استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في داره بقم المقدسة، الوفود
التي تضم المئات من العراقيين لزيارة العتبات المقدسة في إيران ونهل
تعاليم سماحته وتوجيهاته القيمة من أجل عراق جديد لما بعد زوال الطاغوت
صدام وحكمه الديكتاتوري .
هذا وقد استقبل سماحته الوافدين بروح عالية ووجه
لهم خطاباً يحمل في طياته النهج والالتزام والسير وفق تعاليم الله
وانتهاج منهج الحق، منهج أهل البيت (عليهم السلام) راجياً من المولى عز
وجل التوفيق والسداد والفرج العاجل للأمة الإسلامية وللعراق الحبيب
المضطهد منذ عقود، ومتمنياً من الشعب العراقي الالتزام والصبر لتحقيق
تطلعاته نحو الحق والحرية.
والجدير بالذكر أن سماحته (دام ظله الشريف)كان
قد أصدر بياناً بمناسبة زوال حكم الطاغية في العراق، نقتطف منه ما يلي:
يا أبناء العراق الغيارى في كل مكان، في داخل
العراق الممتحن وخارجه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الآن وقد
زال النظام الذي بدأ عهده المظلم بإراقة الدماء، وإزهاق الأنفس البريئة،
واستمر كذلك بالإرهاب والقتل وهتك الأعراض والاستهتار بالقيم
والاستهانة بالمقدسات، وانتهى بهذه النهاية الدموية التي شهدها العالم
من أقصاه إلى أقصاه.
الآن وقد أذن الله تعالى باجتثاث ذلك الكابوس
إلى أن استنزف العراق مادياً ومعنوياً طيلة عقود سوداء حالكة، فقد آن
الأوان لاغتنام الفرصة، اليوم قبل الغد، لبناء العراق من جديد في شتى
الأبعاد والمجالات، واستعادة المجد التليد، والتاريخ الحافل والمشرف،
وخاطب في البيان العلماء الأعلام في الحوزات العلمية، والخطباء الكرام
والوعاظ الأجلاء والكتاب والصحفيون المؤمنون الذين هم لسان الأمة،
والعشائر العراقية، والتجار، والشباب، والنساء، والأحزاب والمنظمات
الأصيلة، وعامة أبناء الشعب العراقي.
وأرشدهم إلى الحكومة الجديدة العادلة التي تقوم
على الشورى والحرية التعددية المبنية على أساس الأخوة الإسلامية والأمة
الواحدة ،وإقامة الشعائر الحسينية التي هي من شعائر الله والتي حُرمت
هذه الأمة المظلومة عن ممارستها عشرات السنوات، والتوسل إلى الله تعالى
بالمعصومين (عليهم السلام) والسعي الدائم الذي أكد عليه القرآن الكريم
كي تجري الأمور في مجاريها بيسر وسهولة وبعيدة عن المآسي والمشكلات.
كما أصدر سماحته (دام ظله) بياناً حول تشكيلة
مجلس الحكم الانتقالي في العراق، مستشهداً بقوله تعالى (أن الله يأمركم
أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) وطالب هذه التشكيلة التي لم يراعى فيها
حقوق الشعب العراقي كاملة حيث تم تجاهل النسبة الحقيقية للشيعة
بإعطائهم (13) مقعداً.. في حين أن الشيعة يشكلون 85% من الشعب العراقي:
1- تعديل هذه التشكيلة بما يتناسب مع نسبة
الشيعة بمختلف قومياتهم أي إعطائهم نسبة 85%.
2- إجراء انتخابات حرة بأسرع وقت ممكن بعيداً عن
أي تأثير إقليمي أو دولي لتكون الحكومة نابعة من صميم الشعب.
وحول الاستفتاء الفقهي لصياغة دستور العراق دعا
سماحته (دام ظله الشريف) إلى ضرورة أن ينبثق دستور وقانون العراق، وفقاً
لأحكام الإسلام وتحت إشراف فقهاء الأمة الذين هم مراجع الدين والخبراء
بشؤون التشريع والأحكام، كما دعا المسلمين في العراق، وفي كل مكان
الدعوى إلى المطالبة بذلك واستدل سماحته بذلك على الأصلحية الشاملة
والجامعة لقانون الإسلام في تأمين سعادة الإنسان في جميع المجالات، وان
تركه شراًَ عظيماً يحيق بالأمة، وفتح أبواب الفساد التي ربما لا تغلق
لفترة طويلة.
وحكومة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وحكومة أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) أثبتت – بكل وضوح –
أصلحية قانون الإسلام عند التطبيق من أي قانون آخر.
|