لقد لعبت الدعاية الإعلامية السلبية
المناوئة لمصالح العراق ومجتمع الخيِّر
التي انتشرت بشكل فظيع وبالذات في
الشطر الغربي من العالم الغربي دوراً لا
يشرّف أحداً بعد اذ وظفت تلك الدعاية لصالح
نظام صدام وشخص صدام وفقاً لنهج بعيد عن
معرفة حقيقة وهوية ذاك النظام الإرهابي
وبعض تلك الدعاية التي تتمثل فيها أمية متداويلها والمصرحين لا
بحقائق الأمور وما جرى في العراق على أيدي (المافيا الصدامية) التي
طالت الأخضر واليابس وبلاد الحضارات ـ العراق ـ فقد أعادت تلك الدعاية
العراقيون لأنهم سكتوا كـ (شعب) على دخول قوات عسكرية أجنبية الى
بلادهم التي هي قوى التحالف (الأنكلو ـ أمريكية) ناسين أو متناسين
أولئك المحسوبين على العرب ما وصل إليه حال المواطن العراقي في مستواً
مزرٍ على معظم الأصعدة بعد أن سلبت من العراقيين مقومات عيشهم وأضاع
النظام السابق كرامتهم وعرّض حياتهم بدون أسباب أو لأسباب تافهة الى
عقوبة الموت في ظل اختفاء أي أثر لما يسمى بـ (قانون) أو (حماة قانون)
يمكن أن يلتجأ إليه أو إليهم الناس.
والعراقيون الواعون يعرفون جيداً ويتذكرون جيداً
أن صدام ومؤسسات نظامه كانت تعزف بلا خوف الوب على نغمة (القومية
الوبية) وما يحز في النفس أن عدد قليل جداً من العرب السياسيين هم
الذين كانوا قد اكتشفوا اللعبة الإعلامية الدعائية لصالح النظام السابق
ولأن صوتهم بقي خانقاً لذلك لم يشكّل له أي وزن مطلوب في العديد من
أجهزة الإعلام الوبية بعضها ما زال يتحول بمقولات عن ضرورة إعادة
السيادة الى العراق في محاولة للإيحاء وكأن للنظام صدام كانت له سيادة
حيث لم يكلفوا أنفسهم حتى بالبحث عن هوية هذا الـ (صدام) الذي أوصل
حرائر العراق الى بيع أنفسهن لقاء (رغيف خبز) تسد الواحدة منهن رمقها.
حيث كانت كل شيء تتم بقوة البطش العشوائي لذا فقد استكثر هؤلاء العرب
من جهلة المتأثرين بالكلام الصادر في العراق أو البلدان الأخرى الذي
كان يساند أطروحات النظام المرتبة ترتيباً جيداً بالكلام فقط.
وباستثناءات قليلة جداً على صعيد أجهزة الإعلام
الوبية التزم من كان يسميهم الواقيون بحسن نية بـ (الأشقاء العرب)
بإدانة النظام الصدامي وممارساته الإجرامية الفائقة عن حدود المعقول
أثناء فترة ذلك الحكم فمثلاً إن بعض الأخوة في مصر قد تناسوا تصريحات
الرئيس المصري السابق (أنور السادات) التي كان يدل بل من خلال خطاباته
عن التعريف بت (صدام) وكان هكذا الـ (صدام) يشغل منصب النائب للرئيس (البكر)
آنذاك حيث كان السادات يصفه بـ (الدموي) ويؤكد على هذا الوصف مرات
عديدة حتى في الخطاب الواحد.
لقد عاش النظام الصدامي المخلوع على قوة شيوع
الجريمة التي تنفذها الدولة في العراق ضد مواطنيها والإعلاميون الأميون
يستخلون مواقع مسؤولياتهم الرسمية أو الأدبية ويساندهم في ذلك شرائح
اجتماعية لا تعرف شيئاً حقيقاً لا عن تاريخ صدام ولا عن ممارسات حكمه
الإجرامي الطائش لكن الغريب حقاً أن أولئك الذين شاهدوا صور المقابر
الجماعية لأناس كان بينهم أطفال قد قتلهم رجال المافيا الصدامية دون أي
ذنب أو تقديم أحدهم الى محاكم قانونية التزموا السكوت الأخرى على ما
كان يجري. وكأن شيئاً لم يحدث في العراق وأن هجرة الملايين العراقيين
الى الخارج مضطرين ليس هو الآخر ما يمكن أن يُدان عليه واقع حال جرائم
الدولة في العراق.
في ظل مثل هذه الظروف الصعبة وصل الحال
بالعراقيين الى تقبل أي حكم قادم ممكن أن يحفظ لهم شيئاً من الكرامة
يعترف بهم كمواطنين لذلك فقد غضوا النظر عمن سيكون القادم وهذا لا يعني
تأييداً لحكم أجنبي في العراق أي كان هذا الأجنبي بل إن الحوار مع هذا
الأجنبي ليفسح المجال الطبيعي أن يعيش العراقيون أسياد في بلادهم (العراق)
ويتمتعوا بخيرات بلادهم هو الأساس الذي اقترن بموقفهم المؤقت من قوى
التحالف الأنكلو ـ أمريكية وما يمكن أن تقترفه هذه القوى من الوفاء
بوعودها في جعل العراق القادم عراق مستقل ويتمتع بسيادة كاملة ويعش
مواطنوه في ظل حكم ديمقراطي لا يهددهم أحد في طمأنتهم بأن يعيشوا بحرية
تامة ومحفوظين الكرامة.
لقد آن الأوان كي يتعلم أولئك المحسوبون على صف
الأشقاء العرب إن كانوا أشقاء حقاً للعراقيين أن يعرفوا من هو صدام وما
كان حكمه ومن العراقيين؟؟؟ الخارجيين أذاتهم لا أن يقوموا لمحاولة
تعريف العراقيين بـ (صدام) وحكمه فالمكوى بالنار أدرى بما فعلته النار
به. |