قال مسؤول في وزارة الخارجية عاد إلى العراق في شهر
تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لدورة خدمة ثالثة إن تمويل تجديد قطاع
التعليم العالي من أهم الطرق التي يمكن فيها للمانحين مساعدة البلد على
الانضمام مجدداً إلى الأوساط الفكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية
العالمية.
وسيمضي جيم مولن، مدير فيلق التكنولوجيا العالمي في
مكتب برامج الإعلام الخارجي، الأشهر الستة المقبلة في المساعدة على
تنسيق إعادة بناء الجامعات العراقية العشرين الرئيسية وأكثر من أربعين
مؤسسة فنية ومركز أبحاث وكلية. وكانت جميع المؤسسات تقريباً قد نُهبت
أو أُحرقت أثناء (الحرب) وفور سقوط نظام صدام حسين. ويشغل مولن منصب
مستشار خاص لوزارة التعليم العالي والأبحاث العلمية العراقية.
من جهته قال مولن: إن هدف وزارة التربية والتعليم
الفوري هو إعادة تشييد مباني مؤسسات التعليم العالي العراقية. ويشمل
هذا ترميم المباني الأكاديمية وغرف الصفوف والمكتبات والمختبرات.
وترغب الوزارة أيضاً في إنشاء بنية تحتية جامعية
على الصعيد القومي للمعلومات والآلات الحاسبة لمساعدة العراق على وضع
حد لعقود من (العزلة الفكرية). ويقول مولن إنه يساعد، كخطوة أولى، في
تنسيق تطوير استراتيجية تكنولوجيا المعلومات للوزارة.
وأضاف مولن إن أهداف التعليم العالي تشمل إعادة
العمل ببرامج الزيارات الأكاديمية وبرامج التبادل للطلبة وأعضاء
الهيئات التدريسية. ولتحقيق هذا الغرض، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية
في شهر تشرين الأول/أكتوبر أنها ستعيد العمل ببرامج منح فولبرايت في
العراق. وكانت آخر نشاطات البرنامج في العراق في عام 1988.
وقال مولن إن من الأهداف أيضاً إنشاء كليات دراسات
عليا على النمط الغربي للتخصص في إدارة الأعمال وبرامج لتعليم الإدارة
التنفيذية.
وأشار مولن، الذي يشغل منصب منسق الميزانية في مكتب
الدراسات العليا في سلطة التحالف المؤقتة، إلى أن اقتراح تمويل ساعد في
وضعه (حظي بنتيجة جيدة) في مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار العراق
الذي عُقد أخيراً في مدريد. وأضاف أن الاقتراح يدعو إلى إنفاق 1,21 ألف
مليون دولار على التعليم العالي خلال خمس سنوات لمساعدة العراق على
التوصل مجدداً إلى إحراز مكانة (مرموقة عالمياً) في مجال التعليم.
كما ذكر أنه يقوم حالياً بالمساعدة على أيضاح أوضاع
الوزارة المالية مضيفاً أن الوزارة تستخدم نظام محاسبة (قديم العهد).
وأضاف أن أوضاع الوزارة المالية مشوشة أيضاً نتيجة
إحراق معظم العقود الخاصة بتمويل الوزراة بموجب برنامج النفط مقابل
الغذاء بعد سقوط صدام.
وقال مولن إن الكتب والمجلات العلمية والتقنية
الجديدة من بين أولويات احتياجات التعليم العالي. وجاء في الاقتراح أن
الكتب التي لم تُسرق أو تُتلف بعد سقوط صدام حسين قديمة (بطُل
استعمالها) و(تعج بالدعاية البعثية).
وذكر الاقتراح أيضاً، في سياق تأكيده على درجة
العزلة التي عانت منها الهيئات التدريسية الجامعية، أنه لا يوجد تقريباً
بين أساتذة الجامعات الذين يقل عمرهم عن خمسين سنة مَن قام بزيارة
مختبر أبحاث خارج العراق. وأضاف: (ليس لدى هؤلاء الأعضاء في الهيئات
التدريسية قاعدة من الخبرة المعاصرة أو معلومات حديثة متقدمة جداً
يمكنهم تعليمها للطلبة).
وقال مولن إنه يعمل حالياً لتأمين توفر القدرة على
عقد المؤتمرات عبر الكمبيوتر بواسطة الفيديو الرقمي في الجامعات
العراقية كي يتمكن الطلبة والأساتذة من (الالتقاء) بأقرانهم في
الولايات المتحدة لتبادل المعلومات. وأضاف أن الوزارة تريد أيضاً
استقطاب أساتذة أجانب موهوبين للتعليم في العراق لدى تحسن الوضع الأمني.
وجاء في الاقتراح أن هناك (أولوية ساحقة) أعرب عنها
الأساتذة والإداريون الجامعيون هي إقامة علاقات شراكة مع الدوائر
الأكاديمية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
ويعمل في وزارة التعليم العالي العراقية حوالى 45
ألف موظف في مختلف أنحاء البلد. وقال مولن إن من المتوقع أن يزداد هذا
العدد بحيث يصل إلى 50 ألفاً في عام 2004. |