لم تتمكن القوات الأمريكية من القبض على نائب
الرئيس العراقي الأسبق عزة ابراهيم الدوري الذي كان مستهدفاً خلال غارة
قامت بها هذه القوات على مدينتي كركوك والحويجة الواقعتين في شمال
العراق.
فيما قال الجيش الأمريكي ان عزة ابراهيم الذي
يقع في مقدمة قائمة المطلوبين من المسؤولين العراقيين بعد الرئيس
العراقي المخلوع لم يعتقل في غارة بالقرب من كركوك على الرغم من تقارير
سابقة من مجلس الحكم العراقي أشارت الى انه اعتقل أو قتل.
وقال الميجر دوج فنسنت من اللواء الأمريكي 173
المحمول جوا للصحفيين الذين رافقوا القوات في الغارة على الحويجة
بالقرب من كركوك: (انه لم يعتقل بالتأكيد في المهمة).
وقد حاصرت القوات الأمريكية قضاء الحويجة كجزء
من عملية كبيرة في منطقة كركوك الواقعة شمال العراق بحثاً عن الرجل
الثاني في النظام السابق عزة ابراهيم الدوري الذي كان نائباً للرئيس
العراقي المخلوع منذ عام 1979، بعد ان تولي مسؤولية البلاد بانقلاب
أبيض على الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر.
فيما قال مصدر رفيع في مجلس الحكم انه أخطر
باعتقال عزة الدوري. من جانبه قال عضو آخر في مجلس الحكم هو موفق
الربيعي ان عملية كبيرة جرت ليل الاثنين الثلاثاء في كركوك وان من
المحتمل ان يكون الدوري قد أسر أو قتل موضحاً بأنه على اتصال مع القوات
الأمريكية.
كما تستهدف العملية اعتقال نجل الدوري الأكبر
أحمد الذي يعتقد انه يشارك أبيه مكان الاختباء.
ويعتقد ان القوات الأمريكية قررت القيام بالغارة
الجديدة على كركوك بعد اعتقال قريب للدوري هو اللواء الركن ضياء الدوري
قبل ثلاثة أيام ويعتقد انه كان مصدر المعلومات عن نائب الرئيس العراقي
المخلوع وفقاً لمصدر في شرطة كركوك.
وكان ضابطان رفيعا المستوي من الحرس الجمهوري
وثيقا الصلة بعزة ابراهيم قد اعتقلا الأحد في الموصل الواقعة شمال
العراق.
من جانبه قال مدير شرطة الحويجة التي تبعد 45
كيلومتراً غرب كركوك ان القوات الأمريكية تحاصر المدينة وتمنع الدخول
والخروج الى المدينة وتنادي بمكبرات الصوت على أهاليها.
وأكد ان القوات الأمريكية: (اعتقلت عشرات
المواطنين في الحويجة التي تحاصرها بالكامل).
وأضاف: (لم تتوفر حتى الآن معلومات عن اعتقال
عزة ابراهيم او مقتله).
وكان مسؤول رفيع في الشرطة العراقية قد أكد ان
القوات الأمريكية بدأت ليل الاثنين الثلاثاء اوسع عملية تفتيش تشهدها
منطقة كركوك (شمال) منذ سقوط نظام صدام حسين، بحثا عن عزة ابراهيم
الدوري.
وقال المسؤول الكبير في الشرطة العراقية في
كركوك الذي طلب عدم كشف هويته: (بعد توفر معلومات جديدة عن وجود عزة
ابراهيم الدوري في المنطقة بدأت الليلة الماضية اوسع عملية تفتيش ودهم
تشهدها منطقة كركوك لاعتقاله مع عدد من انصار النظام السابق) وابرزهم
نجله البكر احمد.
وأوضح المسؤول في الشرطة العراقية في كركوك ان
(القوات الأمريكية تتوقع وجود احمد الابن البكر لعزة الدوري في المنطقة
نفسها).
وتابع ان (المعلومات المتوفرة تشير الى ان احمد
(نجل عزة ابراهيم) يقود سريتين (كل سرية بها 250 مقاتلاً) في المنطقة
الشمالىة من العراق وهو المسؤول عن التمويل ونقل التعليمات من والده
وتحديد الاهداف سواء كانت أمريكية او للمتعاونين مع الأمريكيين). وأشار
الى معلومات جديدة توفرت بعد اعتقال اللواء الركن ضياء الدوري قريب
عزة ابراهيم منذ ثلاثة أيام.
يذكر انه شغل الدوري مناصب عدة في النظام السابق
أهمها رئيساً للهيئة العليا للاصلاح الزراعي بعد تموز (يوليو) 1968،
كما أصبح عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث المنحل منذ شهر أيلول
(سبتمبر) من العام ذاته.
وأصبح الدوري وزيراً للداخلية ثم وزيراً للاصلاح
الزراعي كما عمل رئيساً لهيئة اعمار الشمال.
ولم يصدر الجيش الأمريكي تأكيدا بعد. لكن الجنود
الأمريكيين شنوا غارة واسعة النطاق في كركوك خلال الليل.
وأعلن الجيش الأمريكي الشهر الماضي ان ابراهيم
متورط بشكل مباشر في هجمات على القوات الأمريكية ورصد جائزة قيمتها
عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى اعتقاله أو قتله. وقالت
القوات الأمريكية انها احتجزت زوجة وابنة ابراهيم في بلدة سامراء.
ويعد ابراهيم أكثر المطلوبين أهمية في القاء
القبض عليهم بعد صدام ويحتل المرتبة السادسة في قائمة تضم 55 مسؤولاً
عراقياً فاراً مطلوب اعتقالهم أو قتلهم حيث قتل أو اعتقل الخمسة الذين
يسبقون ابراهيم في القائمة باستثناء الرئيس العراقي السابق. |