ظهر نشاط هذه الحركات المتطرفة التي تعتمد على
العنف في الدرجة الأساس ونقصد العنف هنا ليس فقط ما تقوم به من عمليات
إرهابية ضد الأبرياء من المسلمين وغيرهم بل حتى في الاسلوب المنهجي في
التعاطي مع القضايا الأخرى كالتزمت بالرأي والتشبث به خاطئاً كان أم
صائباً في الحوار مع الآخر الذي يختلف معهم في الرأي ، وفي منتدياتهم
وندواتهم والمناظرات التي يعقدوها في بلدانهم او البلدان التي يعيشون
فيها ، يلاحظ الخشونة والتعنت والغلظة التي يعتمدونها لإسكات مناظريهم
وهذا الأسلوب يرفضه القرآن الكريم في مخاطبته للنبي الكريم حين يخاطبه
بأن يتبع مع الناس الحسنى في تعامله معهم يقول ( ولو كنت فظاً غليظ
القلب لأنفضوا من حولك ) وهذا دليل على ان يكون الحوار ليّناً متسامحاً
مرناً في الطرح .ـ
المهم أن نشاط هذه الحركات بدأ في المنطقة
العربية في الخصوص وسرعان ما إنتشر ليشمل دول إسلامية إخرى في آسيا ،
فأبرز وأخطر تيار هو التيار السلفي ( الوهابي ) ويأتي من بعده تيار
الهجرة والتكفير وتيارات أخرى مثل حزب التحرير الذي ينادي بعودة
الخلافة !!؟
التيار الوهابي دُعم ونشأ برعاية الدولة
السعودية وبعض دول الخليج الذين وفروا له الدعم الكامل وكان هذا التيار
من السهولة أن ينتشر بهذه المنطقة لأنها تتمتع بكثير من البداوة
والغلظة والجهل، ولأن فكر مثل التيار السلفي ( الوهابي ) لما يتمتع به
من قساوة وخشونة وغلظة ، فقد وجد أرضية ومناخ خصب لبروزه وإنتشاره بين
هذه المجتمعات ، وتيار الهجرة والتكفير أنتشر أضافة الى هذه الدول فقد
برز أيضاً في مصر .ـ
إن إعتماد هذه الحركات المتطرفة على العنف لم
يأتي من فراغ أبداً فهذه الحركات تمجّد في أدبياتها شخصيات كانت قد
حكمت الدولة الإسلامية في العصرين المظلمين الاموي والعباسي ، وتعتبرها
قدوة لها ومثال يحتذى به كمعاوية بن أي سفيان وأبنه يزيد ومروان أبن
الحكم وآخرين كُثر ، كانوا قد عرفوا بسفكهم للدماء وإفسادهم في الأرض
وأرتكابهم الموبقات ، ولو أخذنا يزيد بن معاوية مثالاً ، فأن يزيد قد
توج الخلافة من أبيه وقد إستغرقت خلافته ثلاث سنوات في السنة الأولى
قام بقتل الحسين أبن بنت النبي محمد والسنة الثانية إستباح المدينة وفي
السنة الثالثة هدم الكعبة الشريفة !؟ فعندما يكون رمز هذه الحركات شخص
مثل يزيد وهو مثال للاجرام والإرهاب لا شك أن تكون هذه الحركات تتبع
نفس الاسلوب في قمع وقتل الآخر البرئ كالحسين ابن علي (ع) والحكيم
وسيرجو دي ميللو والمصلين في كراتشي . أن خطورة الأداء في هذه الحركات
التي تعتمد على القتل كإسلوب أساسي تكمن الخطورة في إباحة إستهداف
الأبرياء كالاطفال والشيوخ والناس الذين لاذنب لهم ، قد يرى البعض أن
عمليات هؤلاء يستهدفون بها غير المسلمين ،( حيث لامبرر ولا وجود لنص أو
مسوغ لقتل غير المسلم لا في القرآن ولا في السنة المحمدية ) بل العكس
تماماً فقد قًتًل هؤلاء من المسلمين ما يفوق ما قُتل من غير المسلمين
الأبرياء وقد شاهدنا ذلك في المجازر التي إرتكبوها بحق أهالي أفغانستان
حيث قتلوا في يوم واحد في منطقة باميان ومزار شريف أكثر من ثمانية ألاف
شخص وأمرأة وطفل ، وكذلك قتل المصلين في كراتشي الباكستانية ، ولو عدنا
قليلاً للتفجيرات في مصر وقبلها التفجيرات في دمشق في عقد الثمانينات
من القرن الماضي ، والأعمال الأرهابية في دول شرق آسيا التي تحدث بشكل
دوري ويذهب ضحاياها الكثير من الأبرياء ولو عددنا لطال بنا المقام . أن
الأسلوب يتعقد أكثر ويصبح أشد خطورة هو إتباع إسلوب العمليات
الإنتحارية ، والتسائل الكبير الذي يطرح هو الى أي مدى وصل إليه هذا
الإنتحاري من عملية غسل الدماغ لكي يقوم بتفجير نفسه لقتل الأبرياء ؟؟
ومسلمين ايضاً ؟؟ إذن لا غرابة عندما تكون عقيدة هؤلاء تتبع إسلوب
اسلافهم و مستوحاة من عقيدة معاوية الفاسق الفاجر ويزيد قاتل النفس
المحترمة البريئة التي حرم الله قتلها حيث يق ول في محكم كتابه أنه ((
من قتل نفساً بغير نفس أو فساداً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً *
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً )) . . وكما يقال لقد إنقلب السحر
على الساحر فقد قامت السعودية بجني وحصد ثمار ما زرعته في قلب هذا
الدين والعالم من خلال دعمها لهذا الفكر المنحرف الإرهابي حينما أرادت
أن تحارب من خلاله العالم فقد وجدته عند باب دارها ويهدد أمنها فستشعرت
الخطر وها هي تبدأ بمحاربته وأنى يكون لها ذلك ؟؟ . ولي عودة . . .
والســـــــــــلام.
samawa70@hotmail.com |