تجددت المواجهات صباح امس في منطقة المنصور
ببغداد، بالقرب من مدخل متنزه الزوراء، بين القوات الاميركية وعسكريين
سابقين عراقيين يطالبون بمستحقاتهم الشهرية، الا انها لم تسفر عن احداث
دامية كالتي وقعت اول من امس. في حين اضطرت القوات البريطانية في مدينة
البصرة الى مواجهة احتجاجات العسكريين العراقيين بالطلقات المطاطية.
وقامت القوات الاميركية والشرطة العراقية باغلاق
المنطقة الواقعة بين علاوي الحلة ومعرض بغداد الدولي، ومنعت العسكريين
المسرحين من الوصول الى بوابة مطار المثنى، بعد ان قررت تأجيل دفع
مستحقاتهم الشهرية الى وقت لاحق، والتي ادى التزاحم حولها الى وقوع
الحوادث المؤسفة اوائل الاسبوع الحالي .
وفي منتصف النهار، تظاهر حوالي 300 شخص مجددا
غير انه جرى تفريقهم من قبل الجنود، معززين بعربات «جيب» من نوع «هامفي».
واثر التزاحم حول مكان تسلم منحة بدل الراتب،
ابعدت القوات الاميركية والشرطة العراقية العسكريين المسرحين، في
الساعة الحادية عشرة صباحا حسب توقيت بغداد، مما ادى الى وقوع مشاجرات،
تم على اثرها اغلاق الشارع الرئيسي والشوارع الفرعية المؤدية اليه،
والموصلة الى منطقة المنصور.
وكان موقع تسلم رواتب العسكريين المسرحين قد شهد
مصادمات عنيفة بسبب التوتر والانتظار الطويل في اجواء حارة من اجل تسلم
مبالغ تعني شيئا مهما بالنسبة للعاطلين عن العمل رغم كونها قليلة.
وحسب شهود عيان، فان احداث الشغب التي وقعت،
بالقرب من مدرسة الموسيقى والباليه، كانت اندلعت بعد حدوث فوضى بين
المتزاحمين بسبب عدم الالتزام بالترتيب، مما ادى الى تدخل الجنود
الاميركيين لاعادة ترتيب الصفوف. ويزعم ان احد الجنود سحب رجلا مسنا
كان بين الموجودين من عقاله، فقام ذلك الشخص بطعنه في رقبته بسكين كان
يحملها. وادى ذلك الى فتح النار على المحتشدين بشكل عشوائي، حيث قتل
وجرح العديد من المواطنين، من دون وجود ارقام موثوقة. واثر ذلك امتدت
اعمال العنف الى المناطق المجاورة، حيث جرى تحطيم العديد من السيارات،
وإحراق سيارتين مدنيتين، واخريين للشرطة الاميركية من نوع «هامر» وكسر
زجاج بعض المحلات.
وقال احد سائقي سيارات الاجرة الذي كان هناك وقت
اندلاع الاحداث ان مجموعة افراد من «فدائيي صدام» كانوا بين المحتشدين
لتسلم رواتبهم، وانهم هم الذين احدثوا الفوضى، وقال ان الشخص الذي طعن
الجندي الاميركي ليس الرجل المسن، بل هو واحد من تلك المجموعة، التي
اخذت تردد بعد ذلك هتافات مؤيدة لصدام، فيما حاول اخرون التصدي لهم
ومنعهم، وتلقي الاذى من الجانبين.
وتظاهر عسكريون سابقون ببلدة الحلة اول من امس
عند مراكز دفع التعويضات حيث يحصل كل منهم على 40 دولارا عن فقد
وظائفهم. وقالت الادارة الاميركية في العراق ان انصار الرئيس العراقي
المخلوع يغذون القلاقل بنشر إشاعات عن عدم وجود ما يكفي من المال لدفع
تعويضات للجميع.
وفي البصرة، اغلق حوالي 400 متظاهر امس الاول
الشارع الرئيسي في المدينة وذلك غداة مقتل عراقي بايدي قوات التحالف.
والقى المتظاهرون الحجارة على الجنود البريطانيين الذين ردوا باطلاق
رصاص مطاطي في الهواء من اجل تفريقهم، غير ان المتظاهرين عادوا وتجمعوا
ثانية واغلقوا الشارع.
واعتقلت القوات البريطانية عشرة اشخاص على الاقل.
ووزعت القوات البريطانية صباح امس منشورات تعلن فيها تأجيل توزيع رواتب
الجنود وعناصر الشرطة العراقيين السابقين، موضحة ان «الوثائق الضرورية
للدفع احرقت خلال المظاهرات».
ولم يوضج المنشور الموعد الجديد لتوزيع الرواتب.
ولكن الكابتن رولين مايك اوضح «ان اسبوعا الى عشرة ايام ضرورية للحصول
على لوائح جديدة للمنتفعين بالرواتب من بغداد بدلا من التي احرقت السبت».
واضاف «ما ان نحصل عليها سيكون بامكاننا الدفع مجددا».
وقال سكان في البصرة ان خمسة اشخاص اصيبوا بجروح
امس بالطلقات المطاطية. ووصل رجال شرطة عراقيون للمساعدة على اخماد
العنف واطلقوا النار في الهواء الا انهم اضطروا للهرب الى مبنى جامعي
قريب بعد أن نفد ما معهم من طلقات مطاطية وطاردهم المتظاهرون الغاضبون.
وقال محمد جاسم عبود احد المحتجين ان الجنود
السابقين يحتاجون الى وظائف واموال. وتابع: «نريد حقوقنا مثل الاخرين».
وحلت الادارة الاميركية في العراق الجيش في مايو
(ايار) الماضي مما اشعل مظاهرات غاضبة عديدة شارك فيها عسكريون قالوا
انهم يواجهون الفقر. ووافقت الادارة في وقت لاحق على دفع 40 دولارا لكل
فرد من 440 ألف جندي. ويصطف الالاف يوميا عند مراكز دفع التعويضات في
شتى انحاء العراق.
من ناحية اخرى، استهدف هجوم بقذائف الهاون مساء
اول من امس المقر العام للقوات الاميركية قرب بعقوبة، على ما افاد شاهد
دون ان يكون بامكانه القول ما اذا سقط ضحايا.
وقال وليد محمد، 25 سنة، «استهدفت اربع قذائف
هاون المقر العام للقوات الاميركية التي ردت باطلاق قذائف دبابات».
وتستهدف القوات الاميركية في بعقوبة بانتظام
لهجمات خاصة قرب المطار الواقع على بعد اربعة كيلومترات من المدينة
ويؤوي القيادة الاميركية في المنطقة. |