تجددت المخاوف حول مدى سلامة الهواتف الخلوية
المحمولة بعدما أشارت دراسة جديدة إلى أن الأمواج اللاسلكية الصادرة عن
تلك الأجهزة قد تسبب ظهور الأورام السرطانية. والغريب في استنتاجات
الدراسة أن الإشعاع الناتج عن الهواتف المحمولة يجعل الأورام تنمو بعنف
وسرعة.
فقد قرر عالم الخلايا الحيوية مارينيللي وفريقه لدى
مجلس الأبحاث الوطنية في مدينة بولونيا الإيطالية، دراسة مدى تأثير
الأمواج اللاسلكية على خلايا سرطان الدم بعد أن أشارت دراسات سابقة إلى
احتمال أن يكون المرض أكثر شيوعا بين مستخدمي الهواتف الخلوية.
فبعد 48 ساعة من التعرض للأمواج اللاسلكية، بدا أن
التأثير المميت للإشعاع انعكس، وبدلا من أن يزيد عدد الخلايا السرطانية
المنتحرة، وجد مارينللي حدوث آلية لدى الخلايا للبقاء على قيد الحياة.
فقد نشطت ثلاث مورثات مهمتها توالد الخلايا بنسبة عالية جاعلة الأورام
السرطانية تنمو بسرعة وشراسة، وبالرغم من تعرض الخلايا السرطانية في
بادئ الأمر إلى الموت، فقد أصبحت تنمو بعد فترة أضعافا مضاعفة.
ومن جانب آخر، أوصى باحثون ألمان مرضى القلب الذين
يستعينون بجهاز منظم للنبض ألا يحملوا الهاتف النقال قريبا من منطقة
الصدر بما لا يقل عن 25 سنتمترا وألا يرتفع إلى ما فوق منطقة الحزام.
وأفضت تجارب إكلينيكية أجراها الخبراء في مستشفى جامعة كولونيا إلى أن
خطرا متعاظما يهدد حياة المرضى ينتج عن تشويش الهاتف على أداء جهاز
تنظيم النبض وقد يؤدي إلى توقفه نهائيا.
وفي تقرير نشرته صحيفة «سود دويتشه» أكد رئيس فريق
البحث غولمارتسا كاناني أن جهاز تنظيم نبض القلب الذي يزرع عادة في
منطقة الصدر يتأثر بذبذبات الهاتف النقال التي تعرقل مهمة تنظيم النبض
وقد توقفه نهائيا.
ويبدو أن هناك علاقة وثيقة وغير متوقعة للتدخين
بالهواتف الجوالة، ولم يتحول الهاتف الجوال عند الشباب إلى «عادة»
جديدة تشبه المخدرات فحسب وإنما أيضا إلى عامل مساعد على التدخين.
وذكرت المجلة الطبية البريطانية نقلا عن الخبراء الفنلنديين «إن كل شاب
مدمن على الهاتف الجوال اليوم تحول إلى مدخن ثقيل في ذات الوقت».
وتوصل الفنلنديون من معهد «لينا كويفوسليتا» في
جامعة توركو إلى هذه النتيجة من خلال مقارنة المعطيات التي جمعوها حول
6516 شابا من أصل 9309 شباب وشابات من عمر 16 إلى 18 سنة، وافقوا على
الإجابة عن الأسئلة، واتضح من خلال الدراسة أن 91% منهم يستخدم الهواتف
الجوالة وأن نسبة عالية بينهم من المدخنين.
وكانت الباحثة البريطانية آن تشارلتون من جامعة
مانشستر في بريطانيا توصلت إلى نتيجة معاكسة وذكرت أن تقلص أعداد
المدخنين الشباب في بريطانيا له علاقة باستخدام الهواتف الجوالة.
والجدير ذكره ومع كل الدراسات التي تشير إلى مساوئ الهواتف الخلوية
أظهر بحث جديد مؤخرا، بعض الاكتشافات الإيجابية حول التحدث في هذه
الأنواع من الهواتف.
فحسب ما نشرته مجلة التقرير العصبي اكتشف الباحثون
في قسم العلوم النفسية بجامعة تيركو بفنلندا أن التحدث في الهاتف
الخلوي يسرع أوقات رد الفعل والاستجابة العصبية وينتج أداء أفضل فيما
يتعلق بالمعادلات الرياضية والمسائل اللوغاريتمية والذهنية وسرعة
البديهة.
وهذا التقرير يتناقض تماما مع تقارير سابقة وقد
يتوافق مع عكسها من التقارير حيث قال باحثون أستراليون إن دراسة
استغرقت ثلاث سنوات خلصت إلى أن الإشعاع المنبعث من أجهزة الهواتف
الخلوية لا يؤدي إلى نمو الأورام في الفئران ولذلك يحتمل أنها لا تسبب
ذلك أيضا للبشر.وتأتي الدراسة التي أجراها معهد العلوم الطبية
والبيطرية في أديلايد على 1600 فأر بعد دراسة أسترالية أخرى أجريت على
الفئران قبل خمسة أعوام وخلصت إلى أن الهواتف الخلوية قد تعزز نمو
الأورام.
وصرح الناطق باسم فريق أديلايد تيم كوشيل أن
الدراسة الأسترالية السابقة تعتريها نقاط ضعف من بينها تغير جرعات
ترددات الإشعاع على الفئران. وأضاف أن الدراسة الجديدة التي من المقرر
نشر نتائجها في الدورية الدولية للبحث الاشعاعي رافقتها كل الإجراءات
الوقائية الممكنة اللازمة لضمان صحة نتائجها، ومنها متابعة الفئران
لكشف إصابتها المحتملة بفيروس خارجي والقياس الدقيق لجرعات الإشعاع.
في حين أكدت دراسة طبية سويدية سابقة، أن الأشعة
الصادرة عن الهاتف الخلوي ترفع من مخاطر الإصابة بسرطان الدماغ.ووفق
الدراسة التي نشرتها صحيفة «داجنس نوهته» السويدية فإن فريقا من
الأطباء والباحثين في كلية طب جامعة ستوكهولم خلصوا بعد دراسة واسعة
شملت ألفي شخص مصابين بسرطان الدماغ إلى أن ارتفاع الإصابة بهذا الداء
يزداد بشكل ملحوظ عند مستخدمي الهواتف الخلوية القديمة التي تعمل على
نظام (ن م ت) مقارنة مع الاشخاص الذين لا يستخدمون الهواتف الخلوية.
وقال رئيس الفريق الطبي البروفيسور كيلد هانسون إن
مستخدمي الهواتف التي تعمل على نظام (ج س م) ومستخدمي الهواتف
اللاسلكية معرضون أيضا لنفس الدرجة من مخاطر الإصابة بسرطان الدماغ.
وأوضحت الدراسة أن الإصابة بالسرطان في صفوف
مستخدمي هواتف ( ن م ت) الخلوية ترتفع بنسبة ثلاثين بالمئة عن باقي
المواطنين. وقد كانت دراسة سابقة واسعة النطاق قد خلصت إلى أن الهواتف
الجوالة يمكن أن تؤثر على صحة الأشخاص الذين يستخدمونها.
حيث أشار البحث السابق الذي أجراه علماء فنلنديون
إلى أن الأمواج الكهرومغناطيسية المنبعثة من أجهزة الهواتف الخلوية
تؤذي الخلايا في الغشاء الحيوي الذي يحمي الدماغ من السموم. والدراسة
الفنلندية التي استمرت عامين هي أول دراسة تظهر أن أمواج الهاتف الجوال
الميكرويفية يمكن أن تلحق الضرر بالأنسجة البشرية..
ووجد البحث أن خلايا الأوعية الدموية المستنبتة
مخبرياً تتصرف بشكل شاذ عندما تقصف بأمواج كهرومغناطيسية حتى ضمن حدود
السلامة المعتمدة للهواتف الجوالة. والغشاء الخلوي الذي يعرف بحاجز
الدماغ الدموي هو عبارة عن حزمة ضخمة من الأوعية الشعرية الدقيقة التي
توصل الأكسجين والمغذيات للدماغ وتنزع منه ثاني أكسيد الكربون والفضلات.
أما الطريف في موضوع الخلويات والصحة، فقد كشفت
مصادر في مكاتب الوساطة في النزاعات العائلية أن الهاتف الخلوي أصبح له
الأثر الكبير على ارتفاع النزاعات العائلية وازدياد معدل الطلاق بين
الزوجين في النرويج.
وتقول المصادر إن الهاتف الخلوي خلق شكلا جديدا من
الغيرة بين الزوجين تم إطلاق تسمية (الغيرة الخلوية) عليها، حيث إنه
عندما يتلقى الزوج أو الزوجة رسالة على الهاتف الخلوي، فإن الطرف الآخر
غير قادر على قراءة هذه الرسالة التي تبقى بعيدة عن أنظار الطرف الآخر،
مما يخلق الغيرة وفي بعض الحالات فإن الطرف الآخر يقوم وخلال غياب
الطرف الأول عن مكان وجود الهاتف الخلوي بقراءة الرسائل الخلوية، مما
رفع من حالات الكشف عن الخيانة الزوجية، واستلام الزوج لرسائل غرام
خلوية، وعليه ارتفعت نسبة الطلاق في النرويج.
وتضيف المصادر، أنه تم إجراء دراسة على الأزواج
الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسة وعشرين وأربعين عاما، بينت أن
الغالبية العظمى منهم تقوم بقراءة الرسائل التي يتلقاها شريك الحياة
على الهاتف الخلوي، بحيث أصبح الهاتف الخلوي مصدرا للغيرة بين الزوجين
سواء كان هناك مبرر أم لا.
fdhisham@scs-net.org |