من محاضرة المرجع الديني آية الله العظمى السيد
صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)
من محاضرة سماحته:
(الحسين بن علي عليه السلام من آيات الله الكبرى)
قال الله تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به
نوحاً والذي أوصنا إليك وما وصينا إبراهيم وموسى وعيسى)
وحيث صادف بحثنا ليلة ميلاد الإمام الحسين عليه
السلام فتصدرناه بهذه الآية الكريمة لأن الإمام الحسين (عليه السلام)
أقام دين جده (ص) ولولاه لما قامت للدين الإسلامي قائمة، عسى أن نكون
قد تحدثنا عن الإمام الحسين (عليه السلام) وفضله ووفينا بعض ما علينا
تجاهه ولو بمقدار ما تحمله رأس الأبرة من بلل البحر!!!
ذلك أن الحديث عن الحسين عليه السلام حديث عن
الله سبحانه والقرآن وعن الرسالة والحق وعن كل فضيلة، لقد ذكر القرآن
الكريم قصة نبيه وعروجه إلى السماء في عدة موارد منها قوله تعالى في
سورة النجم، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى.
عن الإمام الحسين عليه السلام قال: أتيت يوماً
جدي رسول الله (ص) وآله، فرأيت أبي بن كعب جالساً عنده، فقال جدي:
مرحباً بك يا زين السماوات والأرض! فقال أُبي: يا رسول الله! وهل أحد
سواك زين السماوات والأرض؟ فقال النبي (ص) يا أبي بن كعب والذي بعثني
بالحق نبياً، إن الحسين بن علي في السماوات أعظم مما هو في الأرض،
واسمه مكتوب على يمين العرش أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) وهذا
الحديث يرويه الشيعة والسنة وعلى اختلاف مذاهبهم سماحته وفي مقطع أخر
يورد سماحته:
آنى لطاقتنا المحدودة أن تدرك الحسين عليه
السلام والله سبحانه يعبر عنه بأيته الكبرى، ويقول عنه مصباح الهدى
وسفينة النجاة. فهذا ليس تعبير الإمام الصادق أو أمير المؤمنين عليهما
السلام.
ولا تعبير جده رسول الله (ص) بل هو كلام الله
مكتوب على ساق العرش وقبل أن يولد الحسين عليه السلام.
وجواباً لسؤال: لماذا يرى الله أشرف أنبيائه هذه
الكلمة عن حفيده ويعدّه آية كبرى؟ وما هو السر وراء ذلك؟
فيقول سماحته: هو أن الحسين (عليه السلام) خير
من طبق الآية التي صدرنا بها البحث وهي ما وصى به نوحاً وإبراهيم وموسى
وعيسى ومحمد سلام الله عليهم أجمعين وهو (أن أقيموا الدين) فالحسين
عليه السلام أقام الدين وحفظ الشريعة، فلولا الحسين لما كانت الصلاة
اليوم ولا الصيام ولا حج البيت أحد، لأن بني أمية كانوا على وشك القضاء
على الدين، ولكن الحسين (عليه السلام) حفظه بدمه ودماء أهل بيته...
والكلام النبوي الشريف حسين مني وأنا من حسين، لا شك أن الرسول قصد
استمرار رسالته (ص) لأن بقاء اسم النبي (ص) يرفع على المآذن (أشهد أن
محمد رسول الله) كان ببركة الحسين (عليه السلام) ولولا الإمام الحسين
عليه السلام لمحا هذا الذكر معاوية ويزيد وآل مروان بعدهما ولعادت
الجاهلية، إذن كل مسجد تدخله اليوم فهو مدين للحسين، وكل صلاة وصيام،
وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وبر الوالدين، وإخلاص لله، بل واسم رسول
الله (ص) عندما يرفع في الآذان كله من الحسين عليه السلام وهذا معنى
قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا من حسين، وأوصى سماحته في حديثه
ماذا تقدم للحسين عليه السلام ونحن على أبواب ميلاده المبارك، أقترح
ثلاث وصايا صغار بسيطة يتمكن كل منا العمل بها عسى أن نرفع شيئاً من
التقصير تجاه الحسين:
1- من الآن أخبر كل من تلقاه سواء في محل عملك
أو في طريقك إلى البيت أو صديقاً تلقاه أن يوم الثالث من شعبان هو يوم
ميلاد الحسين عليه السلام.
2- لنتحف أولادنا ومن هم تحت أنفاقنا بهدية
عيدية في يوم ميلاد الحسين (عليه السلام) ليتربو على حب الحسين (عليه
السلام).
3- لنظهر علامات الفرح والتهنئة ولنوزع الهدايا
أو الحلويات على زملائنا في محل عملنا ومنطقتنا في يوم ميلاد الحسين
عليه السلام.
فليكن سعينا أن نبدأ بنشر حب الحسين، وبعده فكر
الحسين ثم السعي للعمل وفقه، إن شاء الله.
إعداد بسام محمد حسين
aboalibassam@gawab.com |