الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج في المستشفى من
الجروح قد يصابون بقلق ما بعد الإصابة، والخبراء يطورون اختبارا بسيطا
لذلك.
هذه الاختبارات من شأنها المساعدة على اكتشاف
الأطفال الذين فات الأطباء ملاحظة رعبهم النفسي.
خلل قلق ما بعد الإصابة، الذي التفت إليه أول
مرة خلال الثمانينات أصبح الآن مقبولا كظرف أصيل يكون الأطفال بالتحديد
عرضة للإصابة به.
وقد أشارت دراسة واحدة إلى أن واحد بين كل خمسة
أطفال أخذوا إلى المستشفى بعد الإصابة في حوادث سير قد حدث لهم هذا
الخلل حتى وإن لم تكن إصابتهم خطيرة.
وتتضمن أعراض خلل قلق ما بعد الإصابة استرجاع
صور مؤلمة للحادث الذي أصيب فيه الطفل، سواء كان ذلك خلال نوم الطفل أو
في يقظته، بالإضافة إلى انعدام الرغبة في التفكير فيما حدث، وزيادة
عامة في النشاط.
وإذا ترك هذا الخلل بلا علاج، وهو خلل من الممكن
أن يتواصل لسنوات، قد تتأثر حياة الطفل في المدرسة والبيت.
وفي دراسة جرت على مراهقين حدثت لهم حادثة غرق
لزورق في البحر المتوسط لوحظ أن 17% منهم لا تزال تظهر عليهم أعراض
واضحة لخلل قلق ما بعد الإصابة.
اختبار المستشفى
قام الباحثون من مستشفى الأطفال في فلاديلفيا
بعمل قائمة أسئلة يجيب عنها الآباء والأبناء على شكل الحوادث والطوارئ.
وهذه الأسئلة مصممة للتعرف على الأطفال الأكثر
تعرضا للإصابة بخلل قلق ما بعد الإصابة.
وقد تضمنت الأسئلة الموجهة للأطفال سؤالا حول ما
إذا كان الأطفال قد تم فصلهم عن آبائهم أم لا.
وقد سئل الآباء ؟ الذين يتعرضون هم أيضا لخطر
خلل قلق ما بعد إصابة أطفالهم ؟ إذا ما كان قد تملكهم الشعور بالعجز،
أو إذا ما كانوا قد شاهدوا حادث إصابة أبنائهم.
ومن بين الأطفال الذين ظهرت نتائج الفحص عليهم
إيجابية بالنسبة لخلل قلق ما بعد الإصابة، بدا أن ربع عينة الفحص قد
ظهرت عليهم الأعراض الكاملة لخلل قلق ما بعد الإصابة طوال الشهور
القليلة التالية للحادث.
بينما ظهرت الأعراض على واحد فقط بين عشرين طفل
ظهرت نتائج الفحص بالنسبة له سلبية.
وقد تم استنتاج المزيد من النتائج من الآباء.
فحص الممارسين العامين
قالت الدكتورة فلورا وينستون أحد كاتبي
الدراسة:" حتى الآن لا يوجد لدى المسئولين عن الصحة طريقة سهلة للتعرف
في وقت مبكر على الذين يقعون في دائرة خطر الإصابة بخلل قلق ما بعد
الإصابة"
"ونأمل أن يستخدم أطباء الرعاية المركزة هذه
الطريقة في البحث في تحديد من يجب إحالتهم إلى التقييم أو العلاج
النفسي"
وقد بدأ البروفيسور ويليام يول، من معهد الصحة
النفسية في كلية كينجز في لندن، دراسة مكثفة حول الأطفال المعرضين
للإصابة بخلل قلق ما بعد الإصابة. وقال إنه من الصعب التعرف مسبقا على
ما إذا كان أطباء الطوارئ والحوادث المشغولين لديهم ما يكفي من الوقت
يخصصوه للكشف النفسي خلال محاولتهم علاج الإصابات البدنية.
وقال: "من الطبيعي أن يكتب طبيب الطوارئ
والحوادث للممارس العام الخاص بالطفل تقريرا يخبره فيه بكل ما جرى،
وربما كان من اللطيف أن يتصل الممارس العام بالطفل خلال أسبوعين للتعرف
على تطورات الأمور.
"ومن سوء الحظ أن ذلك ليس جزءا من النظام في
الوقت الحالي"
وقال إن العلاج الفعال لخلل قلق ما بعد الإصابة
موجود بالفعل بالنسبة للأطفال، وهذا العلاج سيكون أكثر فاعلية إذا ما
تم رصد الخلل بشكل مبكر.
وقال:" الموقف الآن في المملكة المتحدة أفضل
بكثير مما كان عليه فيما مضى، ونحن لا نكف عن إصدار التوصيات
والتعليمات حول هذا الظرف كلما كان ذلك في استطاعتنا" " وعلى الرغم من
ذلك لا زال بعض الناس يعتقدون أن الأطفال سيخرجون من هذه المشكلة
بسرعة، وأنهم "سيتخطونها عندما يكبرون" ؟ وربما لا يحدث ذلك"
وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة "جورنال أوف ذي
أميريكان ميديكال أسوسيياشن |