تلقى أجهزة الهاتف المحمول المزودة بآلات تصوير
رواجا كبيرا على قائمة هدايا عيد الميلاد لهذا العام إلا أنها تثير
جدلا متزايدا بشأن احترام الخصوصية من جانب كل من المستهلكين والشركات.
فهذه الهواتف بعدساتها الخفية وحجمها الصغير
وقدرتها على نقل الصورة مباشرة إلى الإنترنت أو هواتف محمولة أخرى تعد
حلما لكل متلصص أو متطفل على الآخرين.
وظهرت هذه الهواتف لأول مرة في الأسواق أوائل 2001
وفي الأشهر الأخيرة سلطت التقارير الصحفية الواردة من آسيا الأضواء على
حوادث مثل ظهور صور عارية لضحايا أبرياء على الإنترنت.
وأثار الإقبال المتزايد على شراء هذه الهواتف في
أميركا الشمالية منذ طرحها لأول مرة هناك أواخر العام الماضي مخاوف
مماثلة مما دفع مراكز اللياقة البدنية من لوس أنجلوس إلى تورنتو لحظر
أو تقييد استخدام الهواتف المحمولة داخل مقارها.
كما امتدت المخاوف بشأن الهواتف المزودة بآلات
تصوير إلى الشركات التي تخشى عمليات التجسس الصناعي دفع بعضها لمنع
زائريها من حمل هواتف مزودة بآلات تصوير.
ومن المستبعد أن تزول المخاوف بشأن الهواتف ذات
الكاميرات نتيجة التطور التكنولوجي والنمو الحاد للمبيعات. فالجيل
الجديد من الهواتف المحمولة مزود بآلات تصوير فيديو يمكنها تسجيل أفلام
مدتها بين 15 و30 ثانية.
وفي كوريا الجنوبية حيث يوجد أحد أعلى معدلات تركيز
مستخدمي الهاتف المحمول بدأ بالفعل وضع مشروعات لوائح لحماية خصوصية
العملاء. ففي بداية العام المقبل يشترط أن تصدر أجهزة التليفون المزودة
بكاميرات فوتوغرافية أو كاميرات فيديو صوتا عاليا عند التقاط أي صورة.
لكن إستراتيجية الحظر ربما تكون صعبة بصفة خاصة مع
توقعات بأن يكون نصف الهواتف المحمولة المتاحة في 2008 مزودة بآلات
تصوير فوتوغرافي أو فيديو.
وفي أميركا الشمالية يتوقع محللون أن تزيد مبيعات
الهواتف المزودة بآلات تصوير أكثر من المثلين في العام المقبل بينما لن
يشهد سوق الهاتف المحمول العادي سوى زيادة طفيفة.
ويقدر عدد الهواتف ذات الكاميرات بحوالي 3.3% أو
نحو ثلاثة ملايين جهاز من بين 90 مليون هاتف محمول بيعت في أميركا
الشمالية هذا العام و65 مليون هاتف مزود بآلة تصوير بيعت في جميع أنحاء
العالم. |