قال امين عام تجمع (المسلم الحر) أمام حشد من
طلاب مدرسة ويلستون سكول الواقعة في مدينة فيرفكس التابعة لولاية
فيرجينيا الامريكية: العالم اليوم بحاجة الى فهم اللاعنف فهماً حقيقياً
كي يتعاطف معه كما تعاطف مع المفاهيم الحضارية الاخرى والتي اعطت
للمجتمعات البشرية الروح واللحيوية واوصلته الى التقدم العلمي.
وأضاف الشيخ محمد تقي باقرفي كلمته التي القاها
امام حشد من الطلاب الأجانب و من جنسيات مختلفة بمناسبة بدئ الدورة
الدراسية : القانون هنا يفسح المجال امام الجميع لكي تتبلور الأفكار
والرؤى ويأخذ كل ذي نصيب نصيبه من الحياة، الا ان الناس هم الذين
يُحسنون أو يُسيؤون في التعامل مع القانون ، ولذلك على الجميع انتهاز
الفرص الموجودة وتطبيق المعنى الحقيقي للحرية والديمقراطية في التعامل
مع المجتمع.
وفي معرض حديثه عن الحريات السياسية والاقتصادية
والاعلامية المتوفرة للجميع، اشار الشيخ محمد تقي باقر الى سوء استغلال
بعض الافراد او الصحافة أ و بعض وسائل الاعلام المأجورة من وجود هذه
الحريات والدعوة الى القتل والابادة الجماعية وقال: على المجتمع السليم
الذي يدعو الى الفضائل والمكرمات الاخلاقية وحقوق الانسان ان يمنع نشر
الدعوات التي تطلقها امثال صحيفة (جيروزاليم بوست) التي توزع في امريكا
والتي دعت الى القتل والدمار والابادة مؤخراً، اذ أن الحرية الموجودة
معقولة مالم تُصيب الآخرين، لكنها اذا ادت الى زعزعة الأمن والاستقرا
وهددت سلامة المواطن أو مطلق الانسان في اية بقعة كانتـ، فلابد وأن يقف
القانون أمامها ويمنع من انتشارها، وهذا الأمر مطابق للحرية والانسانية
تماماً.
وأضاف أمين عام تجمع (المسلم الحر) الذي يدعو
الى اللاعنف والسلم والعيش المشترك في العالم: فلو اختلفنا مع ايّ كان،
لا يحق لنا ان ندعوا الى قتله أو ابادة شعبه، فان الدعوة الى القتل
اشاعة للمنكر، وترويج للعنف والارهاب، وهذا مالايوافق عليه العقل
والفطرة البشرية والانسانية وكل القوانين وفي مختلف دول العالم. بل
وعلى الانسانية ان تتقدم بالشكوى الى الانظمة القضائية ضد مثل هذه
التصرفات المؤدية الى زعزعة الأمن والاستقرار.
وكانت اشارة فضيلة الشيخ محمد تقي باقر الى
ماذكرته الصحيفة الاسرائيلية من الدعوة الى قتل الرئيس الفلسطيني ياسر
عرفات وابادة الشعب الفلسطيني بكامله.
كما استعرض الشيخ محمد تقي باقر مايجري في
العراق من استعمال العنف والارهاب في حق الابرياء و قال: بالأمس
اغتالوا اية الله السيد باقر الحكيم مع حشد من المصلين الابرياء الذين
جائوا لتطهير نفوسهم والتجؤا الى العبادة في احدى البقاع الطاهرة، حيث
مرقد بعض الانبياء، أدم و نوح، ومرقد أميرالمؤمنين علي (ع) الذي طبّق
الحكم الاسلامي بعد رسول الله (ص) وعملية ترشيحه من قبل الأمة و
انتخابه لقيادة المسلمين كان من اروع ما شاهده العالم حتى في يومنا هذا،
وكان المسلمين وغيرهم في ضل دولته الاسلامية في أشد الامن
والازدهاروالطمأنينة.
فبمثل هذه الحادثة المفجعة و قتل هؤلاء المؤمنين
وتلك الشخصية العراقية المؤمنة وبهذه الطريقة اللئيمة يعرف الجميع مدى
عمق ثقافة العنف في المجتمع البشري، حيث لايفهم الجاني، الجاهل البعيد
عن روح الانسانية والعقل والدين، معنى الصلاة والعبادة والمكان المقدس
ولا أهمية الارواح والانفس.
وأضاف الشيخ: العنف لايولد الا العنف، وهذا
مانخشاه، ولذلك وبعد هذا الحادث المفجع تقدمت المرجعيات الروحية
المهتمة بالقضية العراقية، وكذلك غيرهم في لبنان وغيرها، ونحن على
اتصال بهم والتنسيق معهم في هذا المجال، وذلك لجمع شمل السنة والشيعة
بل والشرائح المختلفة من الشعب العراقي وعقد الندوات لتقريب وجهات
النظر ومنع استغلال الضرف لقمع الأفكار والمفكرين وايجاد حالة الفتنة
بين المذاهب.
وعليه، فاستغلال الحريات العامة لمصلحة أفراد
اوجهات خاصة أو زعزعة الأمن، لايخدم الا الجهل والتطرف، واذا سمحنا أو
سكت العالم أمام هذه الحالات الشاذة فانه سيكون الشريك الاول في الدماء
الطاهرة، وسوف يُحاكم أمام الله والتاريخ.
وختم الشيخ محمد تقي باقر كلمته بذكر النصوص
المأثورة الواردة في أهمية طلب العلم وخدمة المجتمع البشري وتطبيق
الأمن واعطاء الحريات للناس وقال: الخلق كلهم عيال الله، فاحب الخلق
الى الله أحبهم الى عياله. |