التقى مسؤولون في البنك الدولي 18 سيدة عراقية
بينهن عضوتان في مجلس الحكم لمناقشة دور المرأة في تنمية العراق
واعتماد خطوات عملية لتفعيل هذا الدور وتحسينه.
وطبقا للبيان الصحفي الذي نشره البنك الدولي فان
السيدات العراقيات قدمن خلال الاجتماع مساهمتهن في التقرير المشترك
للامم المتحدة والبنك الدولي عن احتياجات العراق.
وقال البيان ان الاجتماع اسس شبكة من النساء
العراقيات اللاتي سيقدمن مساهمتهن بشكل مستمر الى البنك حول الموضوعات
الخاصة بالمرأة وموضوعات تقنية اخرى.
وقالت نظيرة تشاملو كبيرة مستشاري قسم الشرق الاوسط
وشمال افريقيا بالبنك الدولي لشؤون المرأة (ان مشاركة النساء حتى الآن
مازالت هامشية في مشروعات اعادة الاعمار. ومن المهم ان تكون مشاركتهن
بدرجة اكبر ونحن نتقدم على طريق اعادة الاعمار).
وذكر البيان ان الاجتماع انتهى بالاعلان عن خطة عمل
للتدريب وتعزيز القدرات شاركت في وضعها السيدات العراقيات والعاملون في
البنك الدولي. وستكون قوانين العمل اول ما تشمله الخطة.
وحسبما قالت احدى المشاركات في الاجتماع (لقد
اطلعنا على افكار تتعلق بأهمية مشاركة المرأة بالنسبة للعراق،
والاستراتيجية التي يمكن اتباعها في مجالات متعددة مثل التعليم والصحة
وحتى الزراعة والكهرباء. والآن اصبحنا ندرك كيف يمكن ان نشرك المرأة في
عمليات اعادة اعمار العراق).
بينما قالت سيدة اخرى (ان ذلك كان له وقع جديد في
آذاننا. فنحن في الواقع لا نعرف لغة الديموقراطية. ولا نعرف كيف نضع
المشروعات، لكن ينبغي علينا ان نتعلم).
يذكر ان المرأة العراقية التي كانت تندرج في يوم من
الأيام بين المثقفين والحاصلين على مؤهلات عليا قد فقدت هذه المكانة
خلال 10 ـ 15 عاما الماضية.
واشارت نظيرة تشاملو كبيرة المستشارين لشؤون المرأة
في قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك الدولي الى (ان مساهمة
المرأة في عملية اعادة البناء تعتبر هامشية حتى الآن، وان المساواة بين
الجنسين تعد جزءا لا يتجزأ من الحكم العادل، وهو ما يعني احترام حقوق
واحتياجات الجميع واخذها في الاعتبار).
وقد تم اختيار السيدات اللاتي شاركن في الاجتماع من
بين المتفوقات في مجالات متعددة، واللاتي ينتمين الى مناطق وجماعات
عرقية متنوعة في العراق، كان بينهن طبيبة، واثنتان من اعضاء مجلس الحكم،
ووزير تعليم سابقة، واستاذة في الأدب، ومهندسة كيماوية، وعدة محاميات،
ومتخصصة في علوم الكمبيوتر، وغيرهن أخريات. وكلهن ناشطات في مجال حقوق
المرأة اما من خلال عملهن مع المنظمات غير الحكومية أو بطبيعة المناصب
التي يشغلنها.
وفي ختام الاجتماعات التي استمرت يومين وضعت
السيدات العراقيات وخبراء البنك الدولي خطة عمل من اجل تدريب وتعزيز
قدرات المرأة، ومن المقرر ان يقدم اليهن معهد البنك الدولي اول مكونات
هذا البرنامج وهو مشروع قوانين سوق العمل خلال الشهر المقبل.
بالمقابل أفاد مسؤول في المجلس الاعلي للثورة
الاسلامية في العراق امس الاربعاء انه تم اختيار طبيبة اسنان شيعية
لتحل محل العضو السابق في مجلس الحكم الانتقالي عقيلة الهاشمي التي
أغتيلت في ايلول (سبتمبر) في بغداد. وقال عادل عبد المهدي للصحافيين، (لقد
اختارت المجموعة الشيعية داخل المجلس سلمي الخفاجي من بين 13 مرشحة
للمنصب). وأضاف (سيتم الاعلان رسميا عن ذلك خلال الايام المقبلة).
ويذكر ان المحاصصة الطائفية تلقي رفضا شعبيا واسعا في العراق وكانت
احدي أسباب عزلة مجلس الحكم الانتقالي وتسببه في الأزمة السياسية التي
تعاني منها البلاد. ويفضل الوطنيون العراقيون اختيار حكومة تكنوقراط
علي أساس مهني ومعيار وطني بعيدا عن التقسيم الطائفي الذي يهدد بتمزيق
وحدة المجتمع.
ومن ناحية أخرى أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار
زيباري عن قرار اتخذه مجلس الحكم الانتقالي العراقي بتعيين السيدة راند
رحيم فرانكي كأول سفيرة للعراق في الولايات المتحدة الامريكية منذ
انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد غزو الكويت عام 1991.
وكان الانتقالي قد قبل اسناد هذا المنصب لفرانكي
بعد ان رفض ممثلو عدد من الاحزاب ترشيحها لعضوية مجلس الحكم مرتين
لرفضها المحاصصة الطائفية التي اختير اعضاء المجلس علي اساسها. وكانت
فرانكي ق استبعدت من عضوية لجنة المتابعة والتنسيق التي انبثقت عن
مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي عقد في كانون الاول (ديسمبر) 2002
بسبب تدخلات من بعض الجهات الدينية المتشددة. وفرانكي اول سفيرة للعراق
في واشنطن منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1991. وكان
آخر سفير للعراق لدي الولايات المتحدة الدكتور محمد المشاط الذي طلب
اللجوء السياسي في كندا احتجاجاً علي ممارسات النظام السابق وهو مقيم
حالياً في مدينة في فانكوفر الكندية. عملت فرانكي في العقد الماضي
كمديرة للمعهد العراقي في واشنطن. وهي ولدت لأبوين يتحدر احدهما من
اصول شيعية والثاني من أصول كردية، غير انها ترفض ان يجري الاختيار
لشغل الوظائف الرسمية علي اساس طائفي او عرقي. |