عند أقاصي المجرة وآخر شيء تراه قبل اختفائها".
وكان فريق من علماء الفلك الأستراليين يدرسون غاز
الهيدروجين الموجود في قلب درب التبانة حين اكتشفوا الحزام الغازي
الإضافي وقدموا كشفهم الجديد لينشر في مجلة أستروفيزيكال التي تصدرها
جمعية علماء الفلك الأميركيين.
على صعيد اخر تم الكشف مؤخرا عن أحد الأسرار التي
تحيط بالأجرام السماوية الغريبة المسماة بـ"النجوم القزمة الخامدة"
التي ليست في واقع الأمر سوى نجوم حقيقية محاطة بحزام من الغازات
والغبار يتلاشى تدريجيا. هذه الملاحظات توصل إليها فريق أوروبي بعد رصد
ثمانية من هذه النجوم الخامدة, وأعلنها أمس الخميس المرصد الأوروبي
الفلكي في وقت واحد مع معهد ماكس بلانك الفلكي في هايدلبرغ.
وجرت الدراسة تحت قيادة الباحث في المعهد الألماني
دانيل آبي، إذ أكدت النظرية القائلة أن هذه الأجرام تتبع في تكوينها
نفس مسيرة النجوم العادية عن طريق انكماش سحابة من الغازات والغبار على
نفسها.
ورغم توقع وجود هذه الأجسام منذ عام 1963 تعين على
علماء الفلك الانتظار حتى عام 1995 لرصد هذه النجوم الخامدة التي رغم
جهودهم لا يعرفون منها سوى بضع مئات.
وبسبب قلة كثافة هذه الأجرام السماوية (7% من كتلة
الشمس وأكبر بـ75 مرة من كتلة المشتري) لم تتوفر لهذه النجوم الخابية
ظروف الضغط والحرارة اللازمة لحدوث عملية الانصهار النووي في قلبها،
وهي العملية التي تؤدي في النجوم العادية إلى تحول الهيدروجين إلى
هليوم ثم إلى عناصر أكثر ثقلا مما يعطيها البريق واللمعان.
أما النجوم القزمة -وهي أجسام باردة نسبيا (حوالي
1500 درجة مئوية)- فتشع أساسا في جزء من الطيف الكهربائي المغناطيسي
وهي الأشعة تحت الحمراء.
وتمكن دانيل آبي وزملاؤه من رصد منطقة أطلق عليها "ذات
الأقزام السمراء" في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2001,
مستعينين بتلسكوب قطره 3.6 أمتار في مرصد سيلا بتشيلي مزود بكاميرا
تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وكانت عمليات رصد سابقة ولا سيما في المرصد
الأوروبي الفلكي أتاحت بالفعل رصد أحزمة من المواد حول النجوم الداكنة,
ومن ثم تأكيد النظرية القائلة إن هذه الأجسام تتكون بنفس طريقة تكون
النجوم وليس الكواكب.
وقام دانيال آبي وزملاؤه برصد ثمانية من هذه النجوم
الخابية بالأشعة تحت الحمراء المتوسطة بينها واحدة حديثة وأخرى متقدمة
في العمر. وكانت نتائج عمليات المراقبة أبانت أن النجم الحديث يحيط به
حزام من العناصر غير موجود لدى النجم الآخر الأكثر قدما. |