تسليط الضوء على برامج المرأة التي تعرضها أجهزة
التلفزة خصوصاً فيما يتعلق بموضوع تمتعها (تلميحاً أو ضمناً) بالحرية
الكاملة أو الحرية النسبية هي من المواضيع القابلة لنقاش واسع.
بدأ لابد من القول أن البرنامج التلفزيوني الجاد
يقدم أحياناً بصورة غير جريئة تماماً حيث يحاط الطرح أحياناً بشيء من
الضبابية التي تنسحب على عدم نجومية حتى الممثلين أو الممثلات المؤدون
لأدوارهم وإن كان أداءهم ناجحاً ذلك أن التقييم مرتبط بدرجة رفعة نوعية
البرنامج أي أن موضوع العرض حين يكون عادياً جداً فلا يبرز بطبيعة
الحال أي أداء استثنائي لهؤلاء الممثلين والممثلات إن طرح الأفكار
الجديدة ينسج القصص أو المواضيع الممكن تقديمها بشكل درامي ناجح هو
صناعة بحد ذاتها والبرامج النسائية الجادة كما يلمس في عروض شاشات
الفضائية العربية تكاد تكون مشدودة إلى مركز تحفظات بحيث لا تتيح
لمواضيع المرأة أن تنطلق إلى مساحات أوسع وهذا ما يعني أن عنصر الخيال
والتخيل في عروض البرامج يدور حول محور اللاانطلاق تحسباً من تسلط
الرقيب العربي أحياناً الذي يتدخل أحياناً لمنع برامج لا يقتضيها الحال.
فسقف الحرية الممنوح للمؤلفين الذين يكتبون
للشاشة الصغيرة يعاني من بعض القيود المبلغ بها مقدماً مما يجعل ذلك
البرامج النسائية ضعيفة في إبراز المشاكل الحقيقية للمرأة خصوصاً في ظل
أجواء الأوساط الرجالية المسؤولة الذين تعشعش في نفوسهم أن تبقى المرأة
حتى دون مستوى رضاها بقيمونة الرجل عليها ولعل هذا ما يهين منزلتها
كمخلوق لولاها لما جاء الرجل إلى الدنيا كما أن الأديان السماوية ومنها
الإسلام العظيم يقر للمرأة مساواتها الإنسانية مع الرجل على قدم وساق
مع حفظ حالة التوازن بينهما عبر خضوعها الموضوعي لقيمومة الرجل عليها.
ولعل فكرة استنساخ البرامج ضمن قصص متشابهة في
عروض موضوعاتها تنبئ أن عملية الإبداع في الكتابة عن المرأة هي مشكلة
غير عادلة فالمرأة المعيلة لأفراد عائلتها مثلاً وهذا موضوع يتعلق
بالجانب الاقتصادي للعائلة والمجتمع بآن واحد لكن الضوء على هذه
المشكلة الواسعة وانعكاساتها لم يتناولها التلفزيون بشكل مقبول إلا ضمن
مشاهد فرعية من عروض برامج المرأة المتلفزة كما أن مواضيع مثل مشاركة
المرأة السياسية في الإدارات الحاكمة هي اليوم من المواضيع التي تتراوح
في مكانها وما ينتظره الجمهور من وسائل الإعلام العربية بهذا الشأن
أكبر بكثير مما يعرض على الشاشات الصغيرة.
والحديث عن برامج المرأة في التلفزات العربية من
دون التطرق إلى جانب الإعلام النسائي الإسلامي لا يمكن الاعتماد على
موضوعيته نظراً لما أكرم به الإسلام المرأة التي حين تقدمها الشاشة ضمن
دور وفود والحجاب أنيق بعيداً عن ذوقات المكياج تحظى باحترام المشاهدين
وموضوع الروح ينبغي هو الآخر أن يشق طريقه ضمن عروض التلفزيون حتى لا
يتم عزوف جمهرة الشابات خصوصاً للتفتيش عن المحور المناوئ (المادي) من
عروض تؤكدها بعض محطات التلفزة في برامجها. إن تقريب المرأة نحو مواقع
الثقافة الحقة أمر ينسجم مع الطموح السوي لأي عائلة محافظة.
أما فيما يخص الماهيات الأخرى للإعلام النسائي
التي تلعب دوراً في تطور المرأة كما الرجل فكرياً وأسرياً واجتماعياً
وسياسياً فهي مسألة ثقافية ممكن أن تحد من عنجهية الثقافة الذكورية
السائدة في معظم بلاد العرب والمسلمين، ولعل التركيز على ذكاء وطيبة
ونقاء السريرة المرأة هي التي ينبغي أن تغلب في الطرح على جمال المرأة
وما تضعه من مكياج وما ترتديه من أزياء عصرية، فالعبرة في التنافس
النوعي وليس في التنافس الكمي بعد أن لوحظ أن البرامج النوعية التي
تنافش المواضيع الحيوية للإنسان (امرأة أو رجل) هي قليلة وفيها شيء من
المصادرة لاهتمامات الجمهور وتطلعاته المشروعة كي يشاهد عروض تلفزيونية
تليق أن تضيف شيئاً جديداً لاستيعاب الحياة. ولعل ميراث المرأة له من
المواضيع ما يمكن تحويل الكرام عن مجتمع النواعم إلى انطباع مفيد لفهم
أفضل للمرأة شريكة الحياة للرجل. |