قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم الثقلين ما أن
تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض)
عزا سماحة الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس
سره) سبب التأخر وسنشهد في المستقبل المزيد من التدهور في جميع
المجالات، إلى إهمال الشرائع السماوية وترك التمسك بمنهج الثقلين،
مذكراً المسلمين بقوله أن أفضل الأعمال أحمزها) إشارة إلى طريق المجد
والأهداف السامية لا ينال إلا بتخطي المصاعب، ويكون الأجر عندها على
قدر المشقة مثل طالب العلم الذي لا بد له من دراسة العلوم الصعبة حتى
يتم له الحصول على المرتبة العلمية المنشودة، فالذهاب لأداء فريضة الحج
مشياً على الأقدام يوجب تهذيب النفس وكبح جماحها وإن جاز الركوب، وكذلك
الصيام، تلك العبادة التي تذكرنا بجوع وعطش يوم القيامة وحرمان الفقراء
مستشهداً بقوله عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال أن رسول الله (ص)
خطبنا ذات يوم فقال (أيها الناس أنه قد اقبل إليكم شهر الله بالبركة
والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام –
إلى أن قال – واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا
على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلو أرحامكم
وأحفظو ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم) إضافة إلى الحكمة
الكبرى المتمثلة بقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم (لعلكم تتقون) ومن
هذا القبيل قول عليه السلام لفاطمة عليها السلام (يا فاطمة تجرعي مرارة
الدنيا لحلاوة الآخرة) فإن الحلاوة المستقبلية سواء كانت للدنيا أم
للآخرة لا تحصل إلا بالمرارة العاجلة ولذا قال رسول المصطفى عليه
السلام للحسين عليه السلام أن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا
بالشهادة).
وفي مبحث سماحته في قضية الفقر والحرمان أكد
سماحته على كل الشرفاء والعقلاء في العالم أن يفكروا في قضية إسعاف
ونجدة الفقراء، وما أكثرهم اليوم في العالم، أن الثروات الهائلة مكدسة
في جانب من العالم والفقر ضارب بأطنابه في جانب آخر منه مع أن العقل
والعقلاء لا يرون للفقر وجهاً والأرض مليئة بالموارد والثروات مستشهداً
بما كشفته مؤسسة الدفاع عن الأطفال الأمريكية أن عشرين في المائة (14.5
مليون) من أطفال الولايات المتحدة – الدولة الأغنى والأقوى في العالم
اليوم – يعيشون في فقر مدقع، مع أن الاقتصاد الأمريكي يشهد حالة ازدهار
لم يسبق له مثيل منذ أكثر من عشرين عاماً وإن 2.8 مليون إنسان في
ألمانيا عام 1995م يعيشون في حالة فقر (خفي) ولا يحصلون لأسباب مختلفة
– على المساعدات الاجتماعية وينحدرون أكثر فأكثر نحو حالة الفقر المدقع.
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال رسول الله
(ص) (ما آمن بي من أمسى شبعاناً وأمسى جاره جائعاً وعن أبي جعفر عن
آبائه عليهم السلام عن النبي (ص)، قال: (من أفضل الأعمال عند الله
إبراد الكباد الحارة وإشباع الكباد الجائعة والذي نفس محمد بيده لا
يؤمن بي عبد يبيت شبعاناً وأخوه أو جاره المسلم جائع، وعن أبي عبد الله
الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله (ص) (من واسى الفقير من ماله
وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقاً). |