يعمل العلماء الاستراليون والاميركيون في مشروع
مشترك لتطوير كومبيوتر يتولى ترجمة نشاط الخلايا العصبية الى فن.
واعتبر ستيف بوتر من المعهد التقني في ولاية جورجيا الاميركية نجاح
التجارب على خلايا الفئران العصبية بمثابة خطوة جديدة على طريق الانظمة
البيولوجية الالكترونية.
ويعد الاكتشاف الجديد بجعل الاذرع الروبوتية قادرة
على الرسم من خلال قراءة الكومبيوتر لحوافز النيورونات (الخلايا
العصبية) وتحويلها كايعازات الى الذراع عبر الانترنت. وقد تبدو هذه
الرسومات في البداية «تجريدية» وبسيطة كخطوط الاطفال الصغار على الورق،
لكنها تعد بتقدم كبير. وقد تم استعراض تفاصيل المشروع وشرح جوانبه في
معرض «آرتبوتس» في نيويورك أخيرا. وقال الباحثون والاميركيون
والاستراليون ان المشروع عبارة عن مزيج من الانظمة البيولوجية
والالكترونية ويجمع بين «الخلايا الخارجية المفكرة» والاذرع الروبوتية
العالية التقنية.
ويطلق على المشروع اسم Multi Electrod Array Art (MEART)
وهو عبارة عن مشروع مشترك بين معهد التقنية في ولاية جورجيا ومجموعة من
علماء في جامعة بيرث الاسترالية. ونجح البروفيسور ستيف بوتر من معهد
جورجيا بتطوير طريقة لدمج نظام عمل الخلايا العصبية بالآلة بواسطة 60
قطبا. ويضمن النظام تبادل المعلومات بشكل متصل بين الخلايا والكومبيوتر.
وعلى هذا الاساس تتمكن الخلايا العصبية المستمدة من
الفئران في الولايات المتحدة من تحريك الذراع الروبوتية من خلال
الكومبيوتر الذي يترجم فعالية النيورونات، وذلك في استراليا على بعد
آلاف الكيلومترات، وتم تزويد الذراع بثلاثة اقلام مختلفة الالوان يمكن
الرسم بها على ارضية بيضاء.
ويجري تحديد اللون ومكان الرسم بواسطة الذراع من
خلال الخلايا العصبية. ويتولى الكومبيوتر قبل ذلك ترجمة فاعلية الحوافز
العصبية الصادرة عن الخلايا الى اوامر محددة. ويجري نقل المعلومات
المذكورة عبر الانترنت، وبالتالي تحريك الذراع في اية بقعة من العالم.
وطبيعي فإنه يجري عبر الاقطاب تحفيز الخلايا
العصبية كي ترسل ايعازاتها الى الذراع. ويمكن كمثل ان يكون الحافز هو
صور زوار معرض فني الا ان قدرة الذراع لا تتجاوز الرسم بـ 64 نقطة من
الكثافة بالوان متدرجة من الرمادي.
ويزداد الحافز قوة وتتعدد الوانه كلما كان لون
الحافز اغمق. ولا يستهدف العلماء هنا السير خطوة أخرى على طريق المزج
بين الانظمة البيولوجية والالكترونية فحسب، بل يريدون ايضا كشف سر تعلم
الرسم والحساسية للالوان.
وسبق لعلماء بيرث بقيادة الباحث غاي بين ـ آري ان
قدموا عام 2001 نظام Fish & Chips الذي يعتبر اول نظام بيولوجي حيوي ـ
الكتروني من نوعه في العالم. ونجح العلماء آنذاك باستخدام خلايا السمك
العصبية للرسم وتسجيل الموسيقى على رقائق من السيليكون. ويعتبر المشروع
الجديد مع علماء جورجيا محاولة لانتاج انظمة فنية «نصف حية» له آفاق في
العلم والتقدم الطبي.
وقال ستيف بوتر من معهد التقنية في جورجيا ان الهدف
الرئيسي ليس ابتكار طريقة للرسم والكتابة بواسطة الخلايا العصبية،
وانما توظيف «الانظمة نصف الحيوانية ـ نصف الكترونية» في الطب مستقبلا.
هذا يعني امكانية استبدال الذراع بعجلة لتحريكها عن بعد أو بآلة أخرى
يجري زرعها داخل جسم الانسان والسيطرة عليها من الخارج وعن بعد آلاف
الكيلومترات.
وقال بوتر ان الوقت ما يزال مبكرا لاجراء التجارب
على خلايا عصبية بشرية. الا انه يعتقد بأن طريقة العمل لن تختلف وان
كانت، لربما، ستتمتع بدقة أكبر. |