خدمة الدعوة والتي أطلقتها مصر في ختام المؤتمر
السنوي للحزب الوطني الديمقراطي مثل تحديث قانوني (الأحزاب السياسية)
ومباشرة الحقوق السياسية داعيةً الأحزاب السياسية للالتزام بميثاق
الشرف فيما بينها، مشيدةً بما أقره المؤتمرين وثيقة المواطنة.
وانقسمت الآراء تجاه تلك الدعوة بين مؤيد يعتبر
تلك الوعود مقدمة لعملية إصلاح وتحديث لم تعرفها مصر منذ عدة عقود،
ومعارض اعتبر أنها الشارع المصري، فيما وصف الإعلام الرسمي هذه
المقررات وقفة مع الذات لمراجعة ما كان فيما أعرب المعارضين والمنتقدين
عن اليسار (حزب العرب الناصري / حزب التجمع التقدمي الوحدوي) وهما
الحزبان اللذان يقودان حملة منظمة ضد ما يعتبرونه نوايا لتوريث الحكم
في مصر.
أشير إلى الظروف الداخلية والخارجية لانعقاد
المؤتمر العام للحزب فالعملة المصرية تواصل انخفاضها المتواصل في
مواجهة الدولار والعملات الصعبة الأخرى بعد أن فقدت نصف قيمتها خلال
عام، كما تحدثت الصحف عن أزمة خبز لم تنجح وعود الحكومة في إصلاحها،
فيما تسعى النخبة المصرية بعدم وضوح أو ربما تآكل في الدولار الإقليمي
لمصر بعد التطورات الأخيرة في المنطقة.
ويشير تقرير البنك الدولي أن نسبة الفقر في مصر
قد ترتفع بسبب التباطؤ الاقتصادي المستمر في البلاد وعن المشاركة
السياسية في مصر... اعتبر المراقبون أن معدل المشاركة بتراجع بشكل مطرد
عاماً بعد عام، نتيجة للإخلاص الشديد الفكرة الدولة الشمولية.
ويقارن سعد الدين إبراهيم بين أول انتخابات حرة
أجريت في مصر عام 1924م بلغ معدل التصويت فيها 80% ممن يحق لهم التصويت،
وبين الانتخابات الأخيرة عام 2000م والتي لم تزد نسبة المشاركة فيها عن
25%.
ففي ندوة نظمها مؤخراً نادي شباب المستقبل في
مصر، بالتعاون مع هيئة دعم القراء، ومؤسسة فريدريش نارمان الألمانية
كشفت عن أن 75% من المصريين لا يشاركون في العمل السياسي.
وينفي إبراهيم أن تكون مطالب مثل تعديل الدستور
وإطلاق حرب تكوين الأحزاب والجمعيات مطالب نخبوية قائلاً: (هم لا
يسمحون للجماهير أن تعبر عن نفسها لكي يعرفوا ما هي مطالب الجماهير)
يذكر أن د. سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي الذي أثارت
محاكمته وسجنه ضجة واسعة الوحيد هو الخبز وعندما نترك هذا المستوى
الأول سنجد أنفسنا أمام مطالب أخرى تتعلق بالحريات والحاجات الأوسع)
مشيراً إلى استمرار وسائل الإعلام الحكومية في رفع أسهم جمال حيارك
ويقول: من لا حق مجال مبارك وغيره أن يطمح للحكم لكن عليهم أن يفعلوا
ذلك، في إطار من الفرص المتكافئة) وأضاف نجل الرئيس تمكن من طلق تيار
نشط داخل الحزب معتمداً على شعبيته وبنفس الأسلوب المتبع في
الديمقراطيات الحقيقية، سواء في الغرب أو في الهند)؟
ويرى د. عبد المنعم سعيد رئيس مركز الأهرام
السياسية والاستراتيجية، والعضو البارز في لجنة السياسات التي يرأس
جمال مبارك إن ما طرحه مبارك يمثل استمرار لعمليات الإصلاح السياسي
التدريجي الذي يتزايد عام بعد عام. |