عندما عقد مؤتمر القاهرة للمستعمرات البريطانية
في فندق سمير أميس بتاريخ 13 / 3 / 1921 قدم السير برسي كوكس المندوب
السامي البريطاني أقتراحه بتكوين جيش صغير في العراق يحل محل القوات
البريطانية لقمع أي تحرك شعبي بدل الجيش البريطاني الذي كان يحتل هذه
البقعة الجغراقية وأيضاً للتخفيف من العبئ المالي الذي كان يرهق
الميزانية البريطانية ، ولاقَ أقتراح السيد كوكس بالترحيب بهذه الفكرة
وبدأ التحرك لجمع ضباط كانوا في إمرة الجيش العثماني وتولى وزارة
الدفاع جعفر العسكري إضافة للضابط السابق في الجيش العثماني نوري
السعيد ، وقد سمي هذا الجيش الصغير وقتها أفواج موسى الكاظم . وللقارئ
ان يرجع للمصادر للتأكد ومنها دراسات عراقية العدد ( 13 ) وكتاب الشيعة
والدولة القومية في العراق لـ ( حسن العلوي ) وكتاب دور الشيعة في بناء
الدولة العراقية الحديثة ( للنفيسي ) وهناك مصادر أخرى كثيرة يمكن
الرجوع إليها . إذن الجيش العراقي لم يتأسس بتاريخ 6 كانون الثاني 1921
وإنما في 13 / 3 / 1921 ، ولم يأسسه وطنيون عراقيون .
بدل أن يكون هذا الجيش الدرع الواقي للدولة
العراقية او الشعب العراقي بل قام بأرتكاب الجرائم بحق المواطنيين
العزل وأرتكب من الفضائع مالم يرتكبه جيش في العالم بحق شعبه ويمكن
الرجوع لتفاصيل أكثر للتأسيس وجرائم الجيش في مقالين سابقين على
الرابطين
http://nahrain.com/d/news/02/11/13/nhr1113o.html
http://nahrain.com/d/news/02/11/15/nhr1115f.html
وأن الجيش العراقي لم يكن دوره دفاعاً عن العراق
شعباً وأرضاً بل أوكلت اليه مهام أبادة وقمع تحركات شعبية مطلبية لا
تهدد الانظمة الحاكمة وقتها ، وتشتد خطورة الجيش عندما يصر قادته لتولي
الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية وهذا ما تم بالفعل حيث أن أكثر من
حكم العراق الحديث هم من قادة الجيش أبتداءاً من بكر صدقي الذي قاد
الانقلاب المشؤوم الاول وإنتهاءاً بمجيئ نظام البعث عن طريق الانقلابات
في الاعوام 1963 و 1968 ، حيث أن العراق أكثر البلدان التي عصفت بها
الانقلابات مما أدى الى عسكرة البلاد وسريان مفهوم ( نفذ ثم ناقش أو
ولا تناقش ) مما أربك المجتمع العراقي ولهذا فأن للمؤسسة العسكرية
الدور الاكبر في تردي الأوضاع في المجتمع حيث كانت تمارس السلطة
السياسية ولها القرار الاول وتاريخه أسود بأتكاب جرائم ضد الشعب بعيد
تأسيسه وأدخل الحروب العبثية حيث أن الجيش العراقي لم يخض أي حرب مقدسة
دفاعا عن الوطن العراق وأن آخر ما ختم به هذا الجيش سلسلة جرائمه دوره
في قمع إنتفاضة شعبان / آذار المجيدة ( المباركة ) العام 1991 وبعدها
قام بتدنيسه أراضي كردستان المحررة صيف العام 1996 بتعاونه مع جماعة
البارزاني . خلاصة القول لم يكن هذا الجيش سوى أداة قمع لم يتذكر
العراقيون منه سوى الويلات والقتل والارهاب الذي مورس ضده فلماذا
يتسابق البعض بالثناء عليه . . . والســـــــــــــلام.
samawa70@hotmail.com |