بدأت عملاقة البرمجة الاميركية مايكروسوفت جولة
مجابهة مع المفوضية الاوروبية في بروكسل، مدافعة عن نفسها ازاء
الاتهامات الاوروبية باستغلال سوق الكومبيوتر والاخلال بقواعد السوق.
وتحاول مايكروسوفت، التي نجحت في الافلات من
اتهامات بالاخلال بالثقة في الولايات المتحدة العام الماضي بعد ان سوت
الخلاف مع ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، درء اتهامات اوروبية مماثلة
بدأت منذ خمس سنوات وتذهب الى ابعد مما واجهته الشركة في السوق
الاميركي، وتواجه عملاقة البرمجة الاميركية عقوبات مالية ضخمة في حال
فشلت في اقناع المسؤولين الاوروبيين في وقف الملاحقة القانونية،
بالاضافة الى اجبارها على تغيير طريقتها في ادارة اعمالها عالمياً.
ويدعي المسؤولون الاوروبيون ان مايكروسوفت تستغل هيمنتها في سوق نظم
تشغيل الكومبيوتر، التهمة التي تحاول الشركة الاميركية دفعها خلال
جلسات الاستماع التي بدأت امس وتنتهي غدا في مقر المفوضية الاوروبية في
بروكسل. وترأس جلسة الاستماع المغلقة المسؤولة في المفوضية الاوروبية
كارين ويليامز التي ستقدم توصياتها في مذكرة سرية الى رئيس دائرة
المنافسة في الاتحاد الاوروبي ماريو مونتي.
وتقول المفوضية الاوروبية في تفاصيل اتهامها ان
مايكروسوفت تستغل هيمنتها من خلال نظام «ويندوز» في قطاع الكومبيوتر
لحرمان شركات البرمجة الاخرى من المنافسة في سوق تنزيل ملفات الموسيقى
والافلام وفي مجال تشغيل شبكات الكومبيوتر الاساسية. وتدرس المفوضية،
حسبما ذكرت وكالة رويترز، اجبار مايكروسوفت على سحب برنامج «ملتي ميديا»
من نظام «ويندوز» والشرح للشركات المنافسة عن كيفية تشغيل «ويندوز»
بطريقة اكثر فاعلية مع برامج الخادمات (سيرفر سوفت وير).
وذكر المحامي مايكل هوسفيلد، الذي قاد قضايا ملاحقة
لشركة البرمجة ممثلا المستهلكين في الولايات المتحدة، انه سيعرض في
جلسة الاستماع شريط فيديو يظهر الرئيس التنفيذي ستيف بالمر يقول في رده
عن سؤال الصحافيين اذا كان يفهم تعبير «مونوبولي» (احتكار) «نعم، انها
لعبة امارسها مع اولادي»، في اشارة الى اللعبة الشهيرة. ولفت هوسفيلد
الى ان هذا الرد التهكمي «جاء بعد خضوع مايكروسوفت لأربعة تحقيقات
ومحاكمة واحدة في قارتين». وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية ان
جلسة الاستماع المغلقة ستشهد حضور شركات مثل «صن مايكروسيستيمز»، «نوفيل»
و«ريل نتويركس» لدعم اتهامات المفوضية الاوروبية للشركة الاميركية.
وقالت الصحيفة ان مايكروسوفت ستحاول الاظهار ان امكانية التشغيل
المشترك بين الكومبيوترات الشخصية وبرامج الخادمات المنتجة من قبل
شركات اخرى موجودة بالفعل، وان توفير معلومات اخرى للشركات المنافسة،
حسبما تطلب المفوضية، سيسمح لها بنسخ منتجات مايكروسوفت. لكن منافسي
مايكروسوفت يردون على ادعاء مايكروسوفت بالتأكيد على انهم محرومون من
المنافسة العادلة. وقال ايد بلاك، رئيس جمعية صناعة الكومبيوتر
والاتصالات «نحن نتحدث عن نظام يستخدم في قطاع الاعمال، في الادارة،
ومن قبل المنظمات غير الحكومية.. نتكلم عن منظمات في مجتمع متطور»،
مضيفاً ان «مشاكل التشغيل المشترك في المؤسسات هي نتيجة لتصميم برامج
مايكروسوفت التي لا تسمح بالمنافسة». لكن مايكروسوفت تعتبر ان توحيد
برنامج «ميديا بلاير» مع نظام «ويندوز» لم يكن الا ايفاء لطلب
المستهلكين لمنتجات توفر مزايا اكبر، بالاضافة الى انها تخفض الكلفة. |