اصبح من المسلم به ان النظام الحالكم في المملكة
العربية السعودية (ال سعود) هو نظام قد جاءت به المملكة المتحدة (وزارة
المستعمرات البريطانية السابقة تحديداً) وقامت بدعمه واشرفت على كل
الجرائم التي ارتكبها بحق اهل الحجاز ثم مواطني المملكة العربية
السعودية ومسلمي العالم بعد ذلك, من اجل الهيمنة على الساحة والصوت
الاسلامي.
ولابد من التنويه الى ان خطر العصابة الحاكمة في
السعودية هو اخطر من الخطر الذي كانت تشكله العصابة الحاكمة في العراق
على الاسلام, كون صدام التكريتي لم يمارس الافساد والفساد باسم الاسلام
انما بإسم الحزب ومجلس قيادة الثورة وان حاول في السنوات الخمس الاخيرة
من حكمه ان يلبس عصابته عبائة الاسلام من خلال الحملة الايمانية التي
اشرف على تنفيذها (زين الشباب المؤمن) الكسيح عدي.
ان عصابة ال سعود تحكم العباد وتنشر الفساد
والافساد في الارض باسم الاسلام وان صاحب الامر عندهم هو فهد بن عبد
العزيز كما يسمى في اعلامهم واستنادا الى الاية الكريمة "اطيعوا الله
واطيعوا الرسول واولي الامر منكم" فان من يعارض ولي الامر فهد انما
يعارض بذلك الله ورسوله وبهذا تصبح القرارات الصادرة من فهد مقدسة وهنا
تكمن الخطورة.
ان الغرب قدم كل انواع الدعم للمملكة العربية
السعودية من تسليح وخبرة في كل المجالات كذلك الدعم السياسي والتسهيلات
الخاصة لنشر ديانتها (الوهابية) قبال خاتم الاديان السماوية .
اما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الدامية
انتبه اصحاب القرار في الولايات المتحدة الامريكية الى ان الانتحاريين
التسعة عشر ليس فيهم مسلما سنيا واحدا فضلاً عن مسلم شيعي وانهم ومن
ساعدهم ينتمون جميعا الى الديانة الوهابية التي رعت بذرتها التيمية
المخابرات الغربية حتى اوصلتها الى درجة لم تستطع بعد السيطرة عليها
وتحريكها, فجاء القرار سريعا من قبل الادارة الامريكية بالقضاء على
طالبان التي زرعتها في افغانستان ثم عرجت على وكيلها في العراق صدام
التكريتي والان قد جاء دور مركز الارهاب المتمثل بالمملكة العربية
السعودية.
ولا ننسى هنا الجهود الجبارة التي بذلها ابناء
العراق البررة ممثلين بالمعارضة العراقية الوطنية والاسلامية التي قدمت
الغالي والنفيس من اجل ايصال صوت الشعب العراقي الى العالم الحر في
مقارعتها للدكتاتورية وخصوصاً ابن العراق الدكتور احمد الجلبي الذي راى
ان لا مانع من التنسيق مع الادارة الامريكية مادامت العصابة الحاكمة في
بغداد هي صناعة امريكية فلم لا يتوجه الى صاحب المعمل مباشرة, وشاطره
في هذا الرأي كذلك اخوته في كردستان العراق, و بالرغم من ان هذه
الادارة ابقت على صدام التكريتي في الحكم بعد غزوه الكويت لثلاثة عشر
عام لمصالح امريكية عليا؟, لكن مصائب الحادي عشر من سبتمر جعلتهم
يستمعون وبصورة جيدة لنصائح الدكتور الجلبي واخوته الكورد وكذلك المجلس
الاعلى للثورة الاسلامية الذين التحقوا به على هذا الطريق مؤخرا في
مؤتمر لندن واثبتوا لهم ان دعمهم للدكتاتور صدام لا يخدم مصالح الشعب
الامريكي وانما هذه المصلحة تكمن في اقامة علاقة مع الشعب العراقي وليس
مع الفرد الدكتاتور, وهل هلال يوم التاسع من نيسان عام الفين وثلاثة
وبذلك اصبحت مصائب الشعب الامريكي فوائد للشعب العراقي .
alshaemy@hotmail.com |