أظهر تقرير يوضح رأي الشعب الأمريكي تجاه
الإسلام والمسلمين، كاشفاً عدد من الحقائق الهامة المرتبطة بموقف الرأي
العام الأمريكي من الإسلام والمسلمين حيث تبين أن 65% من الشعب
الأمريكي يشعرون بافتقارهم لفهم جيد للإسلام، وأن غالبية الأمريكيين
52% يرون أن الإسلام دين سلام لا يشجع العنف ضد غير المسلمين. ويرفض
57% من الشعب الأمريكي فكرة وجود حرب بين الإسلام والغرب (الولايات
المتحدة وأوربا) كما أوضح التقرير أن 42% من الأمريكيين لهم نظرة عامة
إيجابية نحو الإسلام كدين، وتنظر نسبة أكبر من الأمريكيين نظرة إيجابية
نحو الشعوب المسلمة 66% ونحو 54% نحو الشعوب العربية كما أشار التقرير
في الوقت نفسه ارتفعت نسبة من ينظرون للإسلام نظر عامة سلبية في أواخر
عام 2002 – 2003م لتصل إلى 38% كما شهدت نسبة الأمريكيين الذين يرون أن
الإسلام يشجع العنف ازدياداً ملحوظاً منذ أحداث سبتمبر 2001م، إذ بلغت
34% في سبتمبر عام 2003م مقارنة بنسبة 23% في أكتوبر 2002 وبنسبة 14%
فقط في يناير 2002 بمعنى أنها زادت بمعدل 9 – 10% تقريباً كل عام.
وفيما يتعلق بفهمهم لموقف الإسلام من احترام
أبناء الديانات الأخرى، ينقسم الأمريكيون على أنفسهم إذ يرى 36% من
الأمريكيين أن الإسلام يحض على احترام معتقدات أبناء الأديان الأخرى في
مقابل 33% يرون أن الإسلام لا يحض على ذلك، ويقف 30% من الأمريكيين
موقفاً محايداً من الموضوع.
ويذكر أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)
المعني بالدفاع عن صورة الإسلام والمسلمين بالولايات المتحدة كانت قد
أصدرت في سبتمبر 2003م تقريراً عن (تجربة مسلمي أمريكا بعد عامين على
أحداث سبتمبر) حيث أشار إلى انتشار التعاطف مع قضايا المسلمين والعرب
لدى عدد متزايد من فئات المجتمع الأمريكي وعلى رأسها جماعات الحقوق
والحريات المدنية التي انتقدت ما تعرضت له حقوق وحريات مسلمي وعرب
أمريكا منذ أحداث سبتمبر، وهناك جماعات السلام ومناهضة الحروب،
والجماعات المدافعة عن حقوق الأقليات في أمريكا التي رفضت ما تعرضت له
حقوق وحريات المسلمين والعرب من انتهاكات ذكرتهم بمعاناتهم خلال فترة
تاريخية أخرى كمعاناة اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، وبعض
الجماعات الدينية، مثل مجلس الكنائس الوطني، والتي نشطت في التواصل مع
مسلمي وعرب أمريكا وفتح قنوات الحوار معهم.
فيما أعلن أساتذة جامعيون عرب في أمريكا عن
أهمية الحوار مع الطلبة والمجتمع الأمريكي لإزالة الانطباعات السلبية
وأكدو على أهمية تغيير الصور النمطية التي تخلقها وسائل الإعلام عن
العرب والمسلمين، كما يجب مدر جسر من الاتصال بين الأمريكيين والمسلمين.
فيما شدد الرئيس بوش في حديث سابق على أن
الديانة الإسلامية تنسجم تماماً مع مبادئ الحكم الديمقراطي، واستشهد
بعدد من الدول الإسلامية التي تحكمها أنظمة ديمقراطية ومنها تركيا،
اندونيسيا، والسنغال، والنيجر فيما أعتبر بوش أن العالم العربي لم يلحق
بالركب الديمقراطي الذي يجتاح العامل؟!!
واستشهد للتدليل على ذلك، بتقرير التنمية
البشرية الثاني الذي أصدره برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، والذي
جاء فيه أن الموجة العالمية للديمقراطية، بالكاد لامست الدول العربية،
وحث الرئيس بوش الذي كان يتحدث في خطاب رسمي عن الحاجة إلى الديمقراطية
في الشرق الأوسط، الحكومات العربية على ضرورة أن تتصدى للمشاكل
الحقيقية وأن تخدم المصالح الحقيقية لشعوبها، مضيفاً أن شعوب الشرق
الأوسط الطيبة والمقتدرة تستحق قيادة مسؤولة وقال أنه لفترة طويلة كان
سكان تلك المنطقة لا أكثر من ضحايا وأتباع، أنهم يستحقون أن يكونوا
مواطنين نشيطين ومن جهة أخرى أظهر استطلاع للرأي الأمريكي أن أكثر
مشاعر السخط تجاه الولايات المتحدة ناجمة عن سياستنا فمن الواضح على
سبيل المثال أن النزاع العربي – الإسرائيلي يبقى مسألة واضحة ومهمة
للخلاف القائم بين الولايات المتحدة والكثير من البلدان العربية
والمسلمة، وشدد التقرير على أهمية أن تعزز الولايات المتحدة سياسات
تأخذ جدياً احتياجات وطموحات العرب والمسلمين للسلام والرفاهية
والعدالة الاجتماعية وأشار التقرير أن الدعم المطلق للكيان الصهيوني هو
السبب الأساسي لتناسي العداء والغضب تجاه الولايات المتحدة وبالتالي
وجب أن تعيد الولايات المتحدة النظر في هذه السياسة. |