يتقاسمك الفقراء والمؤمنين
ومحبي الحرية والعدل في العالم
شهيد الموقف والكلمة
الشهيد حسن الشيرازي
ولد الشهيد السيد حسن الشيرازي عام 1334 هـ
بالنجف الأشرف من عائلة أصيلة وعريقة ومعروفة بالعلم والتقوى والجهاد.
جده الأكبر المرحوم محمد حسن الشيرازي المعروف بالمجدد الشيرازي وقد
تسلم بعد وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري (قدس سره) زعامة العالم الشيعي
وقاد النهضة الشعبية الكبرى المعروفة (بثورة التبغ) كان السيد الشهيد
نموذجاً الأخلاق الإسلامية، متواضعاً، عذب المنطق، حسن الأخلاق، رصين
الشخصية ذو وقار وهيبة، رسم الشهيد الجليل ومن خلال استلهام من القرآن
الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام طريق الخلاص للشعوب الإسلامية
وهذا ما سبب مشكلة حقيقياً للطغاة والمستبدين كان ينادي بإقامة الحكم
الإسلامي والقوانين الدينية، ويؤكد على ضرورة إقامة الشعائر الحسينية
بمختلف صورها باعتبارها وقوداً معنوياً لمواجهة الأعداء، وعلى أتباع
الفقراء والمراجع دائماً باعتبارهم قادة الأمة الإسلامية بعد غيبة
الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
واجه الشهيد نظام نوري السعيد وشاه إيران عبر
مقالاته المؤثرة ونشاطه في نشر الوعي في المجتمع وفي زمن عبد الكريم
قاسم قام بتشكيل شباب (الشباب الحسيني) وقام بنشر الوعي على بطلان
الأفكار الشيوعية، وفي زمن عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف طالب مع
مجموعة من العلماء للضغط عليهما مطالبين بإلغاء القوانين غير الإسلامية
وإجراء جميع قوانين القرآن في البلاد وعندما لم ير التجاوب أخذ على
عاتقه فضح سياستهم.
اعتقل في أوائل ربيع الأول عام 1389هـ وزج به في
سجن (قصر النهاية) ومارسوا معه أبشع أنواع التعذيب، وبعد أن أطلق سراحه
من السجن بتدخل العديد من الدول، بسبب وضعه الصحي، فسافر إلى لبنان،
وأتخذ مقراً له عام 1970م أسس الكثير من المؤسسات التربوية والثقافية
والدينية والاجتماعية في كل من العراق وسوريا ولبنان وأوربا وأستراليا
وكثير من بلدان أفريقيا. كما دافع عن قضايا لبنان وخاصة الجنوب في
المحافل الدولية أسس عام 1973م أول حوزة علمية في سورية وتبناها بكل ما
يملك ولازال هذه الحوزة تستقطب الدارسين وتخرج العلماء والموجهين وهي
من أبرز المعالم الحضارية والفكرية.
أسس جماعة العلماء عام 1977م في لبنان حيث قامت
بنشاطات سياسية واجتماعية كان لها الدور الفاعل والمؤثر في الساحة
اللبنانية كما ساهم الشهيد السيد حسن الشيرازي بحجم كبير في إنجاح
الثورة الإسلامية في إيران على الصعيدين السياسي والإعلامي، دافع بحماس
عن كافة حركات التحرر العالمية، وخاصة حركات التحرر الإسلامية وقف
بثبات ضد الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية كما عقد صلات عمل
وتعاون مع كثير من العلماء والمصلحين في كل أنحاء العالم كما كان يمد
الكثير منهم بكل مستلزمات العمل. دعا الشهيد إلى تطهير القدس الشريف من
الطغاة.
ألف الكثير من الكتب الفكرية والإسلامية أبرزها
تفسير خواطري عن القرآن وموسوعة الكلمة إضافة إلى مجامع كثيرة من
الدراسات في مختلف الحقول، وضع أول لبنة فيما يتعلق بالعلاقات مع
العلويين في سوريا ولبنان وأستطاع أن يزيل الأوهام التي تتعلق بمخيلات
بعض الناس عن هذه الفئة من المسلمين.
وفي يوم أربعينية المرجع الديني الشهيد آية الله
العظمى السيد محمد باقر الصدر وبينما كان مستعداً لذهاب إلى مجلس
الفاتحة أقامها في حوزة الإمام المهدي في بيروت أي في يوم 2/ 5/ 1980
المصادف السادس عشر من صبيحة الجمعة قطعت إذاعات العالم برامجها
العادية وأعلنت خبر اغتيال النور والموهب النادرة والعلم الفوار،
والفكر الأصيل والأدب المبدع، والأخلاق النبوية والمشاعر الإنسانية وما
قاله سماحة الإمام السيد جعفر الشيرازي عن فكر وحياة الشهيد وقد أكد
على دور الشهيد في تحديد قواعد إدارة الصراع السياسي في العالم الحديث.
ومن صفات ومناقب الشهيد مقدرته في الإقناع يذكر
أن الشهيد زار الأزهر وتناقش مع محمود شلتوت في قضية الشيعة وهناك بذر
بذرة الاعتراف بالفقه الشيعي الجعفري.
كان الشهيد السيد حسن الشيرازي (رحمه الله)
زاهداً لا يملك من حطام الدنيا شيئاً، لا دار ولا سيارة، استشهد وهو في
سيارة أجرة رحماك الله، ورحم الله أخاك المجدد الثاني المرجع الديني
السيد محمد الشيرازي (قدس سره) ونفعنا بعلوم الإمام المحقق وآية الله
العظمى والمرجع الديني من السلالة الطاهرة السيد صادق الشيرازي.
aboalibassam@gawab.com |