|
|
الإنترنتيون قادمون؟ أم
وصلوا؟ |
الباحث السوري
: هشام محمد الحرك |
من المهم أن يستعد كل في مجاله، "فالانترنتيون
قادمون"، وهم من كل حدب يظهرون، ويضعون- بكل أسى- الشروط ، وأصول اللعب،
فهم من يحددون قواعد التعاقد، وهاهي بصماتهم بدأت تظهر على صناعة النشر،
وأصول التجارة وغيرها. فمنذ أن ظهرت الانترنت وسيلة إعلاميّة تنافس
وبقوة غيرها من وسائل الاتصال الجماهيري التقليدية، بات في حكم المؤكد
أن موضوع نشر المعلومة، والخبر، والتقرير وبالتالي تشكيل ملامح الرأي
العام، مسالة مباحة لمن ملك أبسط الأدوات الفنيّة، وعرف سر المعادلة
الاتصالية، وكأن لم يعد للسلطة الرابعة أية سلطة، إلا إذا قبلت بهذا
القادم الجديد ليضفي عليها حيويته. فمن الناحية الفنيّة التقنيّة، منحت
ثورة البرمجيات (كل) مستخدمي شبكة الانترنت (الصغار)، ومزودي الأخبار (الكبار)-
سواء بسواء - ذات الفرصة للنشر والمنافسة بشكل متساو، وبات من الممكن (لأي
كان) باستخدام برامج رخيصة الثمن، غير معقدة الاستخدام، بث المحتوى
المعلوماتي، والإخباري عبر بيئة إلكترونية شاملة لتصل إلى الجمهور
المستهدف دون "رقيب"، أو "حسيب". و من هنا بدأت بيوتات النشر العالمية
في تكثيف حضورها على أمواج الشبكة للتواجد، والمنافسة، بعد أن يئست في
حث السلطات على استصدار المزيد من قوانين النشر، وحقوق الملكية لكبح
جماح فرص النشر الالكتروني المتاحة للجميع.وفي مجال التجارة
الالكترونية - عبر الشبكة العالمية- لم يعد مهمّا أن ينتمي الموقع
الالكتروني الذي يبيع سلعا، أو خدمات لبيت تجاري عريق فالانترنتيون
التجار قادمون من كل فرصة ذكية، والمستهلكون جاهزون للدفع لمن يقدم لهم
ما يريدون. وهذا بالضبط ما فعلته مكتبة الأمازون Amazon.Com الانترنتية،
وشعارها الشهير "أكبر مكتبة على وجه الأرض". فقد اقتنصت فكرة مكتبة
الأمازون الذكية الجديدة هذه ، فرصة الخطوات المترددة لناشرين كبار لم
يدركوا سر اللعبة، وأنشأت واحدة من أكبر قصص النجاح على شبكة الانترنت.
وبدلا من الاقتحام، والمنافسة، بدأ الناشرون المتضررون من هيمنة مكتبة
الأمازون حربا غير عادلة فأنشأ قسم منهم موقعا يائسا بائسا باسم (noamazon.com)
"لا لمكتبة الأمازون"، وعلى صدر الموقع كُتبت عبارة تلخص معاناة هؤلاء
من نجاح مكتبة الأمازون تقول العبارة" Stop typing amazon.com. Start
typing noamazon.com.. " ومعناها ولهجتها الآمرة واضحة: "لا تطبع مكتبة
الأمازون، وابدأ بطباعة لا للأمازون". وحاول هؤلاء الغيرى أن يتسلحوا
ببعض القوانين المتهافتة متهمين المكتبة باحتكار سوق بيع الكتب،
والاسطوانات وغيرها عبر الانترنت، ولأن هذه دعوى دافعها "الحسد"،
والغيرة لا أكثر، ولا أقل ، فقد واصلت الأمازون نجاحها، وتابع هؤلاء -
بيأس واضح- بث الإشاعات، والمزاعم عن ممارسات غير قانونية تتبعها هذه
المكتبة العالمية التي لم تزدها هذه الضربات إلا قوة، وصمودا.وقريب من
هذا قصة موقع (lastmiute.com) الذي أنشأته فتاة، و فتى بريطاني عام
1998بفكرة بسيطة تتلخّص في مساعدة من لديه تذاكر في شركات الطيران، أو
القطارات، أو حتى تذاكر مسرح في بيعها عبر الانترنت. وازدهر الموقع
وبعد أقل من ثلاث سنوات تقريبا دخل بورصة لندن، ونيويورك بفروع ونشاطات
منتشرة في حوالي 12دولة عبر العالم لتقديم خدمات حجوزات الفنادق،
والعطلات المخفضة، وبيع تذاكر الطيران، والهدايا متغلبا بذلك على
كبريات شركات السياحة، والسفر التي تعمل في هذا الميدان منذ عقود طويلة.
وهكذا ظهر الانترنتيون الناجحون في مجال الانترنت، وصناعتها بمشاريع
تقدر ببلايين الدولارات على راس قائمتها محرك البحث (google.com) ،
وموقع بوابة ياهو، والبريد المجاني لهوت ميل hotmail.com، وموقع
المزادات الأشهر (ebay.com) . هذه المقاربة للواقع التقني للانترنت،
والفرص التجارية الكامنة فيها، تقدم لنا باختصار بطاقة دعوة مفتوحة
للمنافسة والمشاركة مع شعوب الأرض، وقد تراءت هذه الخواطر في مخيلتي،
وأنا أجيب على أسئلة وردتني من مجلة "رجال الأعمال" (rejalalamal.com)
حيث لم تسعفني معلوماتي بقصص نجاح عربية راسخة القدم في هذا العالم
الجديد الذي يهب الفرص ، لمن يتقدم ، ووجدتني أقول لبني قومي: يأيها
الناشرون، ويا معشر رجال الأعمال، ويا مخططي التربية، والتعليم ...
استعدوا فالانترنتيون قادمون!
WWW.SRMDNET2.JEERAN.COM
FDHISHAM@SCS-NET.ORG |
شبكة النبأ المعلوماتية -
الأحد 16/11/2003
- 21/
رمضان/1424 |
|