أشار تقرير يوضح المفهوم الخاطئ لدى العديد من
الدول النامية بأن ترخيص منتج أو طريقة إنتاج عالية التقنية والتعلم
على استخدامه هو بحد ذاته نقل للتقنية. واعتبر التقرير أن ذلك النقل
المبني على الترخيص والاستعمال فقط هو أقل مستوى بل هو مجرد تبادل
تجاري حيث يتم تبادل المنتج أو عملية التصنيع للمنتج مقابل مبلغ مالي،
وفي أغلب الأحيان لا يحتوي النقل على أي معرفة باطنة أدت إلى تطوير هذه
التقنية، وعادة ما تنقل التقنية من شركات عالمية يهمها الربح وليس من
صالحها نقل المعرفة الباطنة إلى المنشأة المستقبلة للتقنية مشيراً إلى
أن الجديد في نقل التقنية يتحدد فيه مستوى نقل التقنية بكمية المعرفة
الباطنة المنقولة، ومن هذا المنطلق كما زادت كمية نقل المعرفة الباطنة
زاد مستوى نقل التقنية إلى الأعلى – وأكد التقرير أن عملية نقل المعرفة
الباطنة تتطلب أن يكون المستقبل للتقنية متمكن من المعرفة العلمية
والهندسية لهذه التقنية، لا يكفي أن يكون أجدادنا قد برعوا في اكتشافها.
وذلك يستطيع فك رموزها وتطويعها وتطويرها
وابتكار الجديد فيها. ليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون هناك بيئة محفزة
لهذه العملية.
وعن دور الجامعة وأهميتها في نقل المعرفة
العلمية ونقل التقنية أوضح التقرير أن للجامعة دوراً مهماً جداً في
عملية التوطين والتطوير والابتكار التقني عن طريق البحث، تعددت تعريف
التقنية في أدبيات إدارة التقنية؟ تارة يشير إلى الجزء المادي أو
الخدمات وتارة إلى الأسلوب المستعمل في الإنتاج.
فمفهوم التقنية: هي المعرفة العلمية التي تتجسد
أو تطبق على شكل منتجات أو خدمات أو عمليات إنتاج لها قيمة تجارية،
وبهذا يمكن تحديد التعريف بأنه نقل المعرفة العلمية من شخص إلى أخر أو
من منظومة إلى أخرى بغرض استخدامها وتتكون المعرفة العلمية من جزأين:
1- جزء ظاهر بالإمكان التعبير عنه وتدوينه على
ورق أو تجسيده في منتجات ورسوم – جزء باطن لا يمكن رؤيته والتعبير عنه
وتدوينه أو تجسيده، وعادة ما تكون إما كامنة في أشخاص (مثل الخبرة
والمعرفة) أو كامنة في منتجات وعمليات الإنتاج، يستخدم البعض أسلوب
الهندسة العكسية، حيث يتم تحليل أو تفكيك المنتج أو عملية التصنيع إلى
أصغر أجزائها بطريقة ما وإعادة تجميعها بطرق مختلفة ليتمكن العالم أو
المهندس من فك هذه التقنية واحتوائها أما بالنسبة إلى نقل المعرفة
الباطنة في الأشخاص فتعتبر من أصعب حالات نقل التقنية ويمارس بنجاح في
الكثير من الشركات العالمية المتقدمة هو إغراء العلماء والمهندسين
والفنيين الذين لديهم المعرفة الكامنة للانتقال إلى المنشأة – يذكر أن
منظمة (اليونيدو) قد وضعت هيكلاً مبدئياً لنقل التقنية للدول النامية
يشير إلى الفرق في عملية نقل التقنية بين الدول المتقدمة والدول
النامية وتؤكد المنظمة على أهمية بناء المقدرة التقنية عن طريق البحث
العلمي في مجال التقنية المنقولة لكي تتمكن المنشأة المستقبلة للتقنية
من نقل المعرفة الباطنة العلمي والتقني، فمن خلال الجامعة يستطيع
القطاع الصناعي المحلي من بناء مقدرة وخبرة في البحث والتطوير العلمي
مجال التقنية المنقولة.
فالجامعات العلمية لديها مخزون كبير من العلماء
والمهندسين والفنيين الذين يقومون بأداء البحوث التطبيقية التي تركز
على المحاكات والتجارب المعملية وبإمكانهم مع مرور الزمن فك رموز
التقنية بطريقة سريعة وعلمية تفوق المقدرة الذاتية لأي شركة وهذا ما
قامت به شركات وجامعات لدول حديثة مثل كوريا الجنوبية وماليزيا، وهنا
يجب أن يتركز دور الدولة في دعم الأبحاث العلمية المشتركة بين الجامعات
والقطاع الصناعي في مجالات علمية محددة واستراتيجية حيث أنه ليس في
الإمكان التفوق العلمي والتقني في كل المجالات واعتبر التقرير أن نقل
منتجات التقنية يعتبر المرحلة الأولى في مسار عالم التقنية، أما
المراحل الأخرى فلا بد أن يصحبها دعم وتشجيع للبحث العلمي والتقني
الوطني بنجاح مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا وشدد
التقرير على أهمية نقل المعرفة والبحث والتطوير وبناء المقدرة العلمية
والتقنية في التطوير التقني. |