دعت ورشة عمل دولية مؤسسات المجتمع
المدني العربية والاوروبية الى دعم نظيراتها في العراق لتمكينها من
الاسهام في استتباب الامن والاستقرار.
وقال المشاركون فى ورشة (المساهمة في دعم المجتمع
المدني العراقي الناشئ عبر فتح آفاق التعاون بين مؤسسات المجتمع
المدني العربية-والاوروبية) التي يستضيفها الاردن ان تدهور الوضع
الامني واستمرار الفراغ القانوني فى العراق يسبب الخوف من المستقبل
وعدم القدرة على التخطيط.
وشددوا في مداخلات خلال الورشة على ان التطورات
السياسية والاجتماعية المتسارعة تجعل مستقبل العراق مفتوحا على جميع
الاحتمالات.
ويشارك في الورشة التي ينظمها (برنامج بنيان)
التابع لمؤسسة (فريدريش ناومان) الالمانية وبرنامج الامم المتحدة
الانمائي فى العراق ممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني في لبنان وسورية
ومصر واليمن وتونس والجزائر والمغرب وبريطانيا والدنمارك والسويد
والمانيا والاتحاد الاوروبي والعراق اضافة الى الاردن البلد المضيف.
واكد الممثل المقيم للمؤسسة الالمانية مدير
برنامج بنيان اولي فوكت اهمية التعاون والتفاعل بين المؤسسات الاهلية
والجمعيات في العراق وبين مؤسسات المجتمع المدني العربية والاوروبية
والدولية "لان المجتمع المدني العراقي بحاجة
الى الدعم المباشر وغير المباشر من نظرائه للقيام بجهوده على مستوى
الاستقلالية والتنمية والحرية والديموقراطية وحقوق الانسان".
من جهته اكد الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة في العراق
روجيه غواردا اهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في "بناء عراق
ديموقراطي".
وقال ان بناء الديموقراطية بحاجة الى ما هو اكثر
من وجود هياكل للمشاركة الانتخابية اذ يحتاج الى سماع رأي الناس في
القضايا اليومية وهو ما يتحقق من خلال المشاركة في مؤسسات المجتمع
المدني.
واوضحت مستشارة مؤسسة (فريدريش ناومان) حول
العراق حنان رباني ان الورشة تعقد لمساعدة بوادر الحراك السياسي
المجتمعي الواعد على مختلف الاصعدة القطاعية والجغرافية والعرقية
والذي يعكس وجود تعطش حقيقي للمشاركة فى صياغة المستقبل السياسي
للعراق والمساهمة في مساره التنموي.
واشارت رباني التي وضعت الاطار النظري العام
للورشة في هذا السياق "الى ظهور ما لا يقل عن 200 جمعية وحزب سياسي فى
العراق منذ الاطاحة بالنظام السابق على يد تحالف دولي بقيادة الولايات
المتحدة في شهر مارس الماضي.
ولاحظت في كلمتها ان التدهور المدني فى العراق
ادى في بعض الاحيان الى تغييب المبادرات الدولية والعربية للتخفيف من
معاناة الشعب العراقي وهو ما دفع مؤسسات المجتمع المدني العراقية الى
العمل في كل المجالات بعيدا عن التخصص الذي يقوي عمل عمل المجتمع
المدني.
واوضحت ان ابرز التحديات التي تواجه هذا القطاع
الناشئ يتمثل في غياب الهيكليات التنظيمية الواضحة واستراتيجيات العمل
المحددة والتخلي عن التخصص وغياب الرسالة والاهداف المحددة والافتقار
الى الخبرات العملية.
وبحث المشاركون فى الورشة اليوم في واقع وتحديات
ظهور المجتمع المدني في العراق وآفاق وتحديات المسار الديموقراطي. |