أنشـــر بمقدمك المنيــــــر ســرورا
وانثر على سحـــرالـــدجى إشراقـة
فلقـــــد نمت بالنور أجنحة الهنــــــا
وتراقصــت حور الجنان بشوقهــــا
ومشت تهني الفرقديـــــــن كأنهــــا
طفقت تصعد في الفضـــا ألحانهــــا
فتهللت للبشـــــر أنجم سعـــــدهــــا
وتموجت فالنـــــــور منهــــا ساطع
ألق يشع إلى النفــــــــوس ضيـاءه
سجدت لمقدمه العوالـــــــم كلهـــــا
جــــــاءت تذيع إلى النبي هنائهـــــا
وُتبـــــارك الكرارَ فرحـــــــة سيــــد
متقسمُ النـــــــورين نــــور محمــــد
كحلت به عين النبوة والهــــــــــدى
ليشرف العهدين عهــــــــد رسالــة
فأريكة الوحي التي هي مهــــــــــده
شمـــــلته ألطاف العنـــاية عينهــــا
وافته يــــــرتاد المكــــــــــارم واثقا
لتسجل الأحـــــــداث منه مواقفــــــا
فسَل ِالحــــــــوادث أي سيفٍ صارم
إن جلجلت للحـــــرب قادة حقدهــــا
ذي النهروان وقبلهــــا أمـم بغــــت
قد كان فارس جَمْحِهــــا بعـلائــــــم
هذا هو الحسن الزكي ومجـــــــــده
فقيــــــامه عنــــــــــد القيام ميمــــم
فقعوده في الخاذليــــــن كرامـــــــة
جُلَّ ابن طه عن هواه وطرفــــــــــه
وســرى الغديــــــر بكفه متوحـــــداً
ولآيـــة التطهيــــــر قلب دافــــــــق
ما أروع الصـــور التي تطفو بهــــا
كشفت مجاهيلَ النفــــاق وجَهْجَهَتْ
سلختْ عن اللّبِ القشـــور وركّزَت
وتألقت تبني الرُؤا إشراقــــــــــــــة
كم صرخة لك في المـدى صعّدتهــا
لتساجلَ الجيليـــــن في همساتهــــا
ولطـــــــــــالما نبهت جيــــــلا راقدا
أيهــــاً أمــــــام المبصرين فإن بيـــ
وقفت بموقفك العظيم وأدركــــــــت
فغدوا كســرب الله في مستبصــــــر
فتدافعوا فوق العقـــــــول وأوجزوا
ليسطروا التاريخ أي مـــــــــــلاحم
حــــــــتى إذا أدت رســــالتهــــا نما
نطحوا بصحوتهــا الوجود فأشرقت
ومعاهد للعلم شـــــــــع شعاعهــــا
فتوقدت والحق يــــــرســم افقهــــا
بسمت بمطلعك فكنت لهــــا فمـــــا
لتظل من بعد الحدوث مقاصـــــــداً
هذا هو غرس الرسالــة يانـــــــع
فإذا الزكـــــــــــي المجتبى أدواره
فعليه ألف تحية مـــــن حمــدهــــا |
|
فلقد تجلى لك الشعــاع سفيـــــرا
تظفي السناء وتمنح التحريـــــرا
شفقا يعانق ثغرهــــا التبشيـــــرا
غنجا تزف الى الهدى التكبيـــــرا
اتخذت بآفاق السما الطابـــــــورا
وتثيــــــر نحو الراقصات عبيـــرا
فكأنهــــا صارت تشع بـــــــــدورا
وسنا الزكي يفتت الــــــــــديجورا
كالشمس تلقى أصيلهــــا تقديـــرا
شكـــــراً لربٍ قد حباه طهــــــورا
ولفاطم الطهْر العفاف حبـــــــورا
برٍّ يفيض على الأنام النـــــــــورا
وعليُّه ُ وافى به التصـــــويــــــرا
ليشد بالمجد الطريف عبــــــــورا
وإمامة تتــــــقدم الجمهـــــــــورا
خلقته محمود الصفات بصيــــــرا
كي ما يقيم إلى النبوغ جســــورا
وكفى سمواً أن يكون جديــــــــرا
أضحت لملاك العقول ضميـــــــرا
قد كان في جنب الهدى موتــــورا
وثب الجهــــاد بعزمه مـــــــأمورا
حتى ركبن مع الضـــلال بعيــــــرا
كالشهب ترمي مدى الظلام قصورا
فوق الحوادث قد سما دستـــــورا
ولأن بقى صـــــار به مأثــــــــورا
وبصائـــــــر تستوجب التذكيــــــرا
قـــد أبصرت نارَ الهداية ُطــــــورا
نصُ الإمــامة أوضحَ التفسيـــــرا
خُصّتْ ِلأهـــلِ ولاءهـــا تقريــــــرا
فوق الأثيـــر وأروع التصويــــــرا
للــــــدين منبعَ حكمه المغمـــــورا
فوق المــداركِ للمــداركِ نـــــــورا
للواثبين ليمتطــــوهــــا عبـــــــورا
أضحى يسيل لهـــا الشعور شعورا
خطباً يــــرن بهــــا الصدى مبهورا
كـــــــان الطريق أمامه محـــــذورا
ن صــــــوامت الآلام منك جـــذورا
معناك إذ كنــــت لهــــا التفكيــــــرا
ُيــــــروُوا الفداء ويلثمــــوه نحورا
للحق في نصر الهــدى التغييــــــرا
باتت تخلد بالكفـــــــــــاح صقــــورا
صف يــــــراود عزمه التحريــــــرا
تبني مرافدها القلـــــــــوب حضورا
مــدت لحبل الطــــــاهرين جســورا
عدلا يقــــــــــاوم نهجه التكفيــــــرا
في مبسم الـــدهر الجديد نضيــــــرا
للــواثقين يعــــــــاودوك مصيــــــرا
إذ ْ لــمْ يكن جذرُ الــخلــافة نـــــورا
حفظت لـميزان الــهدى الــــدستورا
صلــوا علــيــــــه وآلــه تعطيــــــرا |